أثارها الأمين العام لهيئة الإعجاز العلمي بالسعودية في برنامج تلفزيوني
القاهرة/14اكتوبر/وكالة الصحافة العربية: حرص الدين الإسلامي علي وحدة الأسرة وعدم تفككها فشرع حلولاً يهتدي بها كل من الزوج والزوجة في حالة الخلاف بينهما و أعطي الزوج حلولاً تدريجية تبدأ من الوعظ، وأن يهجر وأن يؤدب وهذا ما يفعله الزوج في حالة الخلاف حرصا علي بقاء عشرة الزوجية وحفظ كيان الأسرة، أما إذا اشتد الخلاف بينهما فيختار كل منهما حكما لحل المشكلات الناشئة بينهما. وفي حالة وقوع الطلاق يذهب كل من الطرفين الي شأنه إلا أن الفتوى التي أصدرها الأمين العام لهيئة الإعجاز العلمي في السعودية الداعية عبدالله المصلح التي تبيح بقاء المطلقين معا تحت سقف واحد لعدم وجود مانع شرعي فجرت الجدل بين علماء الأزهر بين معارض ومؤيد للفتوى . وكان في صدارة المعارضين للفتوى الشيخ نصر فريد مفتي الديار المصرية الأسبق والذي أكد أن الأحكام الشرعية لا تقبل المجاملة بأي شكل، معتبراً أن بقاء المطلقين تحت سقف واحد مرفوض شرعا، لأن احتمال الخطأ والانحراف وارد وبقوة.و أشار إلى أنه لهذا نهى الشرع عن بقاء الرجل والمرأة الأجنبية معا في خلوة بعيدا عن الناس لأن الشيطان سيكون ثالثهما، وسيوقعهما في المحظور شرعا ولو بعد فترة. وأكدت د. سعاد صالح أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أن سكن المطلقين معا بحجة رعاية الأولاد مرفوض شرعا، لأن أضراره أكثر من فوائده، واحتمالات الانحراف أقوى بكثير من احتمالات الاستقامة. وكانت على رأس فريق التأييد د. آمنة نصير أستاذ الدراسات الإسلامية التي أشارت إلى أن بقاء المطلقين معا له آثار إيجابية علي الاستقرار النفسي للأولاد، وهذا خير ألف مرة من افتراقهما وقيام كل منهما بالزواج من جديد، مما قد ينتج عن ذلك من أضرار نفسية للأولاد نتيجة المشاكل التي ستحدث حتما بينهم وبين زوجة الأب أو زوج الأم.وقالت: إن المهم ليس بقاء الوالدين المطلقين معا في منزل واحد، وإنما مدى إلمامهما ومعرفتهما بأحكام الشرع في حدود العلاقة بينهما، فإذا التزما بذلك فهذا أفضل من عيش كل منهما في منزل مستقل حيث تعاني الزوجة ضغطاً نفسياً قوياً بعد الانفصال نتيجة ظروف الطلاق وبسبب وجود أبناء حيث تتحول المطلقة لعائل وحيد، فضلا عن موقف أسرتها من عملية الطلاق ، وتخضع في المجتمعات الشرقية لرقابة اجتماعية ظالمة وبخاصة من والديها وإخوتها وأقربائها، وكذلك سنها فإذا كانت فوق سن الأربعين يصعب زواجها مرة أخري، خاصة أن أغلب الشباب في المجتمعات العربية لا يفضلون الزواج من امرأة مطلقة، وفي المقابل لا يمانع البعض الآخر الارتباط بالمطلقة متى ما تبينت أسباب الطلاق، فقد يكون السبب الحقيقي للطلاق في بعض الأوقات الزوج. وقد كانت فتوى المصلح جاءت ردا على سؤال طرحته عليه متصلة في برنامجه التليفزيوني، حيث عرضت المتصلة إقامة والدها ووالدتها، المطلقين منذ 13 عاما، مع بعضهما في المنزل نفسه، حتي لا يتشرد أبناؤهما، متسائلة عن شرعية هذا الوضع من الناحية الدينية، ورد الداعية أنه عند وقوع الطلاق وانتهاء عدة المرأة تصبح كأي امرأة موجودة خارج البيت، بمعنى أنها تكون أجنبية عنه ولا تجوز له وتنطبق عليها كل الأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة الأجنبية. د. محمد المسير أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهرقال: إن أي مبرر لبقاء المطلقة مع زوجها، حتى وإن كان لديهما عشرة أبناء لا يجوز شرعا لأن أحكام الشرع مقدمة على العاطفة وفيها حماية للمطلقين باعتبارهما أجنبيين عن بعضهما من الوقوع في المحظور وهو لا يقتصر هنا كما يظن البعض على الجماع بل ومقدماته من النظرة بشهوة أو اللمس أو الخلوة بالبقاء معاً ولو للحظات بعيداً عن الأبناء لأن هذه المقدمات لا بد أن تؤدي إلى نتائج كارثية. وقال عدد من علماء الاجتماع إن الآثار الخطيرة الناجمة عن انهيار العلاقات الزوجية تتمثل في عدد من المخاطر من أبرزها: خروج جيل حاقد علي المجتمع بسبب فقدان الرعاية الواجبة له، وتزايد أعداد المشردين، وانتشار جرائم السرقة والاحتيال والنصب والرذيلة، وزعزعة الأمن والاستقرار في المجتمع فضلاً عن تفككه. كما يؤدي الى انتشار ظاهرة عدم الشعور بالمسئولية، فضلاً عما يصيب القيم الأخلاقية والأعراف الاجتماعية السائدة فيه من مظاهر التردي نتيجة عدم احترام تلك القيم والأعراف والتقيد بها كضوابط اجتماعية تنظم حياة المجتمع وتضبط سلوك أفراده. ويرى عدد من الإخصاصيين الإجتماعيين أن بقاء المطلقين في بيت واحد قد تكون فيه بعض الجوانب الايجابية علي استقرار الأسرة وما فيها من أبناء، لكن هناك احتمال ظهور مشكلة اجتماعية كبرى، لأن المجتمع يرفض بقاء رجل وامرأة أجنبية من الناحية الشرعية معاً، في منزل واحد وستطاردهما الشائعات القاتلة وسوء السمعة، وذلك بحكم التقاليد الشرقية. وتقترح إخضاع الاقتراح للمزيد من الدراسة تضع في الاعتبار الجوانب الدينية والاجتماعية والتربوية والنفسية في الحسبان. فيما يبدي البعض تخوفهم من أن يتسبب وجود المطلقين في منزل واحد بضياع الأولاد، بدلاً من استقرارهم نفسياً،لأنه لو كان الآباء والأمهات فيهم خير لفضلوا البقاء معاً في حياة زوجية شرعية حتى وإن كان كل منهما منفصلاً حقيقة عن الآخر.