تحدثنا في مقال سابق كان بعنوان “عدن بين الأمل والألم” أنه مهما اشتدت المعاناة وتفاقمت الآلام إلا أن بصيص الأمل لايزال موجودا إن صدقت النوايا وأدركت العقول مدى فظاعة ما آلت إليه الأوضاع.
ومما يثلج الصدر رؤية مساعي رئيس الوزراء بالسير بالإصلاحات الاقتصادية للبلاد، ونأمل أن يكون هناك تكاتف من الجميع للالتفاف نحو المعالجات والإصلاحات العامة بمحاربة منابع الفساد للنهوض بالوطن الذي سيبقى شامخاً يروي تاريخه أسماء من تركوا بصمات الشرف والنزاهة من أجل استقرار الوطن الذي سيخلد ذكراهم بأنهم أسهموا في تلك الإصلاحات، فمهما شاخ الوطن لكنه لا يموت.
عودة حميدة
من الجميل أن نلاحظ الفرحة وهي ترتسم على وجوه التلاميذ بعودتهم إلى مقاعد العلم، والأجمل من هذا عودة شريان الحياة تدريجياً إلى عدن التي طالما انتظرت كثيراً دوي أجراس مدارسها وهي تعلو بأصواتها لتنفض الغبار، معلنة انتهاء أعوام الجهل والتجهيل لأجيال المستقبل الذين حرموا من حقهم في التعليم، بينما أقرانهم في المدارس الخاصة يتمتعون بذلك. ولكن ما نرجوه من الحكومة الالتزام باستمرار سير العملية التعليمية والتربوية، وذلك بضمان إعطاء المعلم حقوقه المشروعة لتفادي إيقاف التعليم في المدارس الحكومية، وكذلك لا ننسى دور الجهات المختصة في ضبط المخالفين من أصحاب المدارس الخاصة لعدم التزامهم بالتسعيرة المعتمدة من قبل وزارة التربية والتي أقرتها بما يتناسب مع المتغيرات الاقتصادية للبلاد.
دور رقابي
في ظل تراجع العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني الكثير منا استبشر خيرا بهذا التراجع، إلا أننا لم نلحظ أي تتغير كبير في الأسعار، فأغلب التجار الجشع أعمى قلوبهم. لذا ينبغي تفعيل الرقابة الدورية من الجهات المعنية والنزول لجميع المديريات لضبط المخالفين وعدم التساهل مع أي مخالف ومتلاعب، وهذا يكمن في النزاهة والحزم في العمل وعدم التستر عليهم. فإذا أردتم إصلاح الأمر عليكم بمحاسبة النفس أولا فالجميع مسؤول عن هذا الوطن، ومسؤولية الحكومة العمل جاهدة لخدمة أبنائه، وعليها السعي إلى تحقيق ذلك وكذلك كل فرد في المجتمع مسؤول مسؤولية كبيرة عما يدور حوله، وأخص بالذكر التجار وملاك محلات الصرافة عليهم أن يتقوا الله في الشعب ويحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا.. فأن تموت في خدمة ونهضة وطنك خير لك من أن تكون خائنا له.