ناجويا / سبأأكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ضرورة دعم و اعتماد الخطة الإستراتيجية الجديدة 2020-2011 لاتفاقية دعم التنوع الحيوي وبروتوكولها.. لافتا إلى أنه لن يتحقق أي نجاح لتنفيذ الإستراتيجية إلا بتوافر المـوارد المـالية اللازمة للوفاء بتعهدات تنفيذها، وكذا الضرورة الملحة و العاجلة لنقل التكنولوجيا وبناء القدرات لإنجاح تلك الخطط.جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء نيابة عن مجموعة دول الـ 77 والصين التي ترأسها اليمن أمام المؤتمر الدولي العاشر رفيع المستوى للدول الأطراف في اتفاقية التنوع الحيوي الذي بدأ أعماله أمس بمدينة ناجويا اليابانية.وقال الدكتور مجور” يسعدني أن أتحدث إليكم نيابة عن مجموعة دول الـ (77) والصين، وممثلاً لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الذي حملني نقل تحياته الحارة لجميع الوفود المشاركة في الاجتماع وتمنياته لاجتماعنا كل التوفيق والنجاح”.وجدد رئيس الوزراء التأكيد على التزام اليمن كعضو في مجموعة دول السبعة والسبعين والصين بدورها المحوري في مناصرة قضايا التنوع الحيوي ودعم الاتفاقية.
خلال المؤتمر الدولي
وقال” ذلك ما عبر عنه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية اليمنية من خلال مقاله المنشور في مجلة ساتوياما، وأقتبس منه النص التالي: “كون الجمهورية اليمنية ترأس مجموعة الـ77 والصين للعام 2010 وهو يصادف العام الدولي للتنوع الحيوي وهذه مناسبة نفخر بها و تدفعنا نحو بذل جهدٍ مضاعف كالتزام أخلاقي وأدبي نحو الاتفاقية الدولية للتنوع الحيوي وغيرها من الاتفاقيات التي نعول عليها كثيراًً فسوف نواصل جهودنا في لعب دورٍ محوريٍ كرئيس لمجموعة السبعة والسبعين والصين للوفاء بالتزاماتنا نحو المجموعة و نحو المجتمع الدولي“.وأشار الدكتور مجور إلى الاجـتماع السنوي الرابع والثلاثين لوزراء خارجية مجموعة دول الـ 77 والصين الذي عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الماضي وأكد أهمية الخطة الإستراتيجية لاتفاقية التنوع الحيوي، وهو ما عكسه البيان الـوزاري الذي أشير فيه إلى الحاجة الملحة لتحقيق الأهـداف الثلاثة للاتفاقية للحد من فقدان عناصر التنوع الحيوي، حيث مثلت الخطة الأولى التي تنتهي بحلول عام 2010 عاملا مهما ودافعا حقيقيا لمواصلة الجهود.وقال” كما رحب البيان بقرار مؤتمـر الأطـراف الذي دعا إلى عقد فعالية خاصة رفيعة المستوى للاحتفال بالسنة الدولية للتنوع البيولوجي بالتزامن مع الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة”. وأكد رئيس الوزراء أن حماية التنوع البيولوجي هي حماية لمعيشة الفقراء وللأجيال المقبلة، وذلك لاعتماد الفقراء على الموارد الطبيعية في معيشتهم بشكل أساسي.. منوها بما يمثله التنوع البيولوجي في الواقع من ثروة طبيعية للعالم وللدول والشعوب ومستقبل أطفالـنا. وأضاف” لقـد تطرقت كلـمة الجمهورية اليمنية في بداية توليها رئاسة مجموعة الـ 77 والصين مطلع العام الحالي الى أهمية الحفاظ على الـتنوع الحـيوي الذي يمثل أهمية كبرى بالنسبة للبلدان الـنامية لاعتمادها على الموارد الطبيعية في تلبية حاجياتها من الغذاء وغيرها من الخدمات كما تعتمد اقتصادياتها أساسا على المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية والسمكية”.