وسط حشود ضمت مئات الآلاف من المصريين على طول الطريق الذي سار فيه مخالفاً لقواعد المرور
القاهرة / متابعات :انطلق في الساعات الاولى من فجر يوم امس الجمعة موكب أشهر ملوك مصر "رمسيس الثاني" من الميدان الذي حمل اسمه في وسط القاهرة ووقف فيه شامخا طوال نصف قرن، إلى مكان آخر قرب هضبة الأهرامات في الجيزة ينزوي فيه عن الناس والحركة والزحام وتلوث السيارات والأحداث التي تتوقف وتيرتها وظل شاهدا على ما مضى منها. وعللت الحكومة المصرية قرار نقله بالخوف من تهدمه وسقوطه بسبب الهزات والموجات التي تحدثها قطارات المحطة الرئيسية لمترو الانفاق التي افتتحت عام 1990 وتقع بالقرب من المكان الذي اختاره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر للتمثال بعد نقله من الآقصر في محافظة أسوان الى القاهرة عام 1954 م .وكان مشهد الموكب المهيب الذي لم تعتده القاهرة منذ عشرات السنين قد فاق توقعات المراقبين، حيث وقف مئات الآلاف من المصريين في الشوارع وفوق الجسور المحيطة بتمثال رمسيس الثاني وسط العاصمة مودعين التمثال الذي تم نقله فجر الجمعة بنجاح إلى مقره الجديد في المتحف المصري الكبير خارج المدينة وبالقرب من الأهرامات.ووقف آلاف المصريين منذ قبيل منتصف ليل الخميس الجمعة في الشوارع وعلى الشرفات وفوق الأسطح وأمام نوافذهم المشرفة على ميدان باب الحديد أمام محطة رمسيس بانتظار نقل التمثال الذي منح اسمه للميدان ، كما اصطف أكثر من 15 ألف شخص فوق جسر ستة أكتوبر الذي كان إنشاؤه مسؤولا عن تشويه المنظر المهيب للتمثال وسط أكبر ميادين العاصمة المصرية وأكثرها ازدحاما، فيما وقف أكثر من 35 ألف شخص في محيط الميدان الذي وقف فيه تمثال رمسيس الثاني لأكثر من 52 عاما. واللافت للنظر ان معظم المتفرجين الذين كانوا يحملون هواتفهم الجوالة ويصورون اللحظات الأخيرة للتمثال من الأجيال التي ولدت بعد أن استقر تمثال رمسيس في الساحة بقرار من مجلس قيادة الثورة في 1954م حيث كان التصفيق والصفير يعلو فور ظهور التمثال بعد كل منعطف بضخامته في الشوارع والعمارات التي تجاوز ارتفاع التمثال ارتفاعات بعضها.وفور وصول التمثال إلى ميدان طلعت حرب أطلق المواطنون بشكل تلقائي لحن موسيقار ثورة 1919م الراحل سيد درويش "بلادي بلادي لك حبي وفؤادي"، وقاموا بإلقاء البالونات على الموكب، بينما رفع آخرون لافتة كتب عليها "نستحق أن نحافظ على عظمة تراثنا وأن نرتقي إلى مستواه". وهتف بعض المحتشدين "جدو يا جدو خليك معانا".وبكى بعض الحاضرين لحظة تحرك التمثال ثم تابع أكثر من مليون مصري موكب الملك رمسيس الثاني وهو يشق شوارع القاهرة، فيما تابع عشرات الملايين من المصريين وقائع الموكب على الهواء عبر جميع القنوات المصرية الأرضية والفضائية. ولم تستطع الأعداد الكبيرة من أفراد الشرطة في كثير من الأحيان السيطرة على الراغبين في تصوير الملك بهواتفهم المحمولة أو تصوير أبنائهم على مقربة منه.إلى ذلك قال الشاعر يسري حسان إن "هذا هو الحشد الأول الذي تشهده العاصمة المصرية منذ جنازة كوكب الشرق أم كلثوم التي شارك بها أكثر من ثلاثة ملايين شخص في عام 1975"، موضحا أن " أضخم حشد شهدته القاهرة كان جنازة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 1970". بينما قال الكاتب المصري أيمن بكر إن هذه اللحظة تحتاج إلى تحليل نفسي لجموع يبحثون عن رمز كبير يشعرهم بالعظمة، رمسيس رمز للفخر وانتصار الوعي الشعبي لن يقبل تغيير اسم الميدان.