يلاحظ المتتبع لأمر التعليم في العالم أن مهمة التعليم الابتدائي مهمة جسيمة يقوم عليها البناء التعليمي وتطوره الذي من خلاله يمكن إحداث ثورة علمية يخرج منها المجتمع من تخلفه العلمي وإنحطاطه المعرفي وتراجعه الحضاري لذلك ليس من الغرابة أن نرى دول العالم الغربي لديهم من الطموحات العلمية التي كادت تلامس عنان السماء .نعم ، إن أهمية الاعتناء بالتعليم الابتدائي يجب أن يدركها القائمون عليها عن طريق تنمية عقول الطلاب من خلال إبراز المواهب وتنمية القدرات وتأهيلهم على حب العلم والمعرفة حيث يصير لدى الطالب الابتدائي قدرة على الابداع والعطاء الذي لا يخالطه ضجر ولا سأم وذلك عن طريق المؤسسات التعليمية والوسائل التعليمية الحديثة وغيرها مما يساعدهم على تنمية عقولهم ومواهبهم وأعيد الحديث أنه ليس بمستغرب عندما نجد طلاب العالم العربي في قمة الابداع وعظمة المواهب كل ذلك بسبب توافر وسائل التعليم الحديثة من وسائل وقنوات سمعية ومرئية ومواقع انترنت ولا سيما أيضاً وجود كادر مؤهل لتربية جيل قادر على البناء والعطاء العلمي الذي أساسه حب العلم وتقديسه لأن لهم طموحاً علمياً ليس له حدود .أما بالنسبة لوضع الأمة التي كان لها السبق في إكتشاف العلوم وقيادة الأمة علمياً فإنه يدعو للشفقة من فقدان الطموح العلمي ولعل هذا الفقدان كان سبباً لموت المواهب والقدرات مما جعلهم يعرضون على كل مايقارن لمجال العلم والتعليم من قراءة ومطالعة وبذلك فإنه لا يعيرون اهتمامه لتنمية طموحاتهم ومستواهم العلمي وبناءً على هذا الوضع المتردي وضعف الهمم وجب الاهتمام والاعتناء بالتعليم الابتدائي وذلك عن طريق غرس حب العلم والتعليم والمطالعة والقراءة حتى خارج القاعات الدراسية حتى يستطيع الطلاب تنمية مستواهم العلمي للاعتناء بالطموحات وذلك عن طريق تسهيل وإيجاد الوسائل العلمية من مراكز البحوث ووسائل الاتصالات الحديثة وعلى إيجاد كادر متميز الاداء يعمل على تشجيع الطلاب ومساعدتهم وتحفيزهم نحو البناء العلمي والمعرفي حتى تستطيع النهوض بالتعليم ولا شك بأن الطلاب في هذه المرحلة هم سر نهضة الأمم وعماد قوتها وهذا ماشهد به التاريخ الذي أتصف به من علماء بلغوا حظاً من العلم الوفير وصاروا بعد ذلك هم قادة العالم وبناءً على ذلك يمكن الاعتناء بالتعليم الابتدائي من خلال وضع المناهج و الخطط والبرامج والكتب المدرسية وهي أمور لا شك في أهميتها لنجاح التعليم وتنمية القدرات والمواهب أيضاً إيجاد كادر قادر على العطاء المعرفي لأن إذا أرادت الامم أن تعتني بالتعليم الاولي فلابد لها من العناية بأمر المعلم لأنني على يقين أن كل تعليم مهما يكن نوعه او مستواه لا يستقيم أمره إلاّ إذا كان هناك معلم كفء أما ما دون ذلك فإنه إضاعة للجهد فيما لا فائدة له .* صفوان عبدالمولى الشرجبي قسم الدراسات العليا كلية الحقوق