بينما كنت أتجول في إحدى الليالي الرمضانية بسوق كريتر شدني التمام أعداد من الأسر والأطفال والشباب مشكلين حلقة وأغراني الفضول الصحفي لان اقترب أكثر وأكثر لأعرف سبب هذا التجمهر .فجأة لمحت أشياء تتطاير بالجو مكونة من علب فاين وإسفنج وأشياء أخرى لم يسعني تمييزها !!المهم بالموضوع أعزائي أن سبب كل هذه الضجة والصراع طفلان من فئة الباعة المتجولين كانا يبيعان جنبا إلى جنب أو بالأصح هما صديقان ويعملان بنفس (الكار) على قول إخواننا المصريين !!حتى دخل الحسد بينهما فتحول إلىغضب بسبب زبون اختار الشراء من احد الطرفين البائعين !!لأنهما يبيعان تقريبا نفس البضاعة !!فكلام يجر كلام ثم خصام وشتائم أدت إلى الشجار والضرب المبرح لكلا الجانبين.انظروا إلى خطورة الوضع.. طفلان في ربيع طفولتهما تزرع في فؤادهما نار الغل وبالذات في هذه السن الحرجة من اجل لقمة العيش وخوفا من تعرضهما للتنكيل من المنظمة التي تدير عملية البيع والتجوال في الأسواق سواء في الليل او النهار وهكذا!!
محمد فؤاد
والذي اغاضني في الموضوع التفاف المواطنين حول حلبة الشجار ولم يحرك أحد منهم يدا لكي يفصل ويفض القتال الذي حصل حتى انه كاد يتطور إلى إصابات مبرحة قد تؤدي للإعاقة أو الموت لاسمح الله.انه لشيء مخز أن نرى شيئاً ولانستطيع ردعه لإبعاد الأذى ونحن كما تعرفون في أعظم شهور السنة ألا وهو شهر رمضان المبارك.لايسعني إلا أن أوجه حديثي إلى المنظمة غير الشرعية التي ساعدت وللأسف على تفاقم وانتشار رقعة هذه الظاهرة والتي تعمل منظمات المجتمع المدني المعنية بالطفولة بشكل عام على السعي لمحاربة هذه الظاهرة غير الأخلاقية والمنافية لحقوق الإنسان للبحث والتنقيب والكشف عمن يخطط لحرمان أطفالنا نعمة التمتع بفرحة الطفولة التي للأسف حولوها إلى مخلوقات عديمة الأحاسيس والمشاعر بل نجحوا في زرع إحساس القوة والقسوة والرضوخ من اجل حفنة من الريالات التي لا تشبع ولا تغني من جوع !!ودمتم سالمين !!