متهم بتهديد أمن البلاد و تجنيد شباب للقتال في العراق
صورة ارشيفية للجماعات الارهابية الجزائرية المتطرفة
الجزائر / متابعات :أجلت محكمة الجنايات بالجزائر النظر في واحدة من أهم قضايا المتهمين بالإرهاب إلى غاية العاشر من أبريل/نيسان المقبل، ويتعلق الأمر بالمصري ياسر سالم محمد 45 سنة ، الذي تتهمه السلطات الجزائرية بتهم المساس بأمن الدولة و إنشاء جماعة إرهابية مسلحة فوق التراب الجزائري وتمويلها وكذا تهمة تجنيد مئات الشباب الجزائري للجهاد في العراق في الفترة الممتدة ما بين 2003 و 2004، إلى جانب شريكين آخرين هما حاج نعاس محمد 26 سنة، ولحمر عواد 44 سنة متهمين بالانتماء إلى جماعة إرهابية.و يأتي هذا التأجيل في الوقت الذي أصدرت محكمة الجنايات الخميس 15 /3/ 2007 أحكاما بالسجن تتراوح ما بين 3 و5 سنوات ضد ثلاثة أشخاص آخرين متهمين بالانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بداخل الجزائر وخارجها، وهي الجماعة التي أنشأها المصري ياسر سالم بحسب ما جاء في ملف الاتهام.تفيد المعلومات حسبما ذكر موقع "العربية نت" عن المواطن المصري ياسر سالم محمد أنه من مواليد عام 1962 بالإسكندرية و ملفه القضائي قبل هذه القضية كان نظيفا، و قد دخل التراب الجزائري عام 1993 قادما من ليبيا، ثم فضل الاستقرار مبدئيا بولاية سطيف 300 كلم شرق العاصمة الجزائر التي يوجد بها سوق الجملة المعروف باسم بــ " سوق تاجنانت"، ثم بدأ ينشط في مجال التصدير و الاستيراد و هي الفترة التي كانت فيها البلاد تعيش إرهاصات الأزمة الأمنية.ومن المعروف أن سوق "تاجنانت" الشهير يقع في منطقة قريبة من جبال البابور التي كانت معقلا للجماعات المسلحة في الشرق الجزائري في تلك الفترة، و قد تأثر ياسر آنذاك بأفكار الجماعات الإسلامية التي كانت في أوج نشاطها وكانت تدعو إلى إقامة الدولة الإسلامية في الجزائر، و مع مرور الوقت توسع عمل ياسر إلى ميدان استيراد المستلزمات الطبية الخاصة بالجراحة، الأمر الذي مكنه من جمع ثروة مالية جيدة جعلته يربط شبكة علاقات متشعبة بين الجزائريين وحتى خارج الجزائر وخصوصا في سوريا، و ياسر معروف في الجزائر بتقديم المساعدات المالية لكل من يقصده خاصة من الإسلاميين الذي كان بالنسبة لهم بمثابة "بنك متنقل". ومن المهم الإشارة إلى أن ياسر سالم حصل على الجنسية الجزائرية أيضا بموجب القوانين المعمول بها و التي تمنح حق التجنس عبر عدة حالات ومنها أن يكون الطالب متزوجا بجزائرية و مقيما بالبلد مدة لا تقل عن 7 سنوات، وفي حالة المتهم ياسر فقد كشف التحقيق الاجتماعي الذي قامت به السلطات المختصة أنه متزوج ثلاث مرات من جزائريات و هو أب لأربعة أولاد و يقيم بالجزائر منذ 1993.و بخصوص شخصية المصري ياسر سالم، كشفت مصادر نقلا عن زوجته ، وهي الزوجة الأولى التي أنجب منها ابنه جهاد، قولها إن زوجها ياسر قال لها أن "أشخاصا كثيرين كانوا يقصدون المنزل طلبا للمساعدة لكنها لم تكن تعرف من هم هؤلاء"، وقالت مصادر ان ياسر سالم وجد في تعدد الزوجات حلا مثاليا ليتقي شر الشبهات خصوصا و أنه أقام في الجزائر في عز الأزمة الأمنية، و لهذا لجأ إلى الزواج من أم جهاد في المقام الأول و هي التي عاشت معه في مدينة تاجنانت حيث كان يدير تجارته، قبل أن يقدم على الزواج من جزائرية ثانية من العاصمة ثم يقرر الزواج للمرة الثالثة.وبشأن تهمة تجنيد الشباب الجزائري ، أوضحت مصادر أن ياسر لم يجند الشباب و إنما كان يقوم بتمويلهم فقط، و هو الكلام نفسه الذي ظل يردده دفاعه الممثل في المحامية بومرداسي و المحامي بوحنة.و قد تم توقيف سالم بتاريخ 15-2-2006 حيث كان رفقة المتهمين حاج نعاس محمد و لحمر عواد بمنطقة باب الزوار شرق العاصمة، اللذين كانا محل بحث من طرف مصالح الأمن لضلوعهما في أعمال إرهابية ضد عناصر من الجيش الجزائري في غرب البلاد، وكانا ينشطان ضمن جماعة مسلحة تعرف باسم " حماة الدعوة السلفية".