غضون
* ليت المحافظين يفهمون فهماً ذكياً كلام رئيس الجمهورية ويتصرفون بوصفهم رؤساء جمهوريات محلية أو حكومات محلية.. بل يقتضي الفهم الذكي أن يتعاملوا مع ما قاله فخامة الرئيس كتعاملهم الجاد مع التوجيهات العليا.. فالرئيس عندما يقول كلاماً يجب على من هم دونه أن يعتبروه توجيهاً رئاسياً.. ولكن من المهم أيضاً أن يكونوا بمستوى رؤساء جمهوريات مصغرة، والرئاسة قيادة ولابد أن تتوافر في المحافظين والمسؤولين المحليين صفات وشروط القائد..* ليست هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها الرئيس مثل هذا التوجيه، فمراراً قالها: تصرفوا كمسؤولين ومن تلقاء أنفسكم ولا تنتظروا الأوامر.. أنتم أدرى بشؤون جمهورياتكم الصغيرة وأفضل القرارات هي التي تصدر من أسفل وليس التي تنزل من أعلى، وقد قالت العرب إن أهل مكة أدرى بشعابها..* مع تكرار الرئيس لتوجيهات كهذه فإن أصحابنا يصرون على البقاء كمتلقي أوامر.. وهذه حالهم رغم أن التكرار يعلم الحمار كما يقولون.. وندرك أن الرئيس عندما يقول مثل هذا القول أو التوجيه فهو جاد ويعني ما يقول، إذ أن رئيس الجمهورية معني بإدارة القضايا الكبرى، ولكي يعطي لهذه القضايا حقها يحتاج إلى من يعينه ولا يشغله في القضايا الأصغر أو التفاصيل.. الرئيس تسيطر عليه فكرة الحكم المحلي واسع الصلاحيات، ويريد أن تنتقل هذه الفكرة إلى الميدان، وقد فعل في سبيل ذلك الكثير، فبالله عليكم أعينوا رئيسكم تحقيق هذه الفكرة كاملة.. وجربوا أن تتصرفوا كقادة وكرؤساء لكي نطمئن على أن فكرة الحكم المحلي سوف تتحقق لا محالة!* الذين يحصلون من الرئيس على توجيهات بأن يتصرفوا كرؤساء وقادة ثم يصرون على أن يتصرفوا كمراسلين، إما هم غير متوفرة فيهم شروط وصفات الرئيس والقائد وإما خائفون أو متهيبون إو لا يريدون أن تتقدم تجربة السلطة المحلية، وكل هؤلاء لا يصلحون.. ويجب أن لا يولوا ولا يعاد انتخابهم أو تعيينهم.. أما إذا كانوا غير ذلك وتنقصهم الصلاحيات القانونية فعليهم انتزاعها، وإذا كان القانون يخلو من هذه الصلاحيات فعليهم أن يقترحوا أفكاراً لإصلاح القانون أو إيجاد قانون بديل عن طريق المؤسسة التشريعية.