والثابت انــه على الرغم من وفاته قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، لا يزال الملك رمسيس الثاني الذي حكم مصر نحو 67 عاما، قادرا على سرقة الأضواء من الزعماء المعاصرين، وعلى اثارة الجدل، فحتى الآن لم تحسم النظرية التي تعتقد أنه فرعون الخروج أو فرعون "موسى" ولا زالت الأبحاث تجري في هذا الشأن، وآخر ذلك ما صرح به الأمين العام للأثار في مصر زاهي حواس بأنه ستجري فحوصات لموميائه لحسم هذا الجدل ومعرفة أسباب موته.لكن داعية مصريا كبيرا هو الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية نفى نفيا قاطعا أن يكون رمسيس الثاني هو فرعون موسى، مشيرا إلى أنه ليس فرعونا واحدا، بل هناك لموسى فرعون الميلاد وفرعون الخروج.وكشف البدري في تصريحات صحفية أنه رأى بنفسه مومياء فرعون الخروج، وكانت على حالتها عند العثور عليها ولم تكن في تابوت أو محاطة بمواد التحنيط التي كان يستخدمها المصريون القدماء لحفظ أجساد الموتى، وبالتالي فلم يكن عليها ما يشير إلى صاحبها ، مشيرا ً إلى أنه رأى عليها أعراض تدل على أنه فرعون الخروج الذي غرق في البحر أثناء متابعته لموسى وقومه، ثم نجاه الله بدنه حسب القرآن الكريم لتكون آية إلى يوم القيامة. ويعتقد بعض المؤرخين من القدماء والمعاصرين أنه هو نفسه فرعون موسى، رغم أنهم لم يعثروا على أي دليل على تلك النظرية من الأبحاث العلمية والحفريات التي لا تتوقف في كنوز مصر الفرعونية. [c1]حراسة مشددة لفرعون مصر[/c] لم يكن موكب هذا الملك المحارب فجر امس الجمعة عاديا، بل سبقته مخاوف كثيرة على صحة التمثال الذي يزيد وزنه مع قاعدته على مائة طن، وتم اجراء تجربة أو "بروفة" لنقله في يوليو الماضي، وبسبب حرب لبنان كاد الفرعون رمسيس الثاني يبقى في مكانه فترة أخرى، إلى أن تم حسم الأمر بتعليمات من وزير الثقافة المصري فاروق حسني وتقرر نقله في موعده المخطط له سلفا.في هذا السياق حرصت فضائيات عالمية عديدة على شراء حق البث على الهواء لموكب الفرعون الذي خالف يوم امس قواعد المرور ، حيث سار في شارع رمسيس في اتجاه عكسي، ولم يستطع رجال المرور إلا الانصياع له والامتناع عن تحرير أية مخالفة.وقد استغرقت الرحلة عشر ساعات كاملة ثم وصلت الي المتحف المصري الكبير القريب من هضبة الأهرامات في الجيزة جنوب محافظة القاهرة لتستقر فيه، في تمام الحادية عشرة من صباح امس الجمعة، وطوال هذا الوقت توقفت الحركة في طريق سيره الذي كان خاضعا لدرجات تأمين عالية وحراسات مشددة، لم يحط بها نفسه عندما كان على قيد الحياة.وعند باب المتحف كان في استقباله فاروق حسني وزير الثقافة المصري، ود. زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، واللذان عقدا مؤتمراً صحفياً عالمياً أعلنا فيه نجاح وصول الملك أو الفرعون، إلى ما يفترض أنه مقره الأخير.وقد أصدر المجلس الأعلي للآثار تصاريح خاصة للصحفيين ومراسلي وكالات الانباء والصحف العالمية ومندوبي ومصوري المحطات الفضائية الذين تابعوا الموكب. وقال د. زاهي حواس إنه لم يسمح لأي شخص لا يحمل تصريحا بمرافقة الموكب ضماناً لسلامة اجراءات النقل.