
استوقفتني بعد صلاة الجمعة صرخات امرأة من أحد البيوت المجاورة، وهي تصرخ وتبكي وتقول: أنا لست من الشارع، أنا لدي بيت أهل يعزني، ولكن صابرة عليك من أجل أطفالي.. كلمات تدمي القلب.
هذه ليست الحالة الأولى، ولن تكون الأخيرة.. فهناك الكثير من النساء دفعن حياتهن ثمنًا لعنف أزواجهن.
خدمة الزوج واجب أم إحسان؟
في الإسلام، المرأة “الزوجة” هي شريكة حياة وليست خادمة أو موظفة منزلية، وما تقوم به من طهي ورعاية وتنظيف ليس فرضا شرعيا عليها، بل هو من باب المعروف والإحسان منها الذي يفترض على الزوج أن يُقابله بالمثل، بأن يرفق بها ويحسن إليها، لا أن يعنفها ويسيء إليها. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم، واستوصوا بالنساء خيرًا”.
هذه الوصية النبوية تحدد معنى الرجولة الحقيقية التي ليست بالقوة الجسدية ولا بالصوت العالي، بل بالأخلاق والمعاملة الطيبة والصبر والعدل. فأي رجل يستقوي على امرأة ضعيفة منكسرة لا يستحق أن يُقال عنه “رجل”.. فالرجولة الحقيقية موقف ومسؤولية، عدل ورحمة، حماية وصون، وأن يكون الرجل سندًا وحماية للمرأة لا مصدرا للخوف والعنف والإساءة. هذا هو الامتحان الحقيقي لكل رجل.
كلمة أخيرة..
إلى كل امرأة تُعنف وتُهان: صبرك عظيم، لكن لا تسمحي أن يتحول صبرك إلى قبر لأحلامك وكرامتك. وإلى كل رجل: قبل أن تكون ذكرا، كُن رجلا بحق، كريما، راعيا لأهلك، لا جلادًا لهم.