روسيا تجري تجارب على صواريخ نووية وتقيم منظومة دفاعية جديدة
موسكو/عواصم/وكالات:حُمى التسلح تشتعل بين الولايات المتحدة وروسيا, فبعد الانسحاب الروسي من اتفاقية الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا, أطلقت موسكو أمس صاروخاً عابراً للقارات من غواصة نووية, كما كشف قائد القوات الجوية الروسية عن أن بلاده تخطط لإنشاء منظومة دفاعية جديدة للتصدي لأي هجوم تتعرض له من الجو أو الفضاء, فيما احتلت واشنطن المركز الأول في عدد الشركات المصنعة للأسلحة والمعدات العسكرية بالعالم في تصنيف مجلة "دينز" الأسبوعية.[c1]صاروخ روسي [/c]من جانبها أطلقت موسكو صاروخاً عابراً للقارات من غواصة ذرية في إطار خطة للتدريب القتالي في الوحدات البحرية الاستراتيجية, وتدخل تجربة الإطلاق ضمن تحرك واسع للقوات الروسية يهدف إلى رفع وتيرة الاستعداد القتالي واختبار أسلحة متطورة أدخلتها موسكو الخدمة الميدانية.وأعلنت القيادة العسكرية البحرية أن الغواصة الذرية الاستراتيجية "بيتروبافلوفسك كامتشاتكسي" نفذت عملية إطلاق ناجحة لصاروخ عابر للقارات من منطقة المحيط الهادي إلى منطقة تشيجا في شمال روسيا, وقال مساعد قائد القوات البحرية الروسية العقيد البحري إيجور ديجالو إن عملية الإطلاق جرت طبقا لخطة التدريب القتالي لأسطول المحيط الهادي الروسي.في غضون ذلك برر سلاح الجو الروسي أمس الجمعة مرور اثنتين من قاذفاته قرب قاعدة غوام الأميركية في المحيط الهادئ باتهامه الأميركيين بالقيام بخطوة مماثلة، مستعيدًا بذلك تقاليد عسكرية خلال الحرب الباردة. وحول رد فعل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على تحليق القاذفتين الروسيتين، قال المتحدث باسم سلاح الجو الروسي الكسندر دروبيشيفسكي "وعندما يحلق الأميركيون على طول حدودنا، ماذا نسمي ذلك؟". وفسر تحليق القاذفتين بأنه عودة إلى ممارسات العهد السوفياتي. وكان مسؤول في سلاح الجو الروسي الجنرال بافيل اندروسوف آثار دهشة المراقبين بإعلانه عن مرور قاذفتين استراتيجيتين من طراز "تي يو-95" قرب غوام الأربعاء. وقال في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية أن "اثنين من طواقمنا الشابة قاما بزيارة ناجحة قرب جزيرة غوام"، مشيرًا إلى "نجاح" المهمة. وأكد البنتاغون الخميس تحليق القاذفتين قرب قاعدة غوام لكنه أوضح أنهما لم تكونا على مسافة قريبة إلى درجة تبرر ردًا من المقاتلات الأميركية التي لاحظت وجودهما. وقال الجنرال اندروسوف: "لقد كان تقليدًا دائمًا لقاذفاتنا الاستراتيجية القيام برحلات طويلة فوق المحيط ولقاء طائرات أميركية وتحية الطيارين عن قرب والأربعاء استأنفنا هذا التقليد". وتابع: "أعتقد أننا حققنا هدفنا. لقد التقينا زملاءنا (الأميركيين على متن مقاتلات تحلق فوق غوام) وتبادلنا الابتسامات وعدنا إلى قواعدنا". وجاء تحليق القاذفتين الأربعاء بعيد بدء تدريبات مهمة للجيش الأميركي في مياه غوام. ولم تعلق الصحف الروسية أمس الجمعة على تصريحات الجنرال اندروسوف. ووحدها الصحيفة الإلكترونية "غازيتا.رو" سخرت من "الأجنحة الطويلة لروسيا" وعرض العضلات الذي قامت به الأربعاء.وقامت روسيا في الأسابيع الأخيرة بعمليات تحليق لقاذفاتها وسط أزمة مع بريطانيا مرتبطة بقضية تسمم عميل الاستخبارات السابق الكسندر ليتفينينكو. وكانت هيئة أركان الجيش النروجي تحدثت في 20 يوليو عن تحليق قاذفات روسية فوق بحر الشمال على علو "غير اعتيادي" بين النرويج وبريطانيا، مما أدى إلى إرسال قاذفات بريطانية ونرويجية.