غضون
- قبل أيام كتبت في هذا العمود انتقد نزعات المناطقية وثقافة الانعزاليين والدعوة إلى تسوير المحافظات بأحزمة منسوجة من تراث عصبة عدن للعدنيين واضرابهم، وقد استشهد بوقائع عنيدة تؤكد أن غالبية السكان في عدن وفي كل المحافظات ليست لديهم احساسات مجهدة أو مشكلة مع ظاهرة الاندماج الاجتماعي التي بدأت تتعزز منذ قيام دولة الوحدة أكثر من الفترة السابقة.وقد كتبت ذلك تعليقاً على افتتاحية مثيرة للمناطقية في صحيفة أهلية، والصحيفة في تلك الافتتاحية بنت الفكرة الخاطئة على واقعة موهومة.. تقول الواقعة إن احدهم “من غير أبناء عدن” ترشح في المحليات وفاز بأصوات جنود الحرس الجمهوري، وأنه الآن ينوي الترشح للمجلس النيابي، وقد نشرت الصحيفة نفسها ما يكذب ذلك في عدد تال.. فالرجل فاز بأصوات ناخبين من أبناء عدن وحصل على أكثر من 900 صوت بينما عدد الجنود أقل من مائتين.. فضلاً عن أن الرجل لم يقدم استقالته من المجلس المحلي وبالتالي لا يمكن أن يكون مرشحاً للنيابية .. ومعنى هذا ان الحجر الذي حرك المياه الآسنة في بركة مناطقيتهم هو حجر آخر لا علاقة له بوصابي ولا صنعاني ولا نصابي ولا مأربي.الدكتور محمد علي السقاف تملكه الغضب من المقال المعادي للمناطقية وكتب مقالاً في (الأيام) شرح فيه وفسر وأول ووسوس وحمّل مقالي متاعبه مستخدماً لغة المناطقية واتهمني بتهم بعضها لا تصدق عليّ، وبعضها فيها شبهة “الرسمية” بينما أجزم أن المقال الذي قرأه السقاف وأثار حنقه لم يقرأه أي “رسمي”.. وهذا على أية حال لا يهمني لأني عندما اكتب أقول رأيي ولا اهتم بعد ذلك برضى أحد أو غضبه.. وآرائي تصدر عن مبادرة مني وليس بإيعاز أو تأثير من أحد.. فلا اهتم بالمكاسب ولا العواقب .. فضلاً عن أني يادكتور محمد لا أقبل لعب دور النائحة المستأجرة.الدكتور محمد علي السقاف لم يرد على مقالي المنشور في “14 أكتوبر”وفي الصحيفة نفسها كما هي العادة غالباً، وهو فضل الرد عليه في الصفحة الخامسة من صحيفة “الأيام” ولأسباب مفهومة.. فهو يعرف أن مقالاته لا تصلح للنشر إلا في منبر واحد، ومن ناحية هو كان قد اختار ذلك المنبر لمعرفته اني لن أرد عليه في صحيفة لن تنشر ردي عليه.. ومن ناحية ثالثة هو ناقش مقالي في إطار مناطقي ويعلم أني لن أقبل الخوض مع احد في نقاش من هذا النوع.. واعترف أني غير قادر على مجاراة الدكتور السقاف في المناطقية فهو يعلي رايتها وأنا أضعها تحت قدمي.-خارج الموضوع ..دعاة المناطقية والكراهية في بلادنا ـ وهم قلة أو حالات شاذة ـ يهاجمون رئيس الجمهورية بسبب كلمات يقولها أحياناً وتصدر عن غضبه من سلوك مثيري الكراهية والانقسام .. والرجل لم يتخذ بحق هؤلاء أي إجراء سوى التعبير عن الغضب أو عدم الرضى.. وعليهم أن يفهموا أن هذا التسامح لن يحصلوا عليه لو كانوا مواطنين في دولة أخرى.. فلو كنت رئيس جمهورية غير اليمن ولديك مواطنون من هذا الصنف ستبصق عليهم صباح كل يوم .. وعلى الريق!!