ولفت مجور الى ان تدهور التنوع الحيوي يزداد بمعدلات عـالية وغير مسبوقة، ما يعني ان الوقت قد حان الآن للعمل بوتيرة عالية، فالإصدار الثالث للتوقعات العـالمـية للتنوع الحيوي حذر من حـدوث خسائر فادحة لعناصر التنوع الحيوي قبل نهاية هذا القرن ما قد يهدد باقتراب النظام الحيوي من نقطة اللا عودة والتي لا يمكن عندها إصلاح هذا التدهور.وقال” ومما يفاقم هذه المشكلة تـلك الآثار والتهديدات التي تتعرض لها مكونات التنوع الحيوي بنحو متسارع كالتغيرات المناخية ما قلل من فرص التنمية في الدول النامية وجعلها في وضع لم تكن السبب في حدوثه، لذلك فان شركاءنا في التنمية مسئولون عن تذليل الصعوبات التي تواجه أعمال التصدي لتلك الآثار”. وحث رئيس الوزراء على دعم اعتماد مشروع بروتوكول آيشي - ناغويا بشأن الحصول وتقاسم المنافع..وقال” وكما سمعنا للتو في الكلمة المصورة للأمين العام للأمم المتحدة، فان هذا البرتوكول يعد انجازا كبيرا للاتفاقية وسوف يكون أداة رئيسية لتحقيق الأهـداف الإنـمائية للألـفية وتنفيذ الخطة الإستراتيجية للعقد القادم”. وأضاف” نود التأكيد على أن العناصر الحاسمة في الخطـة الإستراتيجية الجـديدة هي وسائل التنفيذ والرصد وآلية التقييم والمتابعة، وهنا فأننا في المجموعة ندعو إلى عقد اجتماع رفيع المستوى خلال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة لقياس مدى التقدم المحرز في تنفيذ الخطة الإستراتيجية”.وأشار الدكتور مجور إلى ان الاجتماع رفيـع المستوى الذي عقد في 22 سبتمبر أثناء انعقاد الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة كان خطـوة مهمة في الطريق الصحيح، ولكن يجب أن تتبعها الكثير من الخـطوات منها المشاركة الكاملة لمـنظومة الأمم المتـحدة بما فيها الجمعية العامة والتي ستعمل على تعزيـز تنفيذ الخطـة الإستراتيجية الجديدة.وقال” في هذا الصدد ترحب مجموعة الـ (77) والصين بالتزام الأمين العام للأمم المتحدة الذي عبر عنه في رسالته المسجلة بشأن أهمية تعبئة موارد منظومة الأمم المتحدة لدعم الخطة الإستراتيجية الجديدة والمساعدة في تنفيذها من قبل كافة الفعاليات التابعة للأمم المتـحدة لدعم تنفيذ الإطار الاستراتيجي للتنوع الحيوي في العقد القادم .كما ان لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة- على وجه الخصوص، دورا متميزاً مناطاً به. كما ان هناك حاجة للدعم الكامل من قبل البرنامج لتوفير الدعم اللازم والكافي للاتفاقية والتعامل معها على أنها اتفاقية لتنمية التنوع الحيوي وليس الحفاظ عليه فقط”.وأكد رئيس الوزراء التزام مجموعة دول الـ (77 ) والصين التزاما كاملا بالقيام بدورها في تنفيذ الخطة الإستراتيجية الجديدة وهذا ما أكدناه في موقفنا الواضح من خلال الإعلان الذي أعتـمده وزراء خارجية دول السبعة والسبعين والصين الشهر الماضي في نيويورك.وقال” تـمثل الخـطة متعددة السنوات للتعاون بين دول جنوب جنوب بشأن التنوع البيولوجي والتنمية والتي أقرها اجتماع الدول المعنية هنا في ناجويا الأسبوع المـاضي دليلاً على التزامنا الجماعي والفردي. وفي هذا السياق، أود أن أعرب عن امتناننا للدكتور أحـمد دجغلاف الأمـين التنفيذي لاتفاقية التنوع الحيوي على تفاعله معنا وعلى الشراكة القائمة بين سـكرتارية الاتفاقية ومجموعتنا”. وأعرب رئيس الوزراء في ختام كلمته عن الامتنان والتقدير لحكومة وشعب اليابان الصديق على الحفاوة وحسن التنظيم للمؤتمر.. داعيا جميع الوفود المشاركة إلى الدعم والتعاون لإنجاح مؤتمر الأطراف العاشر لاتفاقية التنوع الحيوي، والعمل سويا الآن قبل فوات الأوان في تنمية التنوع الحيوي والحفاظ عليه لتأكيد حقنا في الحياة على هذا الكوكب.