جلسة مباحثات رسمية يمنية ــ فرنسية حول قضايا التعاون والتطورات في المنطقة
صنعاء / سبأ:عقدت في صنعاء أمس جلسة مباحثات رسمية بين وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي و نظيره الفرنسي برنار كوشنير.كرست الجلسة لبحث علاقات التعاون الثنائي بين البلدين والصديقين وآفاق تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات, بالإضافة إلى التشاور إزاء التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك.وأوضح و زير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي في مؤتمر صحفي عقده مع الوزير الفرنسي عقب الجلسة أن المباحثات بين الجانبين ناقشت قضايا التعاون الثنائي بين اليمن وفرنسا وفي مقدمها مكافحة القرصنة في خليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي فضلا عن قضية الصراع العربي الإسرائيلي والدور الفرنسي في تعزيز السلام في المنطقة .وأكد الدكتور القربي إن وجهات النظر اليمنية والفرنسية كانت متطابقة حيال قضية الصراع العربي الإسرائيلي والسلام في منطقة الشرق الاوسط .وقال « أملنا ألا تنطلق مسيرة السلام من الصفر في عهد الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو ومواصلة الجهود السابقة التي اسهمت فرنسا بجزء كبير منها».كما أكد القربي أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا إذا قبلت إسرائيل بالحلول العادلة وقيام الدولة الفلسطينية والانسحاب من كافة الاراضي العربية المحتلة ووقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية .واضاف « تحدثنا عن الوضع في الصومال وقضايا القرصنة في خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي, واتفقنا على أن النجاح في مكافحة القرصنة يبدأ من معالجة الاوضاع في الصومال وان الفرصة اليوم مواتية بعد انتخاب الرئيس الصومالي شيخ شريف احمد وتعيين رئيس للوزارء في الصومال وربما خلال الساعات القادمة تشكيل الحكومة الصومالية الجديدة ».وتابع قائلا :« وإذا لم تلق هذه الجهود الدعم الدولي لبناء أجهزة الدولة الصومالية فان الآمال التي يتطلع اليها الجميع لن تتحقق».وأشار القربي إلى إن اليمن طلبت من الإتحاد الأوروبي تحمل المسؤولية مع المجتمع الدولي لدعم حكومة الصومال وبناء مؤسساتها واجهزتها الأمنية .. مبينا أن وزير الخارجية الفرنسي كوشنير سيتوجه من صنعاء إلى جيبوتي للقاء الرئيس الصومالي المنتخب شيخ شريف أحمد« ما يجعل هذا اللقاء فرصة للاستماع من القيادة الصومالية الجديدة عن التحديات القائمة واحتياجات بناء الدولة في الصومال» .وفي شأن الأمن في المنطقة وجهود مكافحة ظاهرة القرصنة أكد الوزير القربي أن الجانبين اليمني والفرنسي أتفقا على أن مواجهة ظاهرة القرصنة يجب أن تكون في إطار جهد دولي تشترك فيه دول المنطقة مع المجتمع الدولي وأن بناء قدرات دول المنطقة سواء في خفر السواحل أم القوات البحرية سيمثل خطوة مهمة لمكافحة القرصنة والإرهاب في المنطقة..مشيرا إلى أن الجانب الفرنسي أبدى أستعداده لدعم جهود اليمن في تطوير قدرات خفر السواحل اليمنية.ولفت وزير الخارجية إلى أنه تم التأكيد خلال لقاء فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مع وزير الخارجية الفرنسي على استمرار التنسيق السياسي بين فرنسا واليمن حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية انطلاقا من العلاقات الوثيقة بين البلدين .وأشاد الدكتور القربي بالمستوى الذي وصلت اليه علاقات التعاون بين اليمن وفرنسا .. مشيرا إلى أن هناك تعاوناً كبيراً بين البلدين في المجالات الاستثمارية وخصوصا في مجال الغاز مثمنا المواقف الفرنسية إزاء القضايا العربية قضية الصراع العربي الإسرائيلي ومواقفها المتميزة من العدوان الأسرائيلي الأخير على قطاع غزة ودعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار فضلا عن جهودها الحالية في إعادة إعمار غزة.وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أكد من جانبه حرص بلاده على تنمية وتوسيع علاقات التعاون مع اليمن في مختلف المجالات .وأشاد بالخطوات الديمقراطية التي حققها اليمن .. مؤكدا دعم الاتحاد الاوروبي لليمن في مجال تنمية تجربته الديمقراطية ..لافتا إلى أن انتخابات 2006 م الرئاسية والمحلية في اليمن كانت شفافة وان جميع المراقبين الدوليين أشادوا بهذه التجربة . كما اشاد وزير الخارجية الفرنسي بالجهود التي تبذلها اليمن من أجل مكافحة ظاهرة القرصنة البحرية والحرب على الارهاب وتعزيز الأمن في المنطقة .. مؤكدا استعداد بلاده دعم اليمن وتقديم المساعدة اللوجستية والفنية لخفر السواحل اليمنية لمساعدتها في مكافحة القرصنة البحرية .وأكد في ذات الوقت أن تنسيقا مشتركا يجري بين اليمن وفرنسا لمواجهة تحديات ظاهرة القرصنة البحرية .. مبديا حرص فرنسا على تطوير التعاون مع اليمن من أجل مكافحة القرصنة البحرية.وقال :« أوروبا شكلت أول نواة لمكافحة ظاهرة القرصنة التي يتضررمنها الجميع كون القراصنة يهاجمون أية سفن تجارية أوسياحية تمر في الخطوط الملاحية في المياه الدولية بخليج عدن, ثم انضمت إلى جانب أوروبا بعد ذلك أميركا والصين ودول أخرى ».وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أكد خلال لقائه به أمس أهمية أن يلتف الجميع حول الرئيس الصومالي الجديد وان تكون هناك قوات تضم 10 آلاف جندي ويتم تدريبهم بمساعدة المجتمع الدولي لضمان الأمن في الصومال ولمكافحة القرصنة البحرية ولمساعدة المؤسسات الصومالية للقيام بدورها .وأردف قائلا :« لكن نجاح هذه الجهود يعتمد على مدى قدرة الفصائل الصومالية على انجاز المصالحة والتعاون في هذا الشأن ودون ذلك لن نصل إلى الهدف الذي نصبو اليه» .وفي الشأن الفلسطيني أكد وزير الخارجية الفرنسي أن «فرنسا ستعمل على دعم المبادرات اليمنية والمصرية للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية ولم الشمل الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل».وقال :« فرنسا متفقة مع اليمن تجاه القضية الفلسطينية».. مضيفا « لقد ذكرنا بهذا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ولكن يجب أن لا يكون هذا الأمر منفردا والمهم كيف نكون فاعلين في الميدان لتحقيق السلام». ولفت إلى إن «فرنسا ألحت من أجل وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لكن طالما هناك استيطان لا يمكن أن يكون هناك سلام».وأوضح وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده بحثت مؤخرا مع القيادات المصرية والسورية والقطرية الجوانب المتصلة بتوقيع اتفاق لوقف النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وأكدت دعمها للمبادرة المصرية لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتثبيت وقف إطلاق النار.