شخصيات خالدة
ولد الروائي الفرنسي الشهير بروسبير ميرميه Prosper Mérimée في باريس في عام 1803 ، لأسرة يعود أصلها إلى منطقة نورماندي حيث كان أبوه محاميا ورساما حسن الصيت وأمه إنجليزية ، و كان لنشأته في صدر الحركة الفكرية والأدبية الرومانتيكية قوي الأثر قي اتجاهاته الكتابية التي رافقته فيما بعد وجعلته في مصاف البلغاء الفرنسيين المتحكمين فيها. عالج ميرميه القصص كبيرها وصغيرها ولم يخل مصنف أدبي له من الطابع التاريخي المكسو ببلاغة رائعة وبراعة قي وصف الوقائع العاطفية العنيفة، الأمر الذي حمل النقاد على وضعه قي مصاف كتاب النهضة العظام. عندما لقيت أولى قصصه الرواج والنجاح الباهر (وهي الآثار الدرامية للسيدة الإسبانية كلارا كازول) حرضه ذلك على نشر أخريات. عين مفتشا عاما لدائرة الآثار القديمة في عهد الملك الشعبي لويس فيليب الذي استولى على عرش فرنسا في عام 1830، وقد شكلت له الفرصة للكتابة ونشر أبحاث تاريخية قيمة لا تحصى ووضع دراسات في التاريخ القديم عن إسبانيا وروسيا ومدينة روما، خلد بعضها لروعتها. كتب ميرميه في صحيفة (ريفيو دي باري) العديد من القصص القصيرة والطويلة تناولت رحلاته العديدة في أوروبا حيث كان مولعا بالأسفار زار خلالها الكثير من مواقع القارة البيضاء التاريخية. خص إسبانيا بأكثر رحلاته وفيها تعرف إلى السيدة التي قدر لها فيما بعد أن تكون ذات أثر عظيم قي حياتها وهي (مدام دي مونتيكو) التي أصبحت فيما بعد حماة الإمبراطور الفرنسي الشهير نابليون الثالث فخصته بصداقتها وقربته من زوج بنتها، وقد عينه الأخير عضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي وعرفته فرنسا بأنه أقرب أصدقاء سيد البلاط وسيدته. بعد سنة 1855 توقف ميرميه عن إصدار القصص وتفرغ إلى النقد الأدبي والأبحاث التاريخية وبعد أفول نجم نابليون الثالث خمل صيت الكاتب في عالم السياسة ، توفي في مدينة كان في جنوب فرنسا في 1870. تعد كارمن التي كتبها في عام 1847 من أجمل روايات المؤلف حيث قدمت وصفا دقيقا عن الغجر وأخلاقهم وعاداتهم، وتعد من أبرز الكتابات في الأدب الفرنسي في العصر الرومانتيكي وقد حولها الموسيقار الفرنسي المشهور جورج بيزيه إلى أوبرا كارمن الخالدة في فن الأوبرا. وكان قصد المؤلف أن يجعل الرواية التي عاين أحداثها الكاتب بنفسه تمهيدا لدراسة طويلة اجتماعية وتاريخية عن الغجر. وقد تأدية الراواية في العديد من الأفلام السنيمائية . من أهم أعماله : الآثار الدرامية للسيدة الإسبانية كلارا كازول (1823) ، ألدون بدرو القاسي بحث تاريخي (1843) ، تاريخ الملك شارل التاسع (1829) ، المخادع قصة (1823) ، والعديد من الرسائل التاريخية والقصص القصيرة.