ابتسام العسيري:كانت بيسان قلقة وخائفة وهي تذاكردروسها بعد منتصف الليل مع انتظارها لهذه الانفجارات ، وهاهي لازالت تذكر جيدا كيف كاد والدها أن يموت نتيجة انفجار حدث بالقرب من منزلها بعد لحظات من خروجه من المنزل لولا عناية الله العادل له ، كما لازالت تذكرلحظات الفزع التي عاشتها طوال ساعات ليلة الميلاد ، ومشهد تشييع جثمان تلك الراهبات اللائي قتلن في حادث انفجار ارهابي .وهاهو آخر مشهد علق بذاكرتها، ذلك المشهد الذي حدث في مأرب قبل يوم أمس وعلى أرض بلقيس مهد الحضارات اليمينة وأودى بأرواح أبرياء ايضا ليس لهم أي ذنب سوى أنهم بشر من جنسية وملة أخرى جاؤوا ليشاهدوا أثاروشواهد حضارة الانسان اليمني .لقد هالتها هذه المشاهد كما هالت كل انسان يخشى الله ويحبه وكل يمني يحب وطنه ويفخر بالانتماء اليه .وهناك الكثير من المشاهد والحوادث الارهابية لازالت تحدث هنا وهناك في أرجاء مختلف بقاع الارض . الثابت أن الله خلق هذا الانسان ليعمر الارض ويبنيها وليتعايش البشر بينهم البين في أمن واستقرار وحب ، وهذا ما جاءت به تعاليم الدين الاسلامي الحنيف بل ما دعت له كل الاديان السماوية فقد خلق الله الانسان وصان انسانيته وحافظ على روحه من الازهاق بتحريرنصوص في جميع كتبه المقدسة ورسالاته عبرأنبيائه لتحفظ له انسانيته وتحقق له الامن والحياة السعيدة الامنة على أرضه التي خلقها الله أيضا لأجله . فالإنسان أو النوع البشري هو الكائن الحي الذي يعتبر الأكثر تطورا من الناحية العقلية و العاطفية ولانه الوحيد الذي كرمه الله بالعقل والقدرة على التطور والتحكم بمجريات الامورمن حوله ، من المفترض أن يكون هو الأول الذي يحافظ على حياته وبقائه وعلى انسانيته ونوعه البشري الارقى بين كل أنواع الكائنات الحية على هذه الارض.إذا كان هذا هو حال الإنسان الحق ، فهو يتناقض مع حال ذلك النوع من أشباه البشر الذين اختاروا ثقافة الموت ونهج القتل والارهاب والتفجيرات الانتحارية والأجساد المفخخة ليهددوا بها الحياة والانسان في آن واحد !ولهذا كان الارهاب فعلاً مشيناً و منافياً للسنن الالهية والقيم الدينية والانسانية ، فهو عدو للحياة التي وهبها الله لنا وأمرنا أن نحافظ عليها وألا ّ ننسى نصيبنا منها . و هؤلاء الذين يقومون بالاعمال الارهابية وترويع الامنين ويرتدون لبوس الدين زورا وبهتانا ، لايمكن أ بدا أن يتصفوا بأنهم بشر . فهم يقومون بقتل أبناء جنسهم ويسيئون الى ديننا ووطننا ويدمرون أرضنا ومهدنا وينشرون الرعب والفزع بين صفوف أطفالنا . بأي معتفد يفكر هؤلاء ؟ .. وكيف يفكرون ؟ ولماذا يسمحون لأنفسهم القيام بهذه الأفعال البشعة ان كانوا يمتلكون ضمائر حية . حتما ليسوا يمنيين لأن اليمني لن يسئ الى وطنه ومجده العريق وعاداته وقيمه ، كما أنهم ليسوا مسلمين لان المسلم يعرف تماما حرمة ازهاق النفس البشرية ولا أظن أن انسانا يخاف الله ويلتزم بأوامره ونواهيه ويحترم انسانيته ويحب أرضه ، سييجرؤ على قتل انسان مسالم جاء للتعرف على آثار حضارة اليمنيين الأسلاف في هذه الأرض . متى يكف هؤلاء عن أفعالهم وعن جرائمهم ضد الأبرياء وضد أبناء جنسهم ؟ لماذا يحاولون الاساءة الى بلدهم والى اليمنيين بشكل عام ؟ .. ان هذه الاعمال من شأنها أن تضر بمصلحة البلد ومقوماته السياحية والمواردالاقتصادية وبالإنسان .. وقبل كل شئ انهم يشوهون بهذه الجرائم الإرهابية البشعة صورة الاسلام والاسلام منهم براء .
أخبار متعلقة