أضواء
مايزال الأمل قائماً في أن تتم مراجعة الفتوى التي صدرت في الأيام القليلة الماضية عن اللجنة الدائمة التابعة لهيئة كبار العلماء بمنع اشتغال المرأة بعمل كاشيرة في المحلات التجارية المفتوحة.. وفي الأماكن العامة وغير المغلقة.. أو المشبوهة أو التي تسمح بحدوث (الخلوة) المحرمة بين الرجل والمرأة.والأمل الذي نتحدث عنه مرده إلى قناعة الجميع بأن الله سبحانه وتعالى قد وهب هذه البلاد علماء أجلاء.. وعلى درجة كبيرة من التبصر والحكمة وسداد الرأي.. وإدراك طبيعة ضرورات الحياة.. ومتطلبات الوطن.. لاسيما وان فتاوى سابقة.. قد صدرت في هذا الشأن وأجازت عمل المرأة في الأماكن العامة والاشتغال بما يفيد ولا يتعارض مع الشريعة أو يتنافى مع القيم الكريمة التي ربينا عليها. فالمرأة التي تشكل ما نسبته (48 %) من المجتمع السعودي في الوقت الراهن.. تحتاج إلى العمل لكي تساهم في تقاسم تكاليف الحياة وأعبائها إلى جانب أخيها الرجل.والمرأة التي أصبحت على درجة عالية من التأهيل والوعي والإدراك تحتاج إلى ان توظف طاقاتها ومواهبها في خدمة هذا الوطن بدلاً من التضييق عليها.. أو الحيلولة دون استثمار قدراتها الخاصة في تنمية الوطن ورفعته. والمرأة التي تربت في مجتمع إسلامي.. ووسط اسرة مسلمة.. وفي حضن مجتمع كل من فيه إن شاء الله يجسد الفضيلة واحترام الانسان لآدميتها.. لايمكن ان تعرض نفسها للخطيئة.. أو تقع في المحظور.. أو تقبل بأن تتصرف بشكل غير مسؤول.. في أي مكان وفي أي موقع.. والعمل في الاماكن العامة.. والمفتوحة وفي ظل (الحشمة) و(الستر) وعدم (التبذل).. يحقق كل الأهداف المرجوة منها ويستثمر طاقتها.. ويدمجها في المجتمع الذي يجب ان يعتاد على وجودها معه وأمامه.. حتى تتغير نظرته الضيقة إليها.. وفضوله السلبي في التعامل معها. ونحمد الله سبحانه وتعالى ان أصبحت بيننا الطبيبة المتميزة.. ومديرة الشركة المتفوقة.. ومديرة الجامعة النابهة.. ونائبة الوزير.. ومديرة التربية والتعليم.. والمهندسة.. والعالمة الجليلة..والانسانة المتعددة المواهب.. والمشاركات في كل مجال.. وبمستويات نعتز بها ونفاخر كثيراً.. وذلك وحده يؤكد مدى جدية المرأة السعودية وجدارتها في ان تعزز مكانتها في المجتمع.. وتشارك أخاها الانسان في خدمة الوطن.. وبالتالي فإنها بحاجة إلى دعم ومؤازرة الجميع بدءا بهيئة كبار العلماء.. وانتهاء بكل فرد في المجتمع حتى لا نعطل مسيرتها.. ونجنب البلد خطر الحد من إسهاماتها.. واستثمار جهودها.. في تنمية البلاد وتطوير أوجه الحياة فيها.. وما فعله أصحاب السماحة والفضيلة العلماء والمشايخ في الماضي.. وما أصدروه من فتاوى واضحة وبينة في هذا الشأن كفيل بإزالة أي لبس في هذا الجانب.. وتصحيحه وتصويبه لأن عمل المرأة سواء في المستشفيات أم في الاسواق التجارية.. أو الجامعات ومراكز الابحاث والدراسات.. أو في الوظائف العامة التي لا توجد فيها حجب أو حواجز تتيح الخلوة.. هو مسألة طبيعية يجب ان نتفق ونعتاد عليها ونشجعها.. ونحمل المجتمع مسؤولية تعرض فيها المرأة لأي أخطاء لا علاقة للشريعة بها.. بقدر ماهي مرتبطة بتربية الانسان وسلوكياته والله من وراء القصد. [c1]*عن/ صحيفة ( الرياض ) السعودية [/c]