نعمان الحكيمليس كل جديد بمفيد مطلقا..بل إن الجديد ينبثق من أحشاء القديم ويستفيد منه..وهو عرف وقانون أخلاقي على مر التاريخ وهو الشيئ الذي نريد أن يسود في حياتنا وسلوكنا اليومي..الأسبوع الماضي تحدثنا عن شارع مدرم والاهتمام الذي تبديه السلطة المحلية في إطار الحكم المحلي واسع الصلاحيات وبينا كيف أن الشارع كان ومازال في قمة اهتمامات المحافظة وأظهرنا مدى الاصحاح البيئي والنقاء والنظافة واهتمام البلدية الذي صار مضرب المثل في المتابعة وإحقاق الحق..لكننا توهنا إلى قضية(السياج الحديدي)الذي يتم استبداله بآخر يبعت على الارتياح،لمنظره الجمالي،إلا إنه لا يتحمل الصدمات ولا المقاومة لعوامل التعرية في مدينة ساحلية كمدينة عدن وقلنا إن ذلك الاهتمام المكلف كان يفترض أن يوجه للمباني الكبيرة التي تطرز الشارع من طرفه إلى طرفه وهي عمارات قد مرعليها أو على بعضها أكثر من نصف قرن وهي بحاجة إلى ترميمات ومفاقدة لمواسير الصرف الصحي وأنابيب المياه التي تسيل وأسلاك الكهرباء التي قد تسبب بعضها الحرائق..وقلنا في مواضيع سابقة أن الاستثمار العشوائي قد جعل صاحب البقالة الوكالة يفعل مايشاء بدون رقابة أو متابعة ونام القانون (نومة أهل الكهف)إلا من رحم ربي مع شكرنا لمكتب الأشغال وقيادته الحالية بالمعلا،لتجاوبهم في كل شيئ إن سوء الحال قد جعل البعض يتصرف وكأنه الآمر الناهي ولا يهمه أذية الناس أو راحتهم المهم أن يستثمر وكفى وهو ما نطالب قيادة المحافظة أن يبسط القانون على كل شيء وأن تردع بقوة
السياج القديم
أولئك المخالفين والمشوهين للحياة وانظروا إلى هذا الشارع شارع الشهيد(مدرم)كيف صار مختبراً للأمزجة والأهواء..فبعد أن تم تبليطه بشكل جميل وطلاء سياج الحديد بألوان المرور المعروفة،نرى اليوم هدماً وبناء فالجديد لايرقى إلى مستوى القديم أبداً،لأنه(حديد) مجوف ويسهل كسره(ذحله)كما أن الأعمدة الخرسانية هي الأخرى ستشكل عامل تلف سنة بعد أخرى،وماذا كان سيضرنا لو حسنا من السياج القديم بما يتماشى مع (العصرنة)حتى يبقى كما هو ومنذ أن عرفناه لعشرات السنين؟!لقد أصبح الناس يتحسرون مما يجري للمدينة،فما أن تنتهي من سفلتة الشارع إلا والحفريات قد بدأت فيه والغش ظاهر ولا من حسيب،وضل مشروع يلحق آخر بالعيوب والعلم عند كلام الغيوب فكيف ستتحسن أمور المدينة في ظل هكذا أمزجة وأين الجهات المشرفة على هذه الأعمال..كل يوم ترميم..وكل يوم ترقيع والموازنات بالملايين؟!نحن فقط نبني وننقل صورة عن المواطنين الذين هم بحاجة ماسة إلى إصلاح عماراتهم ومشافيهم ولقمة عيشهم،وبعدها تأتي الأمور الأخرى طالما هناك متسع لتأجيل تنفيذها وأخيراً نشد على يد المحافظ والمجلس المحلي لتتبع الأمور .. وقد رأيت في مكتب اشغال المعلا توجيهات قيادة المحافظة في أكثر من موضوع، وهو ما يجعلنا نتفاءل بالخير إن شاء الله تعالى .. وشكر للمهندس عبد الرب المشدلي مدير الأشغال بالمعلا وشكر للمهندس عبده عثمان نائب المدير ... وللمهندسين كافة في مكتب الأشغال البلدية لأنهم فعلاً أهل لذلك ...ومراعاة الباعة المتجولين واجبة لأنهم شرفاء وأبناء لهذه الوطن! ويد الله مع الجماعة.