أغنية وشاعر
الشاعر مسرور مبروك عوض من مواليد الحوطة ( لحج ) عام 1911م ، تلقى تعليمه الأول في المعلامة – ثم أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية في المدرسة المحسينة . بدأ حياته كشاعر في العشرين من عمره ، وشارك بإخراج عدد من المسرحيات منها مسرحية شكسبير ( عطيل ) وشهامة العرب لخليل البازجي ، وكتب مسرحيات باللهجة النامية وهي ( طرفيشة وشوربان أبو ريشة ) . شارك مسرور مبروك في النهضة الفنية الغنائية بتأليف عدد من الأغاني والألحان وهو شاعر وملحن ومفن ومؤلف لعدد من الأغاني الشعبية عاصر الأمير أحمد فضل القمندان وله عدد من المساجلات معه ومع العديد من الشعراء الشعبيين الآخرين . تعرض الشاعر للكثير من المعاناة وألقى به في السجن بسبب اشعاره التي تناول فيها الأوضاع الفاسدة آنذاك .له ديوان ( الدهل والقيد ) وهو ديوانه الأول وله مجموعة قصائد مازالت مخطوطة لم تقد للنشر بعد . اشتهر بالنقد الاجتماعي والسياسي اللاذع والساحر وله العديد من القصائد الوطنية وقصائده الوطنية في ظل الاستعمار البريطاني هي : [c1]من دخل بالغضب يخرج بالصميل باتخلي أرضنا صاغر ذليل بايقع يوم الجلاء ماله مثيل أعظم الأعياد في أوطأننا[/c]وقصيدته الوطنية الأخرى :[c1]أين بحر المانش من حقاتنا [/c]أما قصائده التي تناولها وهو في السجن بسبب مشكلات اجتماعية فهي : [c1]مسرور ماله جرائم في الحكومة قط محبوس حبسه غلط على قضية مخربط خبر خرق في حجر قالوا نعم ربط وجاب شخطة شخط كلام كله ملخبط [/c]أما قصيدته التي شتناولها في هذه الحلقة فهي قصيدة عشق الطفر الذي قام بـتأليفها ثم بتلحينها وقدمها للفنان محمد علي الدباشي ونالت حظاً واسعاً في الانتشار . [c1]القصيدة عاشق زري ابن حافتنا يلبس ثيابه ويتعطر ماشي معه في الكمر عانة محد زري مثل صاحبنا تلقاه يمشي ويتخطر صاعي العمامة على أعيانه طفران والأهل يعطونه هذا عمامة وذا معجر وذاك من بعض شمزانهأبوه وأمه يغذونه حلبه موزف وخبز أحمر لا كان عشقه ولا كانه [/c]والعاشق الزري ( المعجب بنفسه ) هو واحد من أعيان لحج ، وقد وصفة الشاعر مسرور مبروك خير وصف ، فهو أنيق يلبس العمامة مقوس ويضعها وكأنها فوق عيونه ، ويلبس المعوز السعيدوني ، والقمصان نصف كم بمختلف الألوان والأصناف ، ويمسك بيده اليمني عصا يطلق عليها الباكورة . يخرج من بيته ظهراً في حدود الساعة الثانية وقد ضمن القات والسجارة الروثمان والدبة الماء ( علاقة الصقر ) ، ويذهب إلى مقهى لا يبعد كثيراً عن حافته ، ويظل فيها ، متمتعاً بمضغ القات وتناول الشراب ( الكندادراي ) ويترقب كل خاطرة تمر امامهبعيون محدقة تثير العابرين . وفي تمام الساعة العاشرة يترك العاشق الزري موقعة اليومي في المقهى ويتوجه إلى حارته يسير بطريقة تقليدية وبخطى بطيئة وعندما يمر على بيوت معينة في حافته يطلق لصوته الفنان كأنه يقول لمن تريد عشقته إني هنا على الطريقة الهندية . وقد عانى الكثير من أهل حافته من طريقته في العشق وتوجس الناس ونالتهم الشكوك كالذي تناوله مسرور مبروك ( قصيدة يحنب للنسانة ) واشتكى العديد من الناس عند أهله واقربائه لكنه ظل مستمراً في طريقته العشقية ولم يأبه لتلك الشكاوي ولم يعط أي اهتمام بها حتى حول الله بمسرور مبروك شفاعة لناس جارته ، حتى قريبه مسرور لم تسلم من هذه الحكاية . وهنا أخذ مسرور مبروك هذه المسألة بشكل جدي ، وقام بتسخير قلمه ليسخر من هذا السلوك غير اللائق .. وراح مسرور مبروك يعطي العاشق الولهان أول درس في أدب السلوك . [c1]فأعطاه هذه القصيدة عاشق ذري التