جميل ان تجمع شريحة الأطباء على اختلاف تخصصاتهم ومشاربهم الفكرية على مهمة إعادة احياء تكوينهم المؤسسي النقابي – المهني كإطار تنظيمي فعال يكون الملاذ الآمن لكافة منتسبي المهنة الانسانية العظيمة والحضن الدافئ لرعايتهم وتطوير مهاراتهم واكتساب المعارف الحديثة لعطاءات صحية نوعية راقية.تلك هي مصفوفة الخطوة الاولى لهذا التكوين المهني على طريق احداث اصطفاف نقابي – مهني فعال يكون في مستوى مختلف التحديات الصحية الراهنة. هذه الفعالية الكبرى ستحتضنها كلية الطب والعلوم الصحية – عدن – في يوم 2007/10/27م من الشهر الجاري، نأمل ان تخرج بسياسات وتوجهات صحية باهرة وحلول عملية لمشاكل الوطن على الصعيد الصحي والوقاية من شتى الامراض واسعة الانتشار.لقد ظل الجسم الطبي – الصحي بكل مكوناته وعلى مر الزمن وفيا ومخلصا وصادقا في اداء واجبه الانساني في شتى مربعات العمل الصحي الانساني النبيل رغم تآكل حقوقه واستحقاقاته وكان شعاره على الدوام وحتى اللحظة اداء مميزا بتقنية معاصرة مقبولة لدى افراد المجتمع ومضمونة الاستمرار، مأمونة الاستخدام وبأقل كلفة، كما توصي به رائدة العمل الصحي العالمية (منظمة الصحة العالمية) ومهنة هكذا تاريخها وتلك هي سيرتها الذاتية جديرة بأن تكون كما هي عظيمة !! ان سبب تلك الانتكاسة وذلك التصدع الذي لحق بمؤسسات العمل الصحي يكمن ابتداء في ضبابية السياسة الصحية وتوجهاتها .. وغياب اركان الادارة الصحية الحديثة والفاعلة .. مرورا بشحة امكانية تأهيل مواقع العمل المختلفة لاداء واجباتها ومسؤولياتها .. وأنتهاءً بذلك القصور في وسائل وادوات العمل اللازمة والداعمة .. وذلك التعتيم المحيط بمنظومة التشريعات والقوانين المنظمة لممارسة المهنة والتحلي باخلاقياتها .. وكلها حلقات مهمة وأساسية في سلسلة تكوينات النظم الصحية الفاعلة.ومن نافلة القول ان التكوينات النقابية المهنية تضطلع بدور مهم وفعال على صعيد بلورة وتفعيل تلك القوانين والتشريعات المنظمة والضابطة لممارسة المهنة باعتبارها الممثل الشرعي والمرجعية المعرفية المؤسسية لكافة منتسبي المهنة العظيمة والمدافع عن حقوقهم واستحقاقاتهم والراعي الامين للنشطاء منهم والمخلصين الاوفياء لواجباتهم والملتزمين بآداب واخلاقيات المهنة الانسانية الرفيعة.إن مواصلة السير في خلخلة تلك النظم الصحية المتعارف عليها وافراغها من محتواها ومضامينها الانسانية معناه مزيد من التداعيات وتخل مكشوف عن تلك البدائل والخيارات المطروحة لضمان استقامة خارطة العمل الصحي الرفيع لأجل الانسان باعتباره محور وغاية التنمية المنشودة المستدامة .وأخيرا بقدر ما يحققه هذا المؤتمر من نجاحات على صعيد تلك المحاور المذكورة تتحدد مكانة المهنة في خارطة الأداء الصحي ويتحدد موقع منتسبيها في خارطة اهتمامات القيادة السياسية الرشيدة.وبهكذا نجاح ستتعمق وتتسع ثقة المجتمع بأداء منتسبي الجسم الطبي – الصحي على طريق تحقيق وطن خال من الأوبئة والوقاية منها بامتياز!! ونضيف انه بمدى تطبيقنا وتفعيلنا لمبدأ الرعاية الصحية الأولية على امتداد الوطن اليمني سنحقق محميات صحية آمنة للجميع .. وبهكذا منهجية نكون على اعتاب استكمال مكونات (سندريلا) الصحة للجميع في يمن جديدة ومستقبل افضل إن شاء الله.[c1]* كلية الطب والعلوم الصحية/ جامعة عدن[/c]
أخبار متعلقة