المحكمة المصرية تتحفظ على كتاب « براءة هشام من دم سوزان»
القاهرة/ متابعات:حظرت محكمة جنايات القاهرة أمس الاحد على وسائل الإعلام النشر عن قضية المغنية اللبنانية سوزان تميم التي يحاكم فيها رجل الأعمال والنيابي المصري البارز هشام طلعت مصطفى بتهمة التحريض على قتلها، ما أثار غضب الصحفيين والإعلاميين.وقال القاضي محمدي قنصوه رئيس المحكمة بعد مداولة رفعت خلالها الجلسة «قررت المحكمة... حظر نشر أي شيء عن القضية في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وحظر تسجيل وقائع الجلسة عدا منطوق قرارات المحكمة وما يصدر من أحكام تمهيدية وكذا الحكم النهائي وأسبابه».واتخذت المحكمة هذا القرار بصورة مفاجئة الأحد بسبب اعتراض المحامى رأفت عزيز مدعى بالحق المدنى على كتاب «براءة هشام من دم سوزان تميم» الذي ألفه سمير الششتاوى عضو هيئة الدفاع عن هشام طلعت، والصادر عن مركز العدالة القانونية ووزعه على الصحفيين . وفاجأ رأفت عزيز المحكمة بطلبه الكلمة حيث قال»إن كتابا تم توزيعه أمس (الأول) واليوم (أمس) من شأنه التأثير على قرارات المحكمة ويدعو لتعاطف الرأي العام مع هشام طلعت». إلا أن سمير الششتاوى نهض مدافعا عن نفسه قائلا «هذا الكتاب تعبير عن رأيي الشخصي، وليس الغرض منه التأثير من قريب أو بعيد على القضية وكنت أنوى تقديمه إلى المحكمة ».وطلبت النيابة العامة التحفظ على الكتاب وتطبيق المادة 77 من القانون بشأن منع كل ما من شأنه التأثير على الرأي العام، وطلبت المحكمة نسخة من الكتاب وبعد اطلاعها أصدرت قرارها بإخلاء قاعة المحكمة من جميع القنوات الفضائية ووسائل الإعلام، وحظر حضورهم وقائع الجلسات وأن يقتصر حضور الإعلاميين على سماع قرار المحكمة في نهاية كل جلسة فقط .وقررت المحكمة أيضا التحفظ على الكتاب وقالت «إنه بعد الاطلاع على محتويات الكتاب، فإن مؤلفه دوّن محتويات لم تكن من اختصاصه وحاول الإجابة عن سؤال مطروح أمام المحكمة، وهى عملية تخضع للمحكمة فقط ولا تخص أحدا سواها لأن هناك قوانين تخص المحكمة ولا تخص المتخصصين».وقررت المحكمة أيضا إحالة الكتاب إلى النيابة للتحقيق مع مؤلفه فيما ورد فيه. من جانبه قال سمير الششتاوى مؤلف الكتاب: ما زلت متمسكا بكل ما جاء في الكتاب، وهذا رأى شخصي يتيحه لي القانون والدستور من منطلق حرية التعبير، ولم أقصد من هذا الكتاب التأثير على الرأي العام كما قالت النيابة، فالقضية المنظورة أمامها تهم بطبيعتها الجماهير المصرية والعربية، ومن الطبيعي أن تصدر من خلالها فعاليات إعلامية كبيرة، وهذا ليس أو ل كتاب يصدر عن القضية فهناك أكثر من مؤلف صدر منذ أن بدأت قصة مقتل سوزان تميم».من جهة أخرى استمعت المحكمة صباح أمس إلى أقوال الشاهد الأول في القضية المقدم سمير سعد ضابط بالانتربول المصري الذي أكد أنه أجرى تحريات عن المتهم الأول، وبعد القبض عليه اعترف له بارتكابه جريمة سوزان تميم، وبعد اصطحابه إلى مسكنه أرشد عن المبلغ الذي حصل عليه من هشام طلعت مصطفى وهو المليوني دولار.وكانت المحكمة قد بدأت ثاني جلساتها أمس الأول السبت لفض إحراز القضية والاستماع إلى النيابة العامة وطلبات المحامين وتم تأجيلها إلى أمس الأحد لسماع بقية شهود الإثبات.