فضيحة تذاكر كأس العالم الى الواجهة مرة أخرى
كشفت صحيفة " الديلي ميل " البريطانية عن أبعاد جديدة وخطيرة في فضيحة بيع تذاكر مباريات بطولة كأس العالم الأخيرة " ألمانيا 2006 " في السوق السوداء بواسطة أعضاء في الفيفا ، و قد حصلت الصحيفة على تقارير و وثائق سرية تكشف أبعاداً أكثر خطورة في القضية التي اعتبرها البعض من أكبر فضائح الفيفا طوال تاريخه ، بل هي أكثر البقع سواداً في ثوب الفيفا الذي يفترض أن يكون ناصعاً انطلاقاً من كونه المؤسسة الرياضية الأكبر و الأهم في العالم ، كما أن الفيفا هو المؤسسة المنوط بها مد جسور التواصل بين كل دول العالم من خلال الرياضة ، حيث أن الدول الأعضاء في الفيفا يفوقون أعضاء منظمة الأمم المتحدة و يعد " جوزيف بلاتر " رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم هو رئيس أكبر تجمع عالمي على الاطلاق ، و يتمتع بشهرة و نفوذ أكثر من"كوفي أنان" الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ، و ذلك بفضل شعبية و سطوة جماهيرية كرة القدم حول العالم .و نظراً لكل الاعتبارات السابقة فإن الفيفا يواجه مأزقاً كبيراً في تلك الاتهامات التي تطال الجميع و هي اتهامات أصبح لها ما يثبتها بالوثائق و المستندات و الوقائع التي لا تقبل التشكيك ، حيث أثبتت تلك التقارير و التحقيقات أن - نائب رئيس الاتحاد الدولي - " جاك وارنر " و الذي يمثل منطقة أمريكا الوسطى و الشمالية " الكونكاكاف " في الفيفا و هو من أصول تعود الى "ترينداد و توباجو"، أثبتت التقارير تورطه في تلك الفضيحة وقيامه ببيع حوالي 5400 تذكرة في السوق السوداء قبل بطولة كأس العالم و أثنائها ، و من ضمن تلك التذاكر قام ببيع حوالي 900 تذكرة للجمهور الانجليزي ، و قد تحصل " وارنر " على مكاسب و أرباح صافية من جراء هذا التلاعب فاقت حاجز النصف مليون جنيه استرليني ( حوالي 925 ألف دولار ) كما أن " وارنر " قد تعاون مع نجله " دارين " الذي يمتلك شركة سياحية في ترويج تلك التذاكر في العديد من الدول ، و كذلك استغل منصبه في الفيفا في التربح المالي بطرق أخرى بخلاف الحصول على التذاكر بأسعار مخفضة و بيعها في السوق السوداء ، مثل حجوزات الفنادق أثناء كأس العالم في ألمانيا بالتعاون مع شركة نجله ، و غيرها من الأساليب التي تربح منها مستفيداً مع كونه نائب رئيس المؤسسة الرياصية الأولى في العالم - الفيفا - . و رغم أن كل التحقيقات والتقاريرموجودة في " الفيفا " إلا أن السؤال المطروح هو لماذا لم تتم إدانة " وارنر " مثل ما تم مع اسماعيل بانجي - عضو اللجنة التنفيذية للفيفا - و الذي تمت ادانته ببيع حفنة من التذاكر لا يمكن مقارنتها بآلاف التذاكر التي تورط " وارنر " في بيعها في السوق السوداء ، و تم على الفور ادانة" بانجي " و إجباره على مغادرة الأراضي الألمانية أثناء بطولة كأس العالم باعتباره شخص غير مرغوب في وجوده من جانب الفيفا ، و بالفعل غادر إلى بتسوانا بلده الأفريقي الذي يحمل جنسيته ، و من هنا طرحت صحيفة " الديلي ميل " هذا التساؤل الذي يبدوا منطقياً ، فكيف لا تتم إدانة الرجل الذي حقق مكاسب طائلة من متاجرته بموقعه في الفيفا ، و أثبتت التحقيقات أنه متورط بشكل لا يقبل الشك ، كما أنه سبق اتهامه بربح 350 ألف دولار على خلفية فضائح تذاكر مشابهة في كأس العالم 2002 في كوريا و اليابان . و لكن ربما يكون السبب في ذلك هو رغبة " بلاتر" في الاحتفاظ بحوالي 35 صوتاً في انتخابات الفيفا يضمنها له " جاك وارنر " ، و قد يكون هناك انتشار للفساد أكثر مما يتصور الجميع أصبح ينخر في عظام المؤسسة الرياضية الأهم و الأكبر على مستوى العالم ، تلك المؤسسة التي قد لا يصدقها أحد فيما بعد حينما ترفع شعار " اللعب النظيف " Fair Play . لأن اللعب أصبح بالفعل غير نظيف .!!!!!!!؟؟؟