صباح الخير
تؤثر الاضطرابات الأسرية بين الوالدين على النمو النفسي والعصبي للأبناء من خلال تلك المشاجرات والمشاحنات والظروف غير المستقرة بين الأبوين، مما قد ينعكس على تربية الأطفال في المنزل.فعدم توفر الاستقرار العائلي بين الزوجين يؤدي إلى انقسام الأسرة داخل المنزل الواحد إلى فريقين احدهما نصير للام والآخر للأب وتتبعه الكثير من الاستفزازات بين الأم والأب عند اشتداد التوتر فيما بينهما ،وبعض الأبناء يكتسبون سلوكيات مغايرة لصفاتهم الطفولية البريئة وتبرز عليهم بعض المظاهر السيئة ممثلة بالعنف والمقالب والمكائد مع بعضهم والغلبة للحلقة الأقوى .هذا ما نلاحظه في أيامنا هذه من ظواهر كارثية تحكيها الأسرة نفسها دون تفكير ولا تدبر بالعواقب المترتبة على هذا السلوك المتعنت بين ربي الأسرة وبالأخير ضحيتها هم الأطفال وينعكس عليهم ذلك بشكل سلبي عند الكبر.وظاهرة الطلاق هي القشة التي تقصم ظهر الأسرة .تستمر المعاناة أطفال ينشؤون برفقة الغضب والكراهية والعقد والأمراض النفسية والتي وصمت عليهم منذ نعومة أظفارهم ونقاء أفكارهم البريئة إنها لجريمة يتحملها الوالدان ،ويعانيها الأبناء بل ويتوارثونها نقلا بالحرف الواحد عبر الأجيال. كوصمة أو لعنة ملتصقة بهم دون ذنب ارتكبوه سوى أنهم عاشوا المعاناة بحذافيرها وهكذا هم لا يستطيعون التخلي عن أوزارها سوى أنهم تربوا وخاضوا الشقاء بدلا من عيشة الصفاء والرخاء الطبيعي التي يتمنى كل طفل تجربتها وبصدق وبصورة طبيعية بعيدة عن المشاكل والتطرف الأسري والعنف بكافة أشكاله .وهناك نوعية من الأهل ذوي المشكلات الزوجية الحادة يلجؤون إلى استخدام متكرر للعقوبات الجسدية للأبناء ،ونادرا ما يعتمدون الحوار المنطقي في إستراتيجيتهم التربوية مع الأبناء ،وكثيرا ما تؤدي العلاقات الزوجية المتوترة إلىاضطراب السلوك لدى المراهقين، ؛وقد لوحظ أن هناك علاقة بين اضطرابات الطفولة وبعض خصائص الحياة الأسرية ؛كعدم التفاهم بين الزوجين أو أنفصالهما،وبالتالي قد يسبب ذلك رفض احدهما للأبناء.
ويرى بعض علماء النفس أن من أهم العوامل التي تؤثر على التكوين النفسي والعصبي للطفل؛هو الجو الأسري فإن كان الجو مليئا بالمحبة والعطف والهدوء والعلاقات المستقرة كان الطفل مطمئنا على نفسه وقوته واثقا بنفسه وبمن حوله ،أما الاضطراب الأسري والمشاجرات بين الوالدين ؛فإنها تؤدي إلى فقدان الطفل ثقته بنفسه نتيجة لفقدان الاطمئنان في أسرته ،وتشير دراسة علمية حديثة إلى أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة متوترة يكونون غالبا منخفضي الذكاء.وقد تبين علميا أن اتفاق الوالدين ووحدتهما في الفكر؛يؤثر إيجابا في مستقبل الأبناء ؛لذا فإن من الخطأ إظهار الأبوين أي مظهر من مظاهر الخلاف أمام الأبناء؛بل عليهم أن يسعدوا الأطفال بإظهار الحب والاهتمام المتبادل.ومن جهة أخرى فإن وحدة الفكر لدى الوالدين تؤثر في طريقة تربية الأبناء،والتنسيق بينهما بهذا الشأن ؛فإذا اصدر أحدهما أمرا فعلى الآخر ألا يناقضه،بل يجب أن تكون الأوامر مدروسة بينهما سلفا،حتى يشعر الأطفال بان الأبوين ينهجان سياسة تربوية واحدة.