و قد عثرت مصالح الأمن عند تفتيش سيارة المصري ياسر سالم يومها على سلاح ناري و ذخيرة و قنبلة يدوية ملك للمتهم لحمر عواد، وهو الدليل الذي استندت به السلطات الجزائرية لتأكيد تهمة وجود علاقة بين المواطن المصري و عناصر الجماعات الإرهابية في الجزائر، و قد تم إيداع المتهم و رفيقيه مباشرة بسجن سركاجي الشهير.و حسب قرار الاتهام الصادر بتاريخ 20-6-2006 في حق أبو جهاد و رفيقيه، فإن المصري ياسر سالم قد تعرف على "الإرهابي" حاج نعاس محمد بعد توصية من شخص له علاقة مع الجماعات المسلحة، فقصده إلى مقر إقامته بباب الزوار و هو يعاني من جرح في إحدى رجليه نتيجة إصابته بشظية مروحية تعرض لها حاج نعاس في مواجهة مع قوات الجيش في جبال ولاية غليزان، و قد تكفل أبوجهاد بتوفير العلاج و دفع التكاليف التي بلغت حوالي 200 دولار، كما وفر له إقامة لمدة أزيد من 10 أيام في بيته هي مدة العلاج، و أعطاه بطاقة هوية مزورة تسهل عليه التنقل في العاصمة.و في ما يخص المتهم الثاني لحمر عواد الذي التحق بالعمل المسلح عام 1993 حسب ما جاء في ملف الاتهام دائما، فإن علاقته بالمصري أبوجهاد بدأت عندما أرسل المدعو سليم أبوجعفر الأفغاني أمير تنظيم "حماة الدعوة السلفية"، مبعوثه عواد إلى ياسر سالم برسالة يخبره فيها بحاجة الجماعة المسلحة لبعض الأموال، وهذا ما جاء على لسان عواد في اعترافاته لمصالح الأمن.و حتى ياسر سالم نفسه اعترف أثناء التحقيق معه بأنه على علاقة ببعض عناصر الجماعات المسلحة في الجزائر و اعترف أيضا أنه اشترى مواد غذائية لفائدة جماعة مسلحة بطلب من المتهم حاج نعاس محمد.أما التهمة الثانية التي يتابع فيها أبوجهاد فهي تتعلق بتجنيد مئات الشباب الجزائري للجهاد في العراق، وقدرت صحف جزائرية عددهم بأنه يصل إلى 300 شاب لكن حسيبة بومرداسي محامية أبوجهاد ترى أن عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، و بالعودة إلى ملف الاتهام القضائي فقد اعترف ياسر سالم المكنى بــ" أبوجهاد" بأنه ساعد بعض الشباب الجزائريين عبروا له عن رغبتهم في الجهاد في العراق، كحالة الشاب مراد الذي التقاه في مارس 2003 بأحد مساجد ولاية بجاية بمنطقة القبائل و أعطاه مبلغ 100 دولار ثم اشترى له تذكرة سفر إلى سوريا.وهذا الأخير الذي قدم له أيضا شابا آخر يدعى كمال وقد حصل كذلك على مبلغ 100 دولار وتذكرة سفر، و تفيد اعترافات المتهم ياسر أن الشاب كمال تمكن من دخول العراق، بينما قفل مراد راجعا إلى الجزائر ليعاود الكرة في شهر أبريل من عام 2004 رفقة شاب اسمه لمين و في هذه المرة أخذ الشابان مبلغ 200 دولار أخرى بالإضافة إلى تذكرتي سفر.لكن السلطات الجزائرية تقول إنها تملك أدلة على أن المصري ياسر سالم يشرف على شبكة كبيرة تمتد من الجزائر نحو العراق عبر سوريا، قامت بتجنيد المئات من الشباب الجزائري الراغب في الجهاد في العراق وأن أبو جهاد انتقل أكثر من مرة إلى سوريا لتنسيق العملية، ومن جهته اعترف أبوجهاد في محاضر التحقيق أنه سعى للحصول على جوازات سفر و بطاقات هوية مزورة لاستعمالها من طرف الراغبين في الالتحاق بجبهات القتال في العراق. و من بين المعلومات التي كشف عنها التحقيق مع ياسر سالم ، هو أنه قدم فعلا 400 دولار كمصاريف تنقل أحد الأشخاص الذي عبر عن رغبته طواعية في القيام بتفجيرات في تونس.ووقع الاختيار على مدرسة الدعوة اليهودية في الدول الإسلامية الكائن مقرها بتونس، ولكن المعلومات المتوفرة لا تقدم تفاصيل أخرى تخص مصير هذه العملية و تكتفي فقط بالإشارة إلى "استحسان" أبوجهاد للفكرة التي عرضها عليه هذا الشاب، فأعطاه 400 دولار للسفر إلى تونس لالتقاط صور لهذه المدرسة.