الديزل والغمامة الآسيوية
[c1]أرصادنا الجوية .. أين موقعها من تغير المناخ ؟! [/c]أي سائح لجمهورية مصر العربية يلاحظ أن منازلها، وعلى وجه الخصوص منازل العاصمة "القاهرة" سوداوية الواجهات، وكأنها لم تحظ يوماً بالتنظيف أو الطلاء .. كما أن من الصعوبة أن يتنفس المرء فيها طبيعياً، فالجو ملوث بطبقات ضبابية من دخان سيارات الديزل المستخدمة للنقل البري!!مشكلة صحية يلاحظها كل من يزور "قاهرة المعز"، ولايقوى إلا على المقارنة بينها وبين أجواء بلاده.اعتبر بعض علماء البيئة العالميين أن مدينة "بومباي" الهندية تعاني أسوأ نوعية لهواء على وجه الأرض، حيث تغطى المدينة بالدخان الناتج عن مواقد الطبخ البدائية والغمام الناتج عن الدراجات ثلاثية العجلات، وباصات الديزل ومحطات الطاقة الفحمية.ووفقاً لما جاء في الدليل السياحي "لونلي بلانيت" فإن تنشق هواء "بومباي" يعادل تدخين "20" سيجارة يومياً.ووفقاً لدراسة لهيئة ضبط التلوث المركزية الهندية لعام 1997م، فإن هذا التردي في نوعية الهواء يشمل نيودلهي وبنجالور و69 مدينة من اصل 70 مدينة رئيسية طوال العام.[c1]الغمامة الآسيوية [/c]في ثمانينات القرن الماضي طغت غمامة ضخمة وكثيفة من السخام فوق قارة آسيا، وقد ثبت من تركيبها، أنها عبارة عن ضباب كيميائي معقد من السخام والكبريتات والنترات والرماد والغبار، وتتواجد بتراكيز هائلة قادرة على حجب ضوء الشمس مما قد يتسبب بتأثير على المناخ بمقدار يقارب تأثير ثاني اكسيدالكربون، بحسب إفادة فريق من العلماء جرى تمويله من قبل مؤسسة العلوم الوطنية بمراقبة المحيط الهندي.وتشير آراء العلماء إلى أن هذه الغمامة الملوثة الآسيوية قد تكون عاملاً مسبباً بالفعل في الوفيات المبكرة لنصف مليون سنوياً من الأمهات والأطفال دون الخامسة في الهند، وفقاً لما ورد في دراسة " آي ـ أن ـ دي ـ أو ـ إي ـ اكس"، كما تسهم سنوياً بما يقارب "000.700" من الوفيات المتصلة بالتلوث في جميع انحاء العالم ويمكن ان يصل هذا العدد إلى "8" ملايين بحلول عام 2020م.ويقول العلماء ان هذه الغمامة لاتبقى في مكانها، وبإمكانها أن تلف العالم في أقل من أسبوع محمولة على الرياح الجوية العليا، وان مضاعفات هذا الانتقال العالمي لتلوث الهواء غير معروف حتى الآن، وآثاره غير معروفة ايضاً على الحياة في محيطات العالم، لكن الواضح أن السخام يتسبب بفقدان ضوء الشمس الواصل إلى سطح البحر، كما يمكن للعواصف الرعدية الاقليمية ان تلتقط بعض هذا السخام وتسقطه على المحيطات بشكل امطار حمضية يمكن أن تؤثر على الحياة البحرية.[c1]مشاكل بيئية جديدة[/c]ومن المشاكل البيئية الجديدة التي قد تتسبب بها هذه الغمامة الآسيوية، تضخيم أزمة الماء في العالم الثالث، حيث يقوم "الايروسول"، وهو أحد مكونات هذه الغمامة، بحجب ضوء الشمس مما يمنع التبخر على سطح المحيط والأثر الاكثر اقلاقاً هو التأثير على دورة مياه الكوكب ـ كما يقول العلماء إذ ستصف هذا القرن بشح المياه .. ففقدان ضوء الشمس على المحيط قد يبدل الدورة المائية لآسيا ، مؤثراً بذلك على الرياح الموسمية ومساهماً في نمط من الجفاف والعواصف والامطار الشاردية العنيفة فوق قارة آسيا يدوم لأكثر من عقد من الزمن .[c1]آثار واضحة[/c]في اليمن، هطلت في بداية شهرنا الجاري أمطارا غزيرة على "11" محافظة يمنية، وحدثت بسبب ذلك أنزلاقات صخرية تضرر منها بعض المواطنين، ومن ناحية اخرى بدأ رياح موسمية من المحيط الهندي على اليمن ايضاً، تسببت في اقتلاع شجرة عمرها أكثر من الف عام "شجرة تين بنغالي" المزروعة في ساحة صهاريج محافظة عدن، وهي شجرة معمرة نادرة.الرياح والامطار هذه هي بوادر لتغير مناخي قادم في اليمن، وفي دول الجزيرة العربية، ترى هل محطات أرصادنا اليمنية مستعدة لهذا التغير ؟! وهل تستعد هيئة حماية البيئة اليمنية لحماية الاجواء من تلك الغمامة السوداء الآسيوية؟!خصوصاً وان الديزل اصبح مادة اعتيادية الاستخدام في وسائل النقل البري، وآثاره ملحوظة في الاجواء اليمنية!!