بعدما اكتشفوا أن الوضع الذي كانوا يأملون في تحقيقه مجرد وهم
الجزائر/14 أكتوبر/رويترز:قال متمرد سابق انشق مؤخرا عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في تصريحات نشرت أمس الأربعاء إن عشرات الأجانب الذين التحقوا بالتنظيم بدأوا ينصرفون عنه بعدما شعروا بخيبة أمل. واستسلم بن مسعود عبد القادر للسلطات الشهر الماضي بعد خلافات مع زعماء آخرين بالتنظيم الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم انتحاري ثلاثي أسفر عن مقتل 33 شخصا بالجزائر العاصمة في 11 ابريل. ونقلت صحيفة( الوطن) عن بن مسعود قوله إن نحو 50 متطوعا أجنبيا التحقوا بالتنظيم غير أن الكثيرين إما انصرفوا عنه بالفعل أو يسعون لذلك حاليا. ونسبت إليه الوطن قوله إن أغلب الذين نشطوا في الصحراء الكبرى عادوا إلى بلادهم بعدما اكتشفوا أن الوضع الذي كانوا يأملون في تحقيقه مجرد وهم. ونقلت صحيفة( ليبرتيه )عن بن مسعود قوله إن عددا ضئيلا للغاية من المتطوعين الأجانب لا يزالون موجودين بالجزائر لأنه ليس أمامهم من خيار آخر أو لأنهم لم يجدوا حتى الآن الوسائل التي تمكنهم من العودة إلى بلادهم الأصلية. وكان بن مسعود يتحدث في مؤتمر صحفي مع وسائل إعلام محلية. ولم تفصح الصحيفتان عن مكان انعقاد المؤتمر الصحفي. وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي كان يعرف في السابق باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال ولاءه لتنظيم القاعدة. وقال الشهر الماضي في بيان نشر على شبكة الانترنت إنه يستعد لشن حملة مسلحة ضد "الكفار" وقوات الحكومة في منطقة المغرب العربي. وقال بن مسعود إنه لا يؤمن بمعركة الجماعة وإن زعيمها عبد المالك درودكال لم يتشاور مع المقاتلين بخصوص قرار ولاء الجماعة لتنظيم القاعدة. واعتبر أن الجماعة تفعل عكس ما يدعو إليه الإسلام وأشار إلى ما تقوم به من تفجيرات انتحارية وعمليات ابتزاز. وقال إن اللجوء إلى الهجمات الانتحارية والتفجيرات هو إستراتيجية المنظمات التي تجد نفسها في وضع حرج. كما رأى أن الوضع في العراق وأفغانستان مختلف عن الوضع السائد في الجزائر إذ يوجد "احتلال" في العراق وأفغانستان بخلاف الجزائر. وتأسست الجماعة السلفية للدعوة والقتال في عام 1998م وبدأت نشاطها كجماعة منشقة عن جماعة أخرى شنت تمردا مسلحا لإقامة دولة إسلامية. وكانت الجماعة الأصلية قد بدأت تمردا في عام 1992م بعدما ألغت السلطات بدعم من الجيش انتخابات برلمانية كان حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ على وشك الفوز بها خشية حدوث ثورة على غرار الثورة الإسلامية في إيران. وقتل ما يصل إلى 200 ألف شخص في أعمال عنف منذ ذلك.