لندن / متابعات : أشارت نتائج دراسة تقدم أقوى دليل حتى الآن على أن الإجهاد المرتبط بالعمل يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وذلك بتغيير النظم الداخلية للجسم-إلى أن العمل يمكن أن يؤدى فى واقع الأمر إلى الوفاة .وقال تارانى تشاندولا المتخصص فى علم الأوبئة بجامعة لندن إن نتائج هذه الدراسة التى أجريت خلال فترة طويلة وشملت أكثر من 10 آلاف موظف بريطانى تشير أيضا إلى أن التغيرات البيولوجية الناجمة عن الإجهاد ربما تلعب دورا مباشرا بشكل أكبر عما كان يعتقد من قبل.وقال تشاندولا الذى أشرف على الدراسة «هذه أول دراسة تشمل عددا كبيرا من الأشخاص تبحث تأثير الإجهاد الناجم عن حياة العمل اليومية على أمراض القلب. احد المشاكل هى ان الناس متشككون فيما اذا كان اجهاد العمل يؤثر حقيقة على الشخص بيولوجيا .وتعد أمراض القلب السبب الأول للوفاة فى العالم. وهى تنجم عن الترسبات الدهنية التى تؤدى إلى تصلب الشرايين وانسدادها وارتفاع ضغط الدم والذى يؤدى إلى تدمير الأوعية الدموية وعوامل أخرى .وقاس الباحثون حجم الإجهاد بين الموظفين من خلال توجيه أسئلة لهم متعلقة بمتطلبات وظيفتهم مثل مدى سيطرتهم على عملهم ونظام الراحة التى يأخذونها عادة ومدى الضغوط التى يواجهونها خلال اليوم .وأجرى الفريق سبعة استبيانات على مدى 12 عاما ووجد أن العاملين الذين يتعرضون لإجهاد دائم والذين قالوا انهم يواجهون ضغوطا كبيرة فى أول استبيانين هم عرضة لمخاطر أكبر بنسبة 68 فى المئة للإصابة بأمراض القلب.وكتب الباحثون فى دورية القلب الأوروبية «هذه الدراسة تعزز الدليل على ان الصلة بين الإجهاد وأمراض القلب التاجية هى سببية فى طبيعتها .وقال تشاندولا إن التغيرات السلوكية والبيولوجية تفسر على الأرجح كيف يؤدى الإجهاد فى العمل للإصابة بأمراض القلب. فأولا لا يتناول العاملون المجهدون فى العمل طعاما صحيا ويدخنون ولا ينتظمون فى ممارسة التمرينات الرياضية وكلها سلوكيات ترتبط بأمراض القلب. وفى هذه الدراسة أيضا كانت قياسات معدلات ضربات القلب لدى العاملين المجهدين منخفضة وهو مؤشر على الأداء الضعيف للقلب وكذلك لديهم مستويات أعلى من المعتاد من هرمون الكورتيزول وهو هرمون مرتبط بالضغوط.وذكر تشاندولا أن زيادة هرمون الكورتيزول فى الدم يمكن أن يضر بالأوعية الدموية والقلب.وأضاف إذا تعرضت لإجهاد مستمر تصبح نظم الإجهاد البيولوجية هذه غير طبيعية .
أخبار متعلقة