من جانبه تناول رئيس مجلس الوزراء الياباني ناوتو كان في كلمته الأخطار المتعددة التي تتعرض لها البيئة والتنوع البيولوجي جراء النشاط الإنساني على سطح الكوكب..مشيراً الى حالات الانقراض الجماعي والكثيف للعديد من الأحياء الحيوانية والنباتية .وحذر من الآثار السلبية المتنوعة على مستقبل الأجيال القادمة.وقال: ان التنوع الحيوي الذي لازال يتمتع به البشر حالياً مهدد”.. مؤكداً الحاجة الى تعزيز التعاون الوطني والدولي لمواجهة الانقراض البيولوجي ومخاطره .وطالب رئيس الوزراء الياباني الجميع بالمزيد من العمل من أجل تحديد الغايات المنشودة لمواصلة جهود حماية التنوع الحيوي ليس خلال العقد الراهن وإنما ما بعد عام 2020م.ودعا الى توحيد الجهود الدولية وتنظيمها في هذا المجال المهم والإسراع في التوقيع على بروتكول أتشي ناجويا، وإعادة استثمار المنافع في الموائل الطبيعية لحماية الأطر الأيكلوجية.وقال: “سنقوم بإطلاق مبادرة الحياة من أجل دعم الدول النامية في وضع خططها الوطنية لحماية التنوع البيولوجي برأسمال مليار ين ياباني”.. معرباً عن أمله في أن يمثل المؤتمر الدولي خطوة نحو الأمام لما فيه خدمة واقع ومستقبل كوكب الأرض.فيما لفت الأمين العام للأمم المتحدة في خطابه المسجل الى ارتباط مؤتمر ناجويا الحالي مع الجهد المبذول لتحقيق أهداف الألفية .. مبيناً أن التغير الناشئ في البيئة يتطلب تكثيف أنشطة المجتمع الدولي وفق رؤية جديدة، أكثر ديناميكية .. مشيراً الى أهمية دعم خطة إستراتيجية جديدة للعقد الحالي.. متطلعاً الى خروج المؤتمر بتوافق دولي بشأن بروتكول ينظم المسئوليات التكاملية بين شعوب العالم تجاه التنوع الحيوي.والقيت في حفل الافتتاح كلمات من قبل الرئيس الجابوني علي بن بونجو والأمين التنفيذي لإتفاقية التنوع الحيوي الدكتور أحمد دجغلاف، ومديرة المرفق العالمية للبيئة موندك باربو والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ورئيس مجموعة البنك الدولي روبرت زوليك ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة جوزيف داليل ووزير البيئة الياباني حذرت في مجملها من العواقب الوخيمة للتدهور المتسارع وغير المسبوق للموارد الطبيعية والتنوع الايكلوجي وآثارها المدمرة على مستقبل الأجيال للحياة على الأرض .. مشيرة في الوقت نفسه إلى الأضرار الحقيقية على الدول الفقيرة.وطالبت الكلمات بإعطاء الأولوية المستحقة لموضوع التنوع البيولوجي ضمن الخطط القطرية والدعم الدولي للدول النامية ..مؤكدة الترابط المتلازم بين التنمية والتنوع الحيوي. ودعت إلى العمل الجماعي من اجل تقليل الانبعاثات الغازية والحد من إزالة الغابات ومكافحة التصحر لما يمثله ذلك من أهمية في التوازن البيئي والتنوع البيولوجي.. لافتة إلى أن الحفاظ على هذا التنوع أصبح مطلبا اساسيا وليس نوعا من الرفاهية .ولفت الرئيس الجابوني إلى أن محاربة الفقر من أفضل الوسائل لحماية التنوع البيولوجي .. موضحا أن العالم على وشك الدخول في المرحلة الخامسة لانقراض الأنواع الذي يشمل قائمة كبيرة من الحيوانات والطيور والنباتات.فيما أشار الدكتور دجغلاف إلى التساؤلات التي خرجت بها قمة الأرض للأطفال حول مستقبل الاحفاد على الأرض .وقال إن تأجيل الإجراءات الخاصة بحماية التنوع الحيوي لم يعد امرا مقبولا ..مطالبا بإجراءات حاسمة لوقف التدهور الحاصل في هذا الجانب.