نعم هناك فساد في اليمن لكن لا نستطيع أن نوجه التهمه لأحد دون دليل . نعم هناك من يتاجر بأراضي الدولة بل وأراضي الآخرين وهو في مركز القرار لكن لا نستطيع أن نؤشر عليه بعينه دون حجة .هناك موظفون ( على سبيل المثال ) في وزارة الشباب والرياضة مثلما أشار إليهم احد الكتاب الزملاء يسعون ذهابا وإيابا تاركين وظيفتهم من أجل الحصول على عمولة لاستخراج حقوق المقاولين ..هذه إحدى صور التسيب .وعلى هذا الاساس فإن من الطبيعي أن تكون وزارة المالية حبلى بعينات من هؤلاء المفسدين . وهناك أيضا مقاولون فاسدون ومفسدون . وهناك من هم أعضاء في مجلس النواب للأسف يستغلون مناصبهم لمصالح شخصية وهذا بحد ذاته فساد أكبر .بل والأقبح أن يكون هناك من يشارك الموظف والمعلم راتبه ورزقه ويخصم ما يريد وبأشكال من الحجج والمبررات , هكذا نسمع ونقرأ عنه في المدن الكبرى فما بالكم في مدن وقرى الأرياف كالجوف وصعدة والمهرة .وهناك من باع ضميره ( ومستعد أن يبيع بلده) وهو مسئول في منفذ حدودي يترك كل من هب ودب داخلا خارجا وكأننا في سوق حراج . بل ربما يتحصل عل مبالغ ليسمح بإنشاء صناديق وأكشاك ولا يهمه سمعة بلده. وهناك من يتهاون من رجال الأمن في ظاهرة حمل السلاح والمرور به والدخول به إلى المدن . بل هناك من يتاجر بالسلاح وتدمير بنية الدولة ونظن نحن أن إغلاق محلات بيع السلاح سينهي انتشاره وسيوقف كثيرا من الظواهر التي تجاوزت الحد الذي نتحمله فيبدو أنها كانت حلما فتبخر ! .كثيرة وكثيرة هي تلك المآسي والصور المزعجة لمن يحب اليمن ويحلم بإصلاحه ونموه .وكثير هي الصور السلبية التي يتناقلها من يريد ان يستثمر في اليمن شاكيا من وجود عناكب بأحجام متعددة تقف أمامه وتعرقل مشاريعه .هذه عينه فقط من صور الفساد الإداري والتي تؤدي إلى السرقة والفوضى . لكن تلك الصور هي من مسئولية الدولة وموظفيها لأن مرتكبي كل تلك الأعمال التي ذكرت والتي لم أذكر هم موظفون لدى الدولة ، ومستغلون لمناصبهم ومهما أنجزنا من قوانين وتشريعات لمحاربة كل تلك الظواهر فلن نتخلص منها على المدى القريب . ولأنها وبصدق العبارة موجودة في كل مكان . وفي كل الدول ولكن بصور ونسب مختلفة . فهناك دول تجد فيها من يبيع التأشيرات . وهناك من ينجز لك أشد وأصعب وأعقد المعاملات . وهناك أيضا من يستطيع إن يصدر لك الجنسيات . وهناك من يزور لك حتى نتائج الانتخابات . نعم كل ذلك وكل تلك الصور السوداوية موجودة في اليمن وفي غير اليمن ، ولكنني لست مدافعا عن الدولة هنا إطلاقا . بل أحملها كامل المسئولية عن كل ذلك ، فهؤلاء الفاسدون هم رعاياها وموظفوها . ووجود ذلك الفساد في دول أخرى ليس مبررا لنا أن نقبله أو نغض الطرف عنه .والتسيب وعدم وجود الإدارة الكفوءة وعدم الانضباط والمجاملة هم أعمده يقف عليها الفساد وبكل قوة . بل وينخر في كيان الدولة ومن ثم المجتمع .ان وجود تلك الصور من الفساد ومحاربتها هو من مسئولية الدولة والنظام . لكن هناك صور فساد مؤلمة أيضا في الجانب الأخر تثبت لنا ان بعض فئات الشعب قد تجرد من الامانة وتعاليم الدين الإسلامي وأصبح حاميا للفساد وصانعا له وصانعا وحاميا للبلطجة والفوضى والسرقة فهل نتهم الحكومات في تلك الصور أيضا وهي بريئة من ذلك !؟ واليكم ما تناقلته الأخبار عن حال الامتحانات النهائية والتي ستخرج لنا أجيال نحلم أنها ستكمل مسيرة التغيير والتنمية والإصلاح فإذا بهم وبأولياء أمورهم يعيدوننا إلى الخلف أكثر وأكثر مما نعانيه ألان ويا للعجب ! يقول الخبر .