كل أحد
بين استعراض القوة .. وقوة الاستعراض ، سوف يحتاج الأمر إلى أسابيع قليلة لاغير لمعرفة ما إذا كانت العملية البحرية - الحربية ( أتلانتا )، التي أطلقتها المجموعة الأوروبية في مياه البحر العربي ، قادرة على تحقيق الأهداف المباشرة والمعلنة لها، والتي تتحدد في مكافحة أعمال القرصنة ومواجهة عصابات القراصنة؟ أم أن مجرد تواجد القطع الحربية - البحرية .. كان هو الهدف الأبعد أو الأقرب ، في هذه المنطقة الإستراتيجية والحساسة ؟ وبالتالي سوف لن تتراجع أعمال القرصنة ، وإنما يتجه القائمون على “ أتلانتا “ إلى استعراض القوة وتعزيز حضورهم العسكري المزمن لاغير! لايبدو أن الدول العربية ودول الإقليم المعنية تملك خياراً أو قراراً آخر حيال التطورات المتصاعدة على الأرض وفي البحار ، وصار الأمر الواقع يفرض نفسه على الجميع وعلى المشهد.. ومن الصعوبة بمكان التنبؤ بالمستقبل أو ما يمكن أن تؤول إليه هذه التطورات على المستويين ، السياسي والعسكري. وبرغم ذلك، فهناك حقيقة أكيدة ووحيدة في هذا الوقت وهذه المرحلة، وهي أن الأمور لاتبدو جيدة ! ولابد من الإقرار بأن مشكلة كبيرة هي في طور الاكتمال .. ولسنا على موعد مع حلول ، كما قد تخدعنا الرؤية الضبابية، إزاء ما يحدث ويعتمل أو يلوح في الأفق! إن نشوء وتصاعد جرائم القرصنة قبالة السواحل الصومالية وخلال فترة زمنية وجيزة - تعد بالأشهر لاغير - ينبغي أن لا يؤخذ كظاهرة طبيعية خالصة لأن ما حدث ويحدث .. بل وما يمكن أن يحدث لاحقاً ، يطعن في براءة - أو موضوعية - التفسير الجاهز والمبسط من أن مجموعة قراصنة يبحثون عن المال والفدية ؟! فهذه ليست سوى قراءة تضليلية ، وتنازل مجاني عن العقل في مواجهة ظاهرة تكاد تكون مصطنعة إلى حد بعيد!ومع ذلك ، لا أحد يملك أن يفرض فهمه أو تصوره للأمور ، فقد فات الوقت على مثل هذه المغامرات النظرية، وبتنا نشهد واقعاً يتكرس كل يوم .. والأقوياء الغربيون منهمكون في الاستفادة الإستتباعية من كل ما يحدث، وما الاستعراض البحري للقوة الا رسالة واضحة ، وليست موجهة فقط للقراصنة ، الذين لم يأتوا من فراغ ، بكل القراءات !.