يستعد الاتحاد الفرنسي لكرة القدم تكريم المنتخب الوطني الفرنسي الذي حقق الفوز بلقب كأس العالم الذي استضافتها فرنسا بالذات عام 1998م ، ولقب بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2000، في بادرة طيبة من الاتحاد لتكريم اللاعبين الذين توجوا أداءهم بلقب أول لفرنسا في كؤوس العالم من جهة، وفي محاولة منه لمحو آثار نطحة زيدان الشهيرة ضد مدافع المنتخب الايطالي ماتيرازي في نهائي مونديال 2006م ، الذي خسرته فرنسا أمام الطليان.
وقال الاتحاد الفرنسي إن التكريم هذا سيكون قبل إنطلاق مباراة المنتخب الفرنسي مع نظيره اليوناني التي ستجري على استاد فرنسا الدولي في الخامس عشر من شهر نوفمبرالمقبل.وذكرت تقارير صحافية فرنسية أن إختيار هذه الحقبة الزمنية جاءت في ظل التألق اللافت لزيدان حين وصل لقمة إنجازاته الكروية حين قاد فرنسا للفوز بكأس العالم عقب تغلبها في النهائي المثير على البرازيل بثلاثة أهداف دون رد، وكان لزيدان النصيب الأكبر منها حين سجل هدفين.وبحسب الاتحاد الفرنسي فإن هذا التكريم للمنتخب الفرنسي، يأتي ايضا للتأكيد على اعتراف الأمة الفرنسية بقيمة المنتخب الفرنسي الذي يعد من أعظم منتخبات فرنسا على الاطلاق، خصوصا بعد مساهمته في الفوز بكأس العالم، إلى جانب وجود لاعبين به شاركوا ايضا في نهائي مونديال 2006، ومن بينهم زيدان.ومن المعروف أن المنتخب الفرنسي سجل أفضل إنجاز في تاريخه، حين فاز بمونديال 1998م، وسبق للمنتخب الفرنسي التأهل للدور قبل النهائي في نهائيات 1958 و1982 لكنه لم يقدم الكثير في نهائيات 1986، في حين كان أسوأ أداء للمنتخب الفرنسي في مونديال 2002 عندما فشلت فرنسا في الدفاع عن لقبها، ولم يحرز لاعبوها أي هدف وخسرت امام السنغال والدنمارك. ويعتبر زين الدين زيدان هو نجم المنتخب الفرنسي في تاريخ كأس العالم، بينما يعد ميشيل بلاتيني من أكثر لاعبي فرنسا شهرة على الاطلاق لكنه لم يسجل هدفين في مباراة نهائيات لكأس العالم.وقد يستغرب البعض أن المنتخب الفرنسي لكرة القدم حامل لقب كأس العالم عام 1998م، والذي تأهل لنهائي الكاس ذاتها في 2006م ، وحل بالمركز الثاني خلف إيطاليا، هو منتخب خليط من الأجناس والأعراق بين نجوم لاعبيه الذي يضم بين صفوفه لاعبين ثلهم من المسلمين والذين أشهروا اسلامهم علنيا أو ضمنياً، في حين أن اثنين فقط منهم هم من ذوي الأصول الفرنسي وهما سانيول والحارس بارتيز.ورغم ما حققه المنتخب الفرنسي من إنجازات كبيرة ووصوله إلى النهائي العالمي، إلا أن المنتخب الذي يضم عدداً كبياًر من اللاعبين الكبار والذين يبلغ متوسط اعمارهم 30 عاما ، لازال يعاني من مشكلة العنصرية التي باتت الهم الأكبر الذي يلاحق كرة القدم ، حتى ان الفيفا هددت بأنها ستضرب بيد من حديد كل من يحاول من إفشاء العنصرية في كرة القدم.وأي كانت تلك المشاكل من العنصرية أو غيرها، فإن نجوم المنتخب الفرنسي الذين يمتازون بالقوة والحيوية اللافتة والتي عجزت عنها المنتخبات الشابة التي فشلت في مجاراتها في السرعة واللياقة البدنية، نجحوا باقتدار في الوصول للنهائي العالمي، بعدما أقصوا منتخبات عتاولة من بينهم المنتخب البرازيلي حامل لقب كأس العالم 5 مرات، إلى جانب منتخبي اسبانيا والبرتغال الذين ابلوا بلاء حسنا طوال مباريات المونديال الألماني.وكما يقال فإن رب ضارة نافعة، وهذا ما حدث فعلا مع نجوم فرنسا الذين هوجموا بقوة من قبل زعيم اليمين المتطرف في فرنسا جون مري لوبان الذي انتقد بشدة أن يكون منتخب فرنسا يغلب عليه اللون الأسود في إشارة منه إلى وجود عدد كبير من لاعبي فرنسا ذوي البشرة السمراء، مما حدا بهم لأن يثبتوا للعالم كافة وللمنتقدين خاصة أنهم على قدر المسؤولية وقادوا فرنسا للنهائي العالمي، قبل ان يخسروه أمام ايطاليا.
ويتمحور انتقاد المتطرف الفرنسي حول تمثيل فرنسا في المنتخب الكروي لعدد من اللاعبين الأفارقة أو لاعبين من اصل مختلف عن السكان الاصليين للدولة الفرنسية التى منحتهم جنسيتها من اجل المساهمة في تمثيلها في الاستحقاقات العالمية.واتهم جون مارى لوبان أيضاً والذى يقوم برنامجه الانتخابى على ترحيل العرب والأفارقة من فرنسا المنتخب الفرنسى الحالى بأنه لا يمثل فرنسا التى يتمتع شعبها بالبشرة البيضاء ، و بأنه فريق يعاني من ضعف الانتماء لعدم ترديد بعض افراده للنشيد الوطنى الفرنسى لدى عزف النشيد قبل مباريات مونديال المانيا.ويعرف الجميع أن فرنسا بقيادة العربي الجزائري الأصل زين الدين زيدان تدين له ورفاقه وصولها إلى ما وصلت إليه من انجازات كروية على صعيد كاس العالم وكأس اوروبا.