[c1]أسلحة استراتيجية[/c]وبدأت موسكو أخيراً سلسلة تدريبات على أسلحة استراتيجية هدفت بحسب المسؤولين الروس إلى رفع وتيرة الاستعداد وضمان جاهزية القوات الاستراتيجية لمواجهة المخاطر المحتملة، لكن محللين عسكريين اعتبروا التحركات العسكرية الروسية جزءاً من استعراض عضلات للقدرات الروسية في ظروف تزايدت فيها حدة السجال مع واشنطن خصوصاً بسبب نية أمريكية في نشر درع صاروخية في أوروبا قرب الحدود الروسية. وكان مسؤولون عسكريون روس لفتوا إلى أن الدرع الأمريكية لا يمكنها مواجهة الصواريخ الروسية ولدى موسكو أسلحة بالغة التطور وقادرة على اختراق أي تحصينات أو دفاعات, وجاءت التجربة الصاروخية الأخيرة بعد أيام قليلة على إعلان المؤسسة العسكرية الروسية عن إدخال الأنظمة الصاروخية المتطورة من طراز "إس 400" في الخدمة الميدانية. [c1]أنظمة متطورة[/c]وأفاد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال يوري بالويفسكي أثناء اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيراً بأن عشرين كتيبة في القوات المسلحة الروسية سوف تكمل مع حلول العام 2015 التسلح بالأنظمة البالغة التطور. واللافت أن أول كتيبة مزودة بهذا النظام الصاروخي بدأت أداء مهماتها في ضواحي موسكو، ضمن عمليات تعزيز شبكة الدرع الصاروخية التي تحمي العاصمة الروسية.وبحسب معطيات القيادة العامة لقوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية فإن هذه القوات ستجري حتى حلول الخريف المقبل أكثر من 100 فعالية تدريب مختلفة, وستشمل بعض تلك الفعاليات تدريب أفراد إحدى الكتائب على قيادة منظومة صواريخ "توبول - أم" التي يرى عسكريون روس أنها ستكون الركن الأساس في مواجهة الدرع الأمريكية.وأفادت مصادر عسكرية بأن خطط تعزيز جاهزية القوات الاستراتيجية لا تقتصر على سلاح الصواريخ، إذ كان العقيد الكسندر دروبيشيفسكي الناطق باسم القوات الجوية قد أعلن في وقت سابق أن القاذفات الاستراتيجية نفذت قبل أيام 15 تحليقا في سماء المحيطين الأطلسي والهادي في مناطق خطوط العرض الشمالية, موضحاً أن "تدريبات الطيران البعيد المدى ترافقت مع إجراء عدد من التحليقات وإطلاق صواريخ مجنحة وقصف بالقنابل".[c1]منظومة دفاعية [/c]ومن جهة أخرى كشف قائد القوات الجوية الروسية الجنرال ألكسندر زيلين الأربعاء عن أن روسيا تخطط لإنشاء منظومة دفاعية جديدة للتصدي لأي هجوم تتعرض له من الجو أو الفضاء، بالإضافة إلى تصنيع طائرات حربية متطورة وأخرى للنقل العسكري بالتعاون مع الهند. ونقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء عن زيلين قوله:" إن المنظومة الجديدة ستنتمي إلى الجيل الخامس من أسلحة الدفاع الجوية، وستتفوق على منظومة س-400 التي بدأت القوات الروسية تتسلح بها", مضيفاً في حديث للصحافيين بمناسبة الاحتفال بعيد القوات الجوية أنه سيتم قريبا العمل على تصنيع طائرة حربية من الجيل الخامس، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من أعمال التصميم الهندسي للطائرة. [c1]تعاون هندي [/c]وكان قائد القوات الجوية الروسية قد أشار في مايو إلى أن مهندسين في شركة سوخوي سيعملون على تصميم الطائرة الروسية الحديثة, وكشف زيلين عن بدء تعاون روسي هندي على تصنيع طائرة نقل عسكرية متوسطة الحمولة، فيما لا يزال العمل مستمرا على تصنيع طائرة نقل خفيفة أطلق عليها اسم "إيل-112". وقال زيلين:" إن سلاح الجو الروسي سيبدأ قبل عام 2011 بتسلم طائرات حديثة تعمل بلا طيار يصل مداها إلى ما يتراوح بين 300 و400 كلم وتستطيع قضاء ما يصل إلى 12 ساعة متواصلة في الجو خلال طلعة واحدة", وكانت وزارة الدفاع الروسية قد وضعت خطة لتطوير ما يملكه الجيش الروسي من الطائرات التي تعمل بلا طيار.