وقبل النقل بساعات توافد آلاف المواطنين على ميدان رمسيس لالقاء النظرة الأخيرة على التمثال، وكان بعضهم يقول بصوت عال كأن رمسيس الثاني لا يزال على قيد الحياة "وداعا أيها الفرعون.. وداعا أيها الملك ". والمعروف ان رمسيس الثاني من الأسرة الثامنة عشرة التي حكمت مصر الفرعونية، ويذكر التاريخ المصري القديم أنه ابن الملك سيتي الأول والملكة تويا، وأن الملكة نفرتاري من أشهر زوجاته، وبلغ عدد أبنائه نحو 90 ابنا وبنتا، ومن هؤلاء الأبناء خليفته الفرعون مرنبتاح. [c1] صاحب أقدم معاهدة سلام[/c]وكما هي عادة معظم الفراعنة الذين حكموا مصر، كانت لرمسيس الثاني أسماء كثيرة، وقاد عدة حملات شمالا إلى بلاد الشام، وخاض معركة قادش الثانية في العام الرابع من حكمه، وهو صاحب أقدم معاهدة سلام في التاريخ التي أبرمها حاتوسيليس الثالث في العام الحادي والعشرين من حكمه (1258 قبل الميلاد).ودفن رمسيس الثاني في مقبرة وادي الملوك بمدينة الأقصر الحالية (حوالي 750 كم جنوب القاهرة) لكن مومياءه نقلت فيما بعد إلى خزانة المومياوات في الدير البحري. وكانت قد اكتشفت عام 1881 م وبعد خمس سنوات نقلت مومياؤه إلى المتحف المصري بالقاهرة ومازالت محفوظة به حتى الآن في غرفة مضاءة بالوان خافتة وشاعرية، حيثؤيعتزّ بها المصريون بمومياء رمسيس كثيرا.ويبلغ طول رمسيس الثاني من واقع المومياء المحفوظة في المتحف المصري، 170 سم، فيما اوضحت الفحوص الطبية السابقة التي أجريت عليها أن شعره كان أحمر أو مخضبا، وربما كان يشكو من روماتيزم حاد في سنوات شيخوخته حيث عاش ما يزيد عن التسعين عاما، كما افادت الفحوصات التي أجريت على مومياء الفم أنه عانى أيضا من متاعب في اللثة. [c1]نظرية فرعون الخروج[/c]يعتبر الاعتقاد بأن رمسيس الثاني هو فرعون الخروج او فرعون موسى الذي ورد ذكره في الكتب السماوية، نظرية قديمة أول من قال بها هو (يوسيبيوس القيصاري) الذي عاش في الفترة بين 275 و 339 ميلادية. لكن بعض علماء المصريات عارضوا هذه النظرية على اساس أن مومياء رمسيس الثاني التي اكتشفت بعد ذلك بقرون عديدة تثبت أنه لم يغرق في البحر، ولا آثار للموت غرقا على موميائه.ورغم أن فترة حكم رمسيس الثاني بتفاصيلها الدقيقة جدا مكتوبة على آثاره ولا زال يتكشف الكثير منها مع الحفريات التي تجري باستمرار بحثا عن المزيد من تاريخ مصر الفرعونية، فانه لم يعثر على دليل واحد مكتوب أو محفور يشير إلى الأوبئة التي عاقب الله بها مصر في عهد خروج اليهود منها.الى ذلك يقول الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤوون الاسلامية بمصر ردا على سؤال من "العربية.نت" إن كل ما قيل عن أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى، لا دليل عليه، لا من تاريخ ولا من كتاب ولا من سنة. ولابد أن نعرف أن فرعون موسى اثنان، فرعون الميلاد وفرعون الخروج ، موضحا ً أن فرعون الميلاد هو الذي عاصر ميلاد موسى، أما فرعون الخروج فهو الذي أرسل إليه موسى، لذلك لم يقل حسب الرواية القرآنية : ألم أربك وليدا، إنما قال " ألم نربك فينا وليدا ".. أي نحن الذين ربيناك، يعني أباه أو جده هو الذي ربى موسى. وهذا الفرعون غير معلوم الهوية، فهو نجا ببدنه ولكنه مع ذلك مجهول، لأن التواريخ التي ذكرت في التوراة ليست صحيحة مائة في المائة، كما أن التواريخ المذكورة في النقوش الفرعونية لا تطابق التواريخ المذكورة في التوراة.