رئيسة المرفق العالمي للبيئة لفتت بدورها إلى تعاظم الاهتمام والدعم الدولي بالجوانب البيئية المتجسد في زيادة حجم موارد المرفق العالمي إلى 34ر4 مليار دولار .. مبينة أن المرفق يعمل من خلال مجموعة من البرامج على حماية الانظمة الأيكلوجية خصوصاً في الدول الفقيرة..مؤكدة أنه وفي إطار الآلية الجديدة ستتمكن الدول من الحصول على موارد مباشرة من الصندوق للمساعدة في تحديد أولوياتها الوطنية في مجال البيئة وربطها بإستراتيجيتها الوطنية.فيما شدد المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة على ضرورة مساعدة الدول النامية على تجاوز التحديات البيولوجية ..مشيرا إلى الأهمية الكبيرة للتنوع الحيوي في مجتمعات هذه الدول واعتمادها الكبير على هذا الأمر لتوفير الغذاء وتحقيق الاستقرار المعيشي.. داعيا الى التوسع في العمل بالاقتصاديات الخضراء وتأكيد المشاركة الكاملة بين من لديه تدابير ووسائل الحماية ومن يفتقر الى هذه الوسائل لضمان إحراز التقدم المطلوب وتحقيق الأهداف التي ينشدها الجميع للحفاظ على التنوع الحيوي وتنميته.رئيس البنك الدولي روبرت زوليك اثنى من جهته على التقدم الذي تم احرازه في العديد من مناطق العالم من خلال إنشاء المحميات الطبيعية لحماية التنوع الحيوي البيئي .. موكدا ان البنك الدولي قدم تمويلات في مجال البيئة خلال السنوات الأخيرة تزيد على 6 مليارات دولار في أكثر من 120 دولة.وقال” نحن ندرك ان هذا المبلغ لا يكفي خصوصاً في ظل التدهور المتسارع للأوضاع البيئة والبيولوجية” .. مؤكدا ان البنك سيعمل من جانبه على زيادة حجم دعمه للخدمات الايكولوجية كالزراعة ومكافحة التصحر وحماية المناخ من الممارسات الخاطئة.بدوره دعا وزير البيئة الياباني الى حشد الموارد الدولية وعدم التوقف عن العمل في برامج حماية البيئة والتنوع البيولوجي. وقال (خلال أسبوعين والمشاركون في هذا المؤتمر يصيغون بروتكول من اجل مستقبل أولادنا على الأرض التي نعيش عليها).وأضاف “كل دقيقة نعيشها في المناقشات فان التنوع الحيوي يعيش في حالة تناقص وهناك انقراض للعديد من الأنواع الحية التي لا يمكن تعود او نراها مرة أخرى”.وطالب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعطاء المزيد من الاهتمام للتنوع الحيوي وإعطائه الأولوية على المستوى الدولي والقطري ..مبرزا حرص الدول الأعضاء في المؤتمر على اعتماد خطة إستراتيجية تغطي المتطلبات الحقيقية لحماية هذا التنوع .. مستعرضا النتائج التي خرج بها الاجتماع رفيع المستوى حول البيئة الذي عقد في سبتمبر الماضي في مدينة نيويورك الأمريكية.وسيناقش المؤتمر رفيع المستوى مجموعة من القضايا المتصلة بحاضر ومستقبل التنوع الحيوي بما في ذلك الخطط الإستراتيجية للعقد الحالي 2011 - 2020 ومتطلبات نجاحها، ومتطلباتها المادية والفنية بالتركيز على أهمية نقل التكنولوجيا والمعارف من الدول الغنية إلى الدول النامية لزيادة فرص نجاح العالم في حماية التنوع البيولوجي من المخاطر التي تهدد حاضره ومستقبله.ويضم وفد اليمن المشارك في المؤتمر كلا من وزير المياه والبيئة الدكتور عبد الرحمن فضل الإرياني ووزير الدولة مدير مكتب رئيس الوزراء عبد الرحمن طرموم وسفير اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله الصايدي وسفير اليمن في اليابان مروان عبد الوهاب نعمان ووكيل وزارة المياه والبيئة الدكتور حسين الجنيد ورئيس الهيئة العامة لحماية البيئة محمود شديوة.