صباح الخير
هكذا وبكل بساطة مغلفة بالطبع بحمى وهذيان سياسي لم يجد قيادي في المشترك ما يصفه بمبادرة فخامة رئيس الجمهورية سوى أنها – أي المبادرة – لا تهدف إلى حل قضايا ومشاكل الوطن بقدر ما تهدف إلى حل مشاكل الرئيس.قال ذلك بحماس شديد يفتقد للوعي السياسي والاستشعار بالمسؤولية الوطنية التي تحتم عليه أن يكون تعليقه على الحدث التاريخي المتمثل في مبادرة الرئيس برؤية سياسية وبألفاظ ومفردات تعكس آلياته السياسية بل وتتطلبها دلالات الحدث وتفاعلاته مع المستويين المحلي والخارجي- وبغض النظر عن موقفه أو مواقف أحزاب المشترك من المبادرة إيجابية كانت أم سلبية.وإذا كان قد قلل من شأنها وافقدها مدلولاتها ومعانيها وبريقها السياسي والإعلامي فإنه وأحزابه خاطئون ولا يحققون بمواقفهم وتصريحاتهم النارية لهذه أي هدف مما يتمنونه ويسعون لتحقيقه ولو كان ذلك على حساب المصلحة الوطنية العليا, باستثناء شيءٍ واحد هو ذلك المزيد من جلد ذواتهم سياسياً وإعلامياً والمزيد من الظهور على خشبة المسرح السياسي اليمني اليوم ومجمل حركاته وفق علاته بصورة العاجز تماماً من القدرة على مواكبة الأحداث والتعاطي معها برؤية ثاقبة وتخبط شديد.ولا شك أن التخبط الذي اتسم به نشاطهم السياسي وبات مسيطراً على كافة قياداتهم – باستثناء القليل منها – يجعلهم أكثر انغماساً في مستنقع المناكفة والمزايدة السياسية بل والمكابرة وعدم قول الحقيقة حول أهداف ومضامين مبادرة فخامة الأخ الرئيس لاعتقادهم بأن ذلك سيضر كثيراً بمصالحهم الذاتية التي لاشك يمارسونها عند كل حوار بهدف الابتزاز السياسي والمشاهد الدالة على ذلك كثيرة ويعلمها العامة قبل الخاصة.إنهم عاجزون اليوم أن يقولوا صراحة إن مبادرة فخامة الرئيس قد تجاوزت باقتدار أفكارهم ومواقفهم إلى حدود لم تعد أساليب المزايدة والمناكفة التي يمارسونها قادرة هي الأخرى على تزييف حقائق واشراقات ما يعيشه الوطن اليوم من تحركات وحراكات مهمة على مستوى كافة الجوانب الحياتية.وعلى كل حال فإن الرد على هذا الشطط المشتركي قد وجدناه من كافة الفعاليات الحية والمسؤولة التي سارعت إلى التأكيد أن هموم ومشاكل الرئيس هي هموم ومشاكل الشعب.وأن مبادرته هي واحدة من المعالجات الناجعة لمشكلات شعبنا وأن فخامته وخلال مسيرة قيادته للشعب والوطن قد واجه المشكلات والتحديات التي استطاع بفضل الله وحكمته أن يتجاوزها وأن يعيد بشعبنا إلى مرافئ الأمان والسلام وأن يجنبه مزالق الوقوع في أتون الصراع والتضامن وأن يقدم فخامته من خلال هذا الأداء المسؤول في التعامل مع مشاكل الوطن الانموذج الرائع للمسؤولية الوطنية المرتكزة على أعلى درجات الشفافية والوضوح.وخلاصة.. أن أحزاب المشترك إذا كانت ترى مالا يراه الشعب من قائد وما يتمتع به من مهارات قيادية فهذا شأنها أو بالأحرى مرضها النفسي المتغمس في نظرية المؤامرة, وهي التقدمية التي باتت تجني ثمارها المتمثلة في المزيد من الاهتزاز والتخبط السياسي الذي حتماً سيسوقها إلى حالة الاغتراب مع الوطن وعدم القدرة على مواكبة تحركاته المتسارعة ومعطيات حياته الحافلة بالتطور والتجديد.