مقال حر
إنها لعبة للصغار، تجتذبهم عند الشاطئ، وفي الرحلات الخلوية، بل وداخل المدن، يُطيرونها من فوق أسطح البنايات (مع مراعاة اعتبارات الأمان الخاصة بالأماكن المرتفعة)، لكنها، أيضاً، متاحة للكبار، توقظ فيهم ذكريات الطفولة وروحها، كما حدث مع الرجل ذي الشأن !.هروب في ذيل طائرة!والطائرة الورقية، عند بعض شعوب العالم، أكبر من مجرد لعبة. إنها جزء من التاريخ والفولكلور، وتروي عنها حكايات غريبة وطريفة. ففي حكاية يابانية من القرن الثاني عشر، عوقب قائد ياباني بالنفي إلي جزيرة بعيدة، واشتاق أحد أبنائه إلي الوطن، فهرب عائداً إليه، متعلقاً بذيل طائرة ورقية ضخمة!وفي حكاية أخرى، نجد لصاً ينجح في الوصول إلي قمة قلعة تاريخية، ويسرق القشور الذهبية التي تغطي أجسام تماثيل الدلافين الموزعة فوق أسوار القلعة الشاهقة. وقد اكتشف أمر ذلك اللص، وتم القبض عليه، إذ أنه كان يتفاخر، في كل مكان بفكرته العبقرية: استخدام طائرة ورقية في الوصول إلي ذهب الدلافين!وفي اليابان، أيضاً كان للطائرات الورقية استخداماتها العملية، فكانت تساعد في رفع مواد البناء، وبخاصة إذا كانت الرياح قوية. ولا يزال المزارعون، في بعض القري اليابانية، يطيرون طائرات ورقية (خاصة) مكتوب علي ورقها أدعية وابتهالات إلى الله أن يهبهم محصولاً وفيراً، وأن يلطف الجو لتنمو مزروعاتهم جيداً!أسماك معلقة بالذيل!ومن أطرف استخدامات الطائرات الورقية ما يحدث في مدينة (شيبا) اليابانية الواقعة علي ساحل المحيط الهادي، إذ يطلق الصيادون، وهم في قواربهم، طائرات ورقية، وهم يقتربون من الشاطئ في رحلة العودة، بعد أيام طويلة من الصيد في المدينة، وعليها ألوان وعلامات رمزية خاصة بأسر الصيادين، فيستقبلها الأهل بالفرحة، فهي البشير بوصول الآباء والأخوة والأبناء، سالمين غانمين، بعد مواجهة أخطار المحيط في رحلة الصيد الطويلة. وتزداد سعادة الأهل إذا وجدوا بعض الأسماك معلقة في ذيول الطائرات. فهذا معناه أيضاً: أن الصيد وفير!