واشنطن / متابعات : أظهرت دراسة أميركية أجريت على الفئران أن وجود اختلافات بين الأفراد، من جهة قدرتهم على تحمل التوتر و مواجهته، قد ترتبط بوظائف الدماغ وتركيبته عند كل منهم.ويقول الباحثون إن الفئران تتشابه مع البشر فيما يتعلق باستجابتها للتوتر، فبعضها يتأقلم بشكل جيد مع الضغوط، في حين يعاني آخرون من الاكتئاب جراء ذلك. وأجرى فريق ضم باحثين من جامعة (ساوث ويسترن)، يعاونهم مختصون من جامعتي (هارفرد)و(كورنيل) في الولايات المتحدة الأميركية، دراسة تضمنت إجراء توالد بين مجموعة من الفئران، لتعطي الأخيرة أفراداً تطابقت فيما بينها تركيبة المادة الوراثية التي يمتلكونها، ومن ثم تم تعريضهم للتوتر بجعلهم يختلطون مع عدد من الفئران الكبيرة.وبحسب الدراسة، فقد كان هناك فروق بين الفئران من جهة تعاملها مع الضغوط التي تعرضت لها - وهو وجود الفئران الكبيرة الحجم-، وذلك على الرغم من التطابق الحاصل في المادة الوراثية التي تحملها، حيث تأثر بعضهم بتلك الضغوط، فانعكس ذلك على قدرتهم على التواصل اجتماعياً مع بقية أفراد المجموعة، في حين أبدت الفئران الأخرى مرونة أفضل في التعامل مع هذا الأمر. وتشير نتائج الدراسة إلى أن قدرة الفأر على التأقلم مع الضغوط التي قد يتعرض لها ارتبطت بالكيفية التي تتواصل من خلالها الخلايا الدماغية فيما بينها، لذا يعتقد الباحثون بأن فهم الآلية التي يتم بواسطتها هذا التواصل، قد يساعد على تطوير طرق جديدة تسهم في تحسين قدرة الفرد على تحمل التوتر ومواجهته بمرونة أكبر.وطبقاً للنتائج فقد تبين لدى فحص منطقتين من الدماغ عند تلك القوارض، بأن الفئران المتأثرة أظهرت زيادة في سرعة انتقال السيالات العصبية بين العصبونات، لينتج عن ذلك زيادة في إفراز هرمون "بي دي ان اف" ، والذي تم الكشف سابقاً عن ارتباطه بضعف قدرة الفرد على التأقلم. كما قام الباحثون بتعطيل المورثات المسؤولة عن هرمون "بي دي ان اف" عند الفئران التي عانت من التوتر والاكتئاب، ليظهر أنها أصبحت تملك مرونة أكبر تجاه الضغوط التي تعرضت لها. من جانب آخر أشارت الدراسة إلى وجود اختلاف في حالة بعض المورثات التي امتلكتها الفئران «ذات المرونة»، حيث تم تنشيط عدد منها وتثبيط بعضها الآخر؛ فمثلاً تبين وجود اختلافات بين أفراد المجموعتين فيما يختص بحالة ثلاثة من المورثات، والتي كانت مسؤولة عن قنوات البوتاسيوم في تلك الأجزاء من الدماغ، إذ أظهرت تلك القنوات نشاطاً أكبر عند الأفراد الذين تحملوا التوتر، ما أدى إلى التقليل من إفراز هرمون (بي دي ان اف) لديهم.وينوه الباحثون بأهمية نتائج الدراسة، فهي قد تساعد على تطوير مركبات تحسن من قدرة الفرد على التأقلم مع التوتر المزمن، والذي يحتمل أن يؤدي إلى إصابته بالاكتئاب، ليتسبب ذلك بـتأثر صحته النفسية بشكل سلبي.
هل للتوتر أسباب هرمونية وراثية؟
أخبار متعلقة