ويضيف الشيخ البدري أن كل ما يقال في شأن أن فرعون موسى هو رمسيس الثاني "تخرصات لا دليل عليها من الصحة". ويعلل التركيز على شخصية رمسيس الثاني والادعاء بأنه فرعون موسى، بأنه طرد الهكسوس من مصر وغيرهم من المغيرين من ممالك أخرى. ولكن هذا لا يعني أنه هو الفرعون الذي حارب موسى، إضافة إلى أن ذلك الفرعون لم يقم يطرده، بل المعلوم أن موسى هو الذي خرج بأمر من ربه بدليل أن أول كلمة قالها لفرعون " فأرسل معنا بني اسرائيل " أي أنه طلب الخروج ولم يخرجه أحد، فهذا لا يدل على أن مصر تحارب الأنبياء أو تعتز بمن حارب الأنبياء بالزعم من ان رمسيس الثاني هو ذلك الفرعون.واستطرد الشيخ يوسف البدري قائلا : (( إن فرعون الخروج جاء في بعض كتب التفسير حيث ذكرت بأن فرعون اثنان هما فرعون الميلاد وفرعون الخروج )) ، مشيرا ً الى صعوبة الجزم بأن الذي خرج يتبع موسى هو رمسيس الثاني، فقد قيل إنه امنحتب الرابع وقيل أيضا أسماء أخرى، ومع ذلك فالتواريخ لا تؤكد أيا من هذه الأقوال.واوضح البدري إن تتبع فرعون لموسى كان رفضا منه لخروج اليهود، فقد أراد أن يبقيهم عنده، فلما اتبعهم، حدثت المعجزة وهي أن الله سبحانه وتعالى سلب البحر مرتبة الاغراق لموسى فلما عبر موسى وقومه، اعاد الله مرتبة الاغراق للبحر اثناء متابعة الفرعون فغرق، فلما صاح بأنه آمن، أمر الله الأمواج أن تقذف به ميتا وقال له "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية".وأكد البدري أن مومياء هذا الفرعون موجودة في المتحف المصري الواقع في قلب مدينة القاهرة قائلا ً : " أنا رأيتها بعيني لكن لا أعرف اسم صاحبها، فقد قيل إنها مومياء امنحتب الرابع، وقيل أنها لرمسيس الأول، وكذلك قيل إنها رمسيس الثاني، ورمسيس الثالث. أي أنه قيل أكثر من قول في شأنها، وهي الآن موجودة في المتحف المصري ".وعن حالة المومياء كما رآها قال: الذراع اليمنى مكسورة وموضوعة بالطول على صدره وتحتها الذراع اليسرى، ورأيت وجهه يميل إلى قليل من اللون الأسود. نحيف البدن وقصير القامة، ولحم المومياء طري كأن صاحبها مات من لحظة، وقد وضعت له فرنسا تابوتا فيه مواد حفظ ليظل بدنه بنفس الرخاوة والطراوة التي كان عليها عند اكتشاف المومياء.وواصل الشيخ يوسف البدري أن هذه المومياء يظنونها لرمسيس الثاني، لكن ليس عندهم الدلائل، وكان الرئيس الراحل أنور السادات قد أمر بعدم عرضها واظهارها باعتبار صون كرامة الموتى ولا يجوز ان نطلع على عوراتهم، خاصة أن المومياء عارية، لكنه في النهاية وافق على عرضها للزوار بعد أن أمر بتكفينها بكفن يغطي العورة .إلا أن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية الدكتور زاهي حواس أكد عزمه على فحص مومياء رمسيس الثاني بالأشعة لمعرفة أسباب وفاته، وليس فقط التوصل إلى معرفة شخصية رمسيس و ما إذا كان هو فرعون الخروج أم لا.