فالنسيا (اسبانيا) / متابعات: فيما نشر الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ تقريرا حذر فيه بشدة زعماء الكرة الارضية من مخاطر الاحتباس الحراري، برزت فئة جديدة من ضحايا الاحتباس الحراري في العالم وهي اللاجئون المناخيون .وهؤلاء لا يندرجون في اي من سجلات المنظمات الدولية المعنية بحقوق وكرامة الاكثر حرمانا لانه لا يمكن تصنيفهم في عداد اللاجئين السياسيين.لكن مجموعة من المصورين والصحافيين الفرنسيين اهتمت بحالتهم، وهي مجموعة ارغوس التي نشرت كتابا عن اللاجئين المناخيين تناول مناطق من العالم على مدى اربع سنوات، بدءا ببحيرة تشاد المهددة بالجفاف ومنطقة الاسكا التي تذوب ثلوجها وحتى ارخبيل توفالو المهدد بارتفاع مستوى البحر.وقد ركزت المجموعة مستندة الى تقارير مجموعة الخبراء الحكومية حول المناخ على تسع مناطق من العالم اصبحت شبه محرومة من مقومات العيش بسبب التغير المناخي.وقال غي بيار شوميت احد اعضاء هذه المجموعة المؤلفة من ثلاثة صحافيين وستة مصورين يعملون جميعهم بشكل مستقل ان عملنا يقوم على رواية القصص التي سمعناها والادلاء بشهادتنا عما رأيناه .واضاف ان المعارف العلمية كانت متوفرة عندما بدأنا عملنا في العام 2004 لكننا كنا نريد التركيز على البعد الانساني للمشكلة خصوصا في ما يتعلق بالاكثر ضعفا .وجاءت الشهادات جد مؤلمة ، فمينا وهي من قرية شيشمارف الصغيرة في الاسكا رات الامواج تلتهم منزلها وتدمره في وقت من السنة (تشرين الاول/اكتوبر) يفترض فيه ان يكون المحيط مجمدا تماما وصلبا كالصخر.وعند الطرف الاخر من العالم، تحديدا في دلتا بنغلادش، يعيش منان وزوجته في كوخ عالق على سد ويحاولان الصمود امام المياه الشديدة الملوحة التي تخرج من باطن الارض لتتلف حقولهم المزروعة بالارز وتقضي على ابقارهم.وتتوقع مجموعة الخبراء حول المناخ ان تفقد بنغلادش 10% من مساحتها ان ارتفع مستوى البحر 45 سنتمترا، فيما تشير دراسات صدرت مؤخرا الى ان هذا الارتفاع قد يزداد بنسبة ضعفين بحلول نهاية القرن.وراى الخبير المناخي الفرنسي جان كوزل في مقدمة الكتاب ان الاسباب التي قد تدفع السكان لمغادرة المناطق التي يعيشون فيها حاليا ليصبحوا 'لاجئين مناخيين' متعددة .وتحدث جيفري ساكس مدير ايرث انستيوت في جامعة كولومبيا بنيويورك عن حالة دارفور في السودان وقال ان هذه المنطقة التي تلقت ثلث كمية الامطار الاعتيادية خلال السنوات الخمسين الماضية وحيث يزداد التعداد السكاني بقوة في الوقت نفسه تجد نفسها محصورة بين نقص المياه والنمو الديمغرافي .وقال سنرى كثيرين اخرين في هذه الحالة في المستقبل لانه يوجد كثير من مناطق النزاعات -الكامنة او الحقيقية- الضعيفة والفقيرة خصوصا في المناطق الصحراوية التي ستجد نفسها على الارجح في خط نار التغير المناخي.وقد نشر الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ تقريرا حذر فيه بشدة زعماء الكرة الارضية من مخاطر الاحتباس الحراري، وذلك مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر حاسم حول المناخ برعاية الامم المتحدة ستستضيفه بالي (اندونيسيا) في كانون الاول/ديسمبر.واصدر الفريق ملخصا موجها الى صناع القرار عن تقريره الرابع الذي تم اقراره رسميا السبت في فالنسيا (اسبانيا)، حذر فيه من عواقب "مفاجئة" و"غير قابلة للاصلاح" جراء الاحتباس الحراري.وتوقع الفريق، الذي حصل هذا العام على جائزة نوبل للسلام، ارتفاعا في معدل حرارة الكوكب بما يتراوح بين 1.8 و4 درجات مئوية، وصولا الى 6.4 درجات بحلول 2100 مقارنة بما كانت عليه في 1990.
اللاجئون المناخيون ضحايا الاحتباس الحراري
أخبار متعلقة