ان هناك شابا يملي طلاب الثانوية امتحان العربي بالموبايل من داخل باص في تعز التي نسميها العاصمة الثقافية !وهناك اقتحام وإطلاق نار في عمران وريمة قام به مسئول نافذ يرافقه أربعة مسلحون لساحة المركز الامتحاني بمدرسة الصديق (منطقة عصر) وحتى يوم الثلاثاء حدثت ( 14) حالة اعتداء بينها (4) في تعز و(3) في ذمار وحالتان في لحج وحالة واحدة في كل من البيضاء والحديدة وعمران والضالع وريمة ، وفي تعز أيضا المحافظة الثقافية وجدوا طلاب ثانوية( 26 سبتمبر) يؤدون الامتحانات على الأرض، فيما مخازن المدرسة تمتلئ بالمقاعد الدراسية.أي شعب هذا الذي يفعل كل ذلك ! أي معلمين هؤلاء الذين تجردوا من قيم الأمانة والتفاني وأصبحوا مشاركين ومساهمين في التخريب والفساد .أي تربية يوصلها لأبنائنا هؤلاء الذين على عاتقهم نشر التربية والتعليم !والغريب أننا غدا سنراهم في مسيرة تندد بالفساد وهم الذين ساهموا في نشره ! شيء عجيب . منطق مقلوب .ان استعمال أجهزة الموبايل للغش موجودة في أكثر من بلد ولكن البلطجة واستعمال النفوذ والتجمهر صور نكاد نتميز بها نحن فقط في اليمن .إنني اعطف على وزارة التربيه والتعليم كونها تجهز لكل ذلك طوال السنة وتقوم بحماية صناديق الأسئلة والإجابات وحماية كل ذلك بنحو اثني عشر ألف جندي وكأننا داخلون حربا وليس تقييم مستوى دراسي لعام دراسي مضى . وآخر الأخبار يقول سقوط سور ( بالصد فة آو مخطط له لانعلم) في مدرسة ثانوية في صنعاء العاصمة وقت الامتحانات فيتهافت المتجمهرون وأولياء الطلبة حول الفصل لتغشيش الطلبة . أي آباء هؤلاء وأي طلبة للمستقبل هؤلاء !؟لماذا لانسمع عن هذه الغرائب في دول أخرى ! فالصور هذه تكاد تكون لدينا فقطتبدأ الاختبارات عندهم وتنتهي وكأنهم لم ينهوا العام الدراسي كل الأمور تسير لديهم بغاية السلاسة. بل لن تجد أمام المدرسة وقت الاختبارات لا دورية أمنية ولا أولياء أمور مثلما هو في بعض مناطق اليمن وليس جميعها والحق يقال .أرجو ألايستغرب أحد غدا إن صدر قرار من الدول الأخرى بعدم الاعتراف بشهادة الثانوية العامة في اليمن لكثرة وغرابة أساليب التغشيش والتزوير، والمؤلم أن الأخبار أغلبها من محافظة تعز والتهاون يأتي مجمله من سلك التدريس .. فأين الضمائر والخوف من الله!؟ أم أن القلوب والعقول تجمدت وتبلدت بحجة ضعف المرتب والمغريات ، فماذا عساهم يقولون لو عرفوا أن مايحصلون عليه أكثر بكثير مما يحصل عليه قرينهم في دول أكبر من اليمن كالهند ومصر!هؤلاء هم مؤسسو الفساد والفوضى والبلطجة . ويريدون لأبنائهم أن يحصلوا على الشهادة بكل الطرق الفوضوية . ويريدون لأبنائهم بعد ذلك أن يوظفوا ويكونوا مسئولين ، فماذا سيجني الشعب من هؤلاء الفاشلين والفوضوية !؟هذه صور البلطجة والتخلف والتي لا تنحصر على منطقه هنا آو هناك تدعو وزارة التربية والتعليم إلى استخلاص صور أخرى لأداء الامتحانات غير هذه الصور النمطية كالاختبارات الشهرية والمعدل التراكمي لمراحل الثانوية في السنوات الأربع لتصبح بعد ذلك الاختبارات النهائية فقط لتحصيل بضع درجات وما إلى ذلك من طرق مادام لدينا فاسدون ومفسدون من الشعب يسعون للفساد ويحمونه ويتهمون الدولة بالفساد وهم الذين يصنعونه في عقول الجيل القادم.[c1][email protected] [/c]
الفساد الحكومي والفساد الشعبي عملة واحدة !
أخبار متعلقة