دور المدرسة والأسرة مهم في تنمية القدرات الذاتية والابتكارات العلمية لدى الطلاب
د.زينب حزامالمختصون بفعل القراءة وعالم الكتاب ،يدركون الآن أن استهلاك الكتاب لم يعد يلقى الاهتمام السابق ،نتيجة انتشار الصحف والمجلات الالكترونية ،وانتشار القنوات الفضائية ،لذا يجب علينا رعاية أطفالنا وطلابنا وغرس حب قراءة الكتب حتى يقبلوا على المطالعة بكل تلقائية وعفوية ،ومن خلال عملي الميداني لاحظت على طلاب المدارس الابتدائية والثانوية ،إنهم ينفرون من الكتب والقراءة ،ويحاولون جهد الإمكان الابتعاد عن هذا النشاط التثقيفي الأساسي والضروري الذي يؤهلهم للاندماج في خضم الحياة العامة .[c1]الثقافة والتعليم[/c]وهنا يجب أن نربط الثقافة بالتعليم ،لان القراءة التي نتحدث عنها في موضوعنا هذا لا تقتصر على القراءة الحرة المعتمدة في مناهج التربية والتعليم ،بل تتعداه إلى كل أنواع القراءة الحديثة المفيدة في تثقيف الطالب وتنمية مهاراته في فهم النص وتحليله ،ويمكننا القول أن الهدف من القراءة هو تحليل الكلام الموجود في ثنايا الكتاب ،فهذه العملية تجعلنا نحترم وجهة نظر المنتمين إلى ثقافة خاصة ،إن هذه الملاحظة تعتبر حاسمة في طريقة التعامل مع النص المقروء ،خصوصا ذلك النص الذي لا يتوفر على أي فائدة آتية أو مستقبلية في حياة تلاميذنا وطلابنا وينسحب هذا المعنى بكل وضوح وجلاء على نوعية الكتب والنصوص التي ينبغي أن نوجه إليها المتعلمين ،حتى تكون قراءاتهم ناجحة وفعالة في الربط بين رفع وثيرة تعلمهم وتكوينهم ،وبين درجة حصولهم على عمق ثقافي معقول يؤهلهم للمشاركة في تدبير حياتهم ،والمساهمة في صنع القرار مع مواطنيهم ،وخدمة مجتمعهم .[c1]تشجيع القراءة الحرة[/c]إن القراءة عبارة عن نسيج يسهم في تنمية مدارك القارئ وترفع مستوى التذوق الجمالي لديه.أن مساعدة الطفل على القراءة تساعده على تنمية مواهبه عندما يكبر ،وتساعده على التحصيل التعليمي في المدرسة .لذا نجد أن القراءة تحتاج إلى طاقة قوية وقدرات عقلية عاليا معقدة ومتنوعة، ولذلك فانه يجب على جهات الاختصاص في وزارة التربية والتعليم تشجيع القراءة الحرة في المدارس الابتدائية والثانوية ،كما يجب على الأسرة تدريب الأطفال منذ الصغر على مطالعة القصص الملونة والحكايات والمجلات المصورة بالرسومات الرائعة حتى يتعود الطفل والطالب على القراءة وبذلك فانه سوف يكون مساعدا لنا ولنفسه على تيسير عملية تكوينه ،لان التكوين في عمقه هو مجموعة المعارف والمعلومات والإرشادات المكتسبة في المدرسة ،أو بوسائل ذاتية ،وهذا يتضح لنا أن عملية تكوين المتعلمين لايقتصر على المدرسة فقط داخل الأقسام والفصول ،بل إن تكوينه يرتبط كذلك ،وبالدرجة الأولى بالإرادة والطموح الذي يعبر عنها المتعلم ،فيعمد إلى تدعيم تكوينه المدرسي باستثمار البدائل الممكنة والمتاحة والتي تأتي القراءة في صدارتها ،ولذلك يمكننا القول إن التكوين يشمل الصيغة التي ركزنا عليها أنفا الجانب المعرفي ،والتثقيفي ،والمهاري ،إن هذه المعطيات ترتبط بالتأكيد ليس فقط بالمدرسة ،وكذلك بالقدرات والإمكانات الذاتية الخاصة التي تميز المتعلمين فيما بينهم ،وهنا نستطيع أن نتحدث بكل ثقة وتفاؤل عن تلك العلاقة المتينة والمنسجمة بين المدرسة والحياة ،حيث يعي المتعلم كل الوعي انه يتعلم من اجل المدرسة ،والامتحانات والثقافة والحياة .إننا نستطيع بناء على هذه الطموحات التي نروم بلوغها ،ونحن نعلم طلابنا وتلاميذنا ،أن نشير إلى أن القراءة الهادفة والمنظمة تشكل احد الممكنات التي تستطيع التأثير في التكوين داخل الوسط المدرسي ،هذا الوسط الذي يعرف عادة بأنه مجموعة من المعطيات الخاصة بنظام معين ،يستمدها من المحيط العام ،وبهذا يكون الوسط المدرسي عبارة عن نظام خاص يتوفر على مجموعة من المعطيات يستمدها في الأساس من محيطه الطبيعي الذي يوجد به أي مجتمع ،فيكون الوسط المدرسي بهذا المعنى نموذجا لنظام محدد يرتبط بعلاقة واضحة مع المجتمع حيث يمكننا أن نقوم بدراسته وتحليله انطلاقا من ثلاث صيغ :أولا:يحصل الوسط المدرسي من محيطة العلمي الذي هو المجتمع والإمكانيات المادية التي تحتاجها الأنشطة المدرسية .ثانيا :يعتمد كل من المجتمع والوسط المدرسي على الأخر ضمن علاقة تعاقدية في إقامة مختلف النشاطات التربوية والثقافية ،سواء بصيغة دورية أو من خلال فتح مكتبات عامة في الأحياء الشعبية لتشجيع القراءة ،يهدف إلى إقامة علاقة فعلية بين القارئ والنص المقروء ،لان المتعلم القارئ عندما يقرا فانه في الحقيقة مشاركا في إنتاج النص وبناءه من جديد حسب تطوراته ومكتسباته السابقة ،وفي هذه الحالة يصبح القارئ منسجما مع النص أي كتاب يقرؤه وهكذا نجد أن بناء المكتبات العامة والتخصصية في كل المناطق اليمنية عملية ضرورية التشجيع القراءة ليس فقط لطلاب المدارس والباحثين إنما من اجل خلق المواطن اليمني المتعلم القادر على معرفة كل ما يحيط به وتمكينه من الانسجام مع نص الكتاب المقروء ،بحيث تكون هذه النصوص المستهلكة متماشية مع سن المتعلمين ومداركهم،وقدراتهم العقلية وطاقاتهم المعرفية ،لان تلقي نص من النصوص هو الذي يشكل في الحقيقة فعل القراءة ،بينما يتجدد تأثيره في القراءة في تكوين الوسط المدرسي ضمن النتيجة التي تشكلها تلك القراءة في فكر وسلوك المتعلم .[c1]كيف ننمي الإبداع والابتكار لدى الأطفال؟[/c]تكمن معضلة التعليم في بلادنا في انه ارتبط ارتباطا وثيقا بالمكتبتين الاقتصادية والاجتماعية اللتين يتطلع إليهما الأفراد والجماعات ،وقد أثرت هذه النظرة على بنيان التعليم ذاته ومناهجه وأساليبه وعناصره المختلفة،وليس أدل على ذلك من المتعلمين الذين تقذفهم مؤسسات التعليم العالي كل عام وتضخمهم في شرايين المجتمع ،وبدلا من أن تساهم هذه الدماء الجديدة الطازجة في تحريك الجسم بصورة أكثر حيوية ونشاطا ،ودفعه إلى ممارسة دور أكثر رياده ومنافسة بين أفراد المجتمع ،ولعل السبب الحقيقي الكامن وراء هذه الحالة ،يعود إلى نظرة المجتمع والأفراد إلى التعليم على انه سبيل لتحقيق المكانة المرموقة والوضع الاقتصادي ،هناك تجربة يابانية نالت إعجابي حيث أولت الحكومة اليابانية اهتماما كبيرا في عملية التعليم والتطبيق ،حيث يقوم الطلاب في المدارس الابتدائية وخاصة طلاب السنة الأولى ابتدائي على صنع روبوت لكل طالب بحيث يقوم الطلاب به شخصياً ويشرف الخبراء اليابانيين على ذلك ،وهو من باب مبدأ التعليم والتطبيق ، إن التعليم دون التطبيق يصبح مجرد حشو معلومات لايستفيد منها الطالب في مدارسنا .لذا ندعو إلى ضرورة تشجيع الابتكارات وربطها بمناهج التربية والتعليم في اليمن ويمكننا تطبيق هذا إذا توفرت البيئة ويمكن إيجاد الطريقة المناسبة لربط التطبيق بالنظرية التعليمية.