ويشير حواس الى ان دراسة القرآن الكريم تبين أن فرعون الخروج هو رمسيس الثاني بالرغم من النتيجة التي توصل إليها الفرنسيون عندما قاموا بفحص موميائه في الثمانينات، والتي لم تجد آثار للغرق في المومياء الأمر دفعه الى ان يستنتج من ذلك أنه ليس فرعون الخروج. و يضيف حواس قائلا ً: (( بالاستدلال بالنص القرآني فإن وصف فرعون انطبق على شخص واحد فقط ، في الوقت الذي ذكر فيه أنبياء آخرون بأسمائهم مثل إبراهيم وموسى ويوسف، كما أن وصف فرعون ظهر في الأسرة الثامنة عشر التي عاش فيها رمسيس الثاني وحكم خلالها 67 عاما، وهي مدة جديرة بأن تقع فيها أحداث مثل التي وقعت في عهد فرعون الخروج )) . [c1]6 ملايين جنيه تكلفة النقل[/c]تكلفت عملية نقل تمثال رمسيس من ميدان رمسيس قرب محطة القطارات في وسط مدينة القاهرة الى هضبة الاهرامات في الجيزة 6 ملايين جنيه، وقطع الموكب 30 كم وقامت شركة (( المقاولون العرب )) التي تولت العملية بدراسات استغرقت أكثر من عام لضمان سلامة نقل التمثال بداية من فصله عن قاعدته ثم نقله إلى القاطرة التي تقلته.واستغرقت شركة المقاولون العرب أكثر من عام لاتمام دراستها ، فيما جاءت فكرة عمل تجربة لمحاكاة عملية نقل التمثال ، لضمان سلامة نقل التمثال بعد أن تم وضع الخطة الكاملة التي تضمنت خطة المخاطر وكيفية النقل وبيان المعدات المستخدمة والعمليات الحسابية لجميع الأعمال والمسارات ومعوقات الطرق . وقد تم نصب التمثال في ميدان رمسيس عام 1954 بقرار من مجلس قيادة الثورة بزعامة الرئيس جمال عبدالناصر ، حيث تعاقدت الحكومة المصرية مع شركة المانية قامت بنقل التمثال بعد فكه إلى قطع عديدة تم ترقيعها بالموقع، وقد ثبت على قاعدة من الاسمنت وغرست في داخله قضبان من الحديد لتصل بين أجزائه التي عثر عليها محطمة في عام 1888. [c1]أقوال أخرى للمفسرين [/c] يقول بعض المفسرين إن الآية القرآنية " كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد " تدل على أن فرعون ذي الأوتاد قديم قدم عاد وثمود، والأوتاد هي الأهرام، وبذلك فالفرعون بالآية سابق لعصر الهكسوس ، وليس هو نفس الفرعون المعاصر لموسى عليه السلام. ويرى بعض الباحثين أن القرآن الكريم لم يشر في قصة يوسف عليه السلام إلى لقب فرعون في الآية " وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي" الأمر الذي يوحي بأن يوسف عليه السلام كان معاصراً لملك أجنبي (من الهكسوس) ، وأنه لا يحقّ التسمّي بالفرعون إلا لملك محلي. أمّا بعد طرد الأجانب، فقد جازت التسمية، حتى إذا أتى عصر موسى عليه السلام، كان ملك مصر محلياً يُخاطب بالفرعون كسابقيه، فيقول القرآن الكريم "َتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ". لكن هذا التفسير لا تؤيده نقوش مصر الفرعونية الموجودة على الأثار، ويرجح الخبراء في هذا المجال إلى كلمة فرعون بالقرآن لا يقصد بها سوى الفرعون المعاصر للنبي موسى عليه السلام، ووصفه بذي الأوتاد لا علاقة له بالأهرامات وإنما لكثرة صروحه ومنشآته وعمائره وتماثيله الجبلية، لتعبده الناس، وهو بعينه [رع موسى الثاني، ووجد اسمه بالنقوش:(رع مس س) ، وهو أشهر الفراعنة وأكثرهم بنّاء ، إذ سطا على آثار سابقيه أو استخدمها ليبني صروحه وتماثيله هو.ولا يوجد أثر عمراني لمصر القديمة، سواء بناه أو اغتصبه، إلا حفر عليه اسمه بعمق حتى لا يمحوه الزمن. وقد سجّل ابنه الذي حكم من بعده " أنه دحر إسرائيل ولم يبق منهم بذرة ". وهذا النقش يُرجّح أن "رع موسى الثاني" هو الفرعون الغريق لأن إسرائيل حسب النقش لم تعد بمصر .