هنية يواصل جولته العربية والاحتلال يقتل فلسطينيا في الضفة
فلسطين المحتلة/وكالات:قالت يولي تامير وزيرة التعليم الاسرائيلية أمس الثلاثاء ان الخرائط الجغرافية في الكتب المدرسية الجديدة يجب أن تضع خطا فاصلا بين الاراضي المحتلة والدولة اليهودية.وقالت تامير عضو حزب العمل وهو حزب يسار وسط لراديو الجيش الاسرائيلي "اذا لم نوضح هذه الحدود سننشيء أطفالا مشوشين للغاية."واحتلت اسرائيل الضفة الغربية في حرب عام 1967 لكنها لم تضم أراضيها لاراضي الدولة اليهودية رسميا. ويطالب الفلسطينيون باقامة دولتهم المستقلة في اراضي الضفة وقطاع غزة.وصرحت تامير بأن الخرائط الجغرافية الموجودة في بعض الكتب المدرسية لا تظهر حدود ما قبل حرب 1967 المعروفة باسم "الخط الاخضر" مما يجعل التلاميذ يتصورون ان الضفة الغربية هي رسميا جزء من اسرائيل.وقالت "هذه المشكلة يجب أن تصحح" في طبعة الكتب المدرسية الجديدة التي تدرس في المدارس الحكومية.ومضت تامير وهي من مؤسسي حركة السلام الآن اليسارية المناهضة لاقامة مستوطنات اسرائيلية في اراضي الضفة الغربية المحتلة قائلة "لا تتوقع من التلاميذ أن يفهموا التاريخ اذا استؤصلت منه اجزاء في الكتب المدرسية."وسارعت اميلي امروسي المتحدثة باسم مجلس ييشع للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة بدعوة نظار المدارس الى تحدي دعوة وزيرة التعليم واتهمتها "بمحاولة اقتطاع خمس مساحة اسرائيل من الخرائط."ويرى كثيرون من بين 260 ألف يهودي يعيشون في الضفة الغربية موطن نحو 2.4 مليون فلسطيني ان تلك الاراضي هي حق توراتي. وقضت محكمة العدل الدولية بعدم شرعية المستوطنات الاسرائيلية المقامة على أرض محتلة وتجادل اسرائيل في ذلك.وقالت رونيت تيروش عضو البرلمان عن حزب كديما الوسطي الذي يتزعمه ايهود اولمرت رئيس الوزراء ان تامير "لا يمكنها ان تقرر للتلاميذ الاسرائيليين ما هو جزء من اسرائيل وما هو ليس جزءا منها."وقالت تيروش وهي مديرة عامة سابقة في وزارة التعليم "اذا وضعت (تامير) خطا فاصلا فسنحتاج قريبا تأشيرات دخول لزيارة المستوطنات."على صعيد اخر واصل رئيس الحكومة الفلسطيني إسماعيل هنية جولته العربية سعيا للحصول على دعم لحكومته التي تواجه ضغوطا دولية وإقليمية وداخلية كبيرة، في الوقت الذي وصلت فيه مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية إلى طريق مسدود.ففي دمشق التي وصلها هنية لأول مرة منذ توليه رئاسة الحكومة، شدد الرئيس السوري بشار الأسد في لقائه المسؤول الفلسطيني على ضرورة رفع الحصار المفروض على الفلسطينيين وتعزيز الوحدة الفلسطينية.وفي سياق زيارته إلى سوريا التقى هنية الفلسطينيين في مخيم اليرموك، وكذلك قيادات الفصائل الفلسطينية في دمشق.وجاءت جولة هنية التي شملت حتى الآن مصر وقطر وسوريا بعد إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقف الحوار مع حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تشكل الحكومة الحالية بشأن تشكيل حكومة الوحدة، لكن مصادر مقربة من عباس لم تستبعد أن يقرر الأخير إبقاء حكومة هنية حتى انتهاء فترتها الدستورية، دون أن يلجأ إلى إقالتها.ميدانيا واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على الفلسطينيين بالضفة الغربية، رغم إعطاء الحكومة الإسرائيلية أمس تعليماتها للجيش بالتزام التهدئة بالضفة الغربية، دون أن توافق على توسيع التهدئة لتشمل الضفة.وزعم أفرايم سنيه نائب وزير الدفاع الاثنين إن الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات بتفادي "صدامات دون طائل" مع الفلسطينيين في الضفة الغربية.وبعد ساعات من قرار الحكومة قتلت قوات الاحتلال شابا فلسطينيا في مدينة طولكرم، عندما اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة الحي الغربي بالمدينة، وحاصرت مقهى كان يتواجد فيه محمود عبد العال (20 عاما) الذي ينتمي إلى كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال أطلقت النار داخل المقهى ما أدى إلى إصابة الناشط الفلسطيني وأحد رواد المقهى، مشيرة إلى أن هذه القوات منعت وصول سيارات الإسعاف إلى المكان حيث بقي عبد العال ينزف إلى أن توفي.وفي سياق العدوان الإسرائيلي أظهرت إحصائيات توثيقية للهيئة الفلسطينية المستقلة أن حصيلة ضحايا حوادث الفلتان الأمني الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة ارتفعت خلال العام بنسبة 90 مقارنة مع العام الماضي.وأفادت الهيئة في تقرير لها أن العام الحالي شهد مقتل 322 مواطنا فلسطينيا داخل مناطق السلطة الفلسطينية، منهم 236 مواطنا سقطوا في قطاع غزة و86 آخرون بالضفة الغربي.في شأن آخر أرجأت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة كانت مخصصة لبحث الجدار الإسرائيلي العازل في الضفة الغربية لمدة عشرة أيام، لتمكين رئيسة الجمعية هيا راشد آل خليفة من إتمام رحلة إلى الشرق الأوسط.وكانت الدول العربية قد طالبت في 22 نوفمبر الماضي بعقد هذه الجلسة بعد تأكيدات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان استعداده لإنشاء سجل لتسجيل مطالب التعويضات عن الأضرار الناتجة عن بناء إسرائيل الجدار العازل في الضفة الغربية، ودعا الجمعية التي تضم 192 دولة للموافقة على اقتراحاته.