محمد علي صالح هل يمكن الرهان على دور فاعل للنظم العربية ولجامعة الدول العربية يدافع عن قضايا ومصالح الأمة ويجسد ويخدم العمل العربي المشترك ويعبر عن آمال وطموحات السواد الأعظم من أبناء شعوبنا ومجتمعاتنا العربية ووطنا العربي الكبير في الوقت الراهن !!لاشك أن الإجابة على هذا السؤال الهام والمصيري ستكون شائكة ومعقدة وتحتم على المرء التحديق في جميع الاتجاهات والعودة إلى الوراء لاستنطاق ذاكرة الماضي والتعرف على وقائع ومجريات الأحداث والتطورات التي شهدتها الساحة العربية والدولية خلال السنوات الماضية , التي فعلت فعلها وكان لها أثرها البالغ على ذلك الأداء والدور الذي اضطلعت به النظم العربية وجامعة الدول " سلباً أو إيجابياً " .ولكن عندما نعرف أن العودة إلى استنطاق ذاكرة الماضي في الإجابة على سؤال الرهان ستكون مرادفة للصعوبة والسقوط في المحذور والوقوع في الخطأ , وتعني نكأ الجراح وبعث العدوان واستجرار الآلام والمآسي والويلات وتعني أيضاً العزف على أوتار خلافات ولىّ زمانها، لا حصر لها . والخوض في ذلك المشكل كفيل بمنعنا من الذهاب إلى الأمام للبحث عن مدى وأفق للحكم , وسيقطع الطريق علينا إلى المستقبل .ومن الأهمية بمكان القول في هذه الأثناء إن الإجابة على سؤال الرهان تستوجب منا أولاً معرفة تأثير العامل الخارجي على ذلك الدور والضغوط المفروضة عليه ومدى ارتهانه لتلك العوامل والمؤثرات الإقليمية والدولية وكذلك إدراك وفهم مستوى ارتباط وعلاقة " صانع القرار والموقف العربي بدوائر وعواصم صناعة القرار العالمي وحجم الدور الذي تلعبه كل دولة عربية للحفاظ على مصالح كل طرف من تلك الأطراف الدولية وفي سبيل تنفيذ وخدمة مخططاته وأهدافه وأطماعه الاستعمارية التي تسعى من خلالها إلى تعزيز وتكريس هيمنته وسيطرته على شعوب ودول المنطقة .ولأننا نعرف أنه من غير معرفة تأثير وحضور العامل الخارجي المقرر على ذلك القرار والموقف العربي , على جميع وقائع ومجريات حياتنا اليومية , لا يمكننا وليس بوسعنا الإجابة على سؤال الرهان والانخراط تحت مظلة الشراكة للبحث عن حلول ومعالجات شافية وعملية , لكافة القضايا والمشاكل المؤرقة التي تواجهها مجتمعاتنا وشعوبنا العربية وتوجيه العمل العربي لخدمة المصلحة العليا لأمتنا والدفاع عن قضاياها ومصالحها السيادية .ولأننا ندرك – ثانياً – أن الرهان على دور فاعل ومتقدم لأطراف العمل العربي يستوجب ويحتم عليهم الجلوس إلى طاولة الشراكة والاتفاق على ميثاق فيتعهدون من خلاله بالعمل سوياً من أجل المستقبل وتسخير كافة إمكانات وطاقات الأمة في سبيل خدمة شعوبها ومجتمعاتها , وحسم كافة الخلافات والقضايا بطريقة ودية ومرضية للجميع , والاتفاق على إطار صيغة موحدة للعمل المشترك ينخرطون تحت لوائها وتحت سقفها , وتحديد الأولويات والمهام التي ينبغي إنجازها وتحقيقها ( فراداى وجماعات ) ووضع خطة للتكامل وللشراكة وبرنامج وجدول عمل لمواجهة التحديات والأخطار ولحل قضايا ومشاكل المجتمعات , وللخروج من دائرة التبعية والارتهان للأطراف الدولية .
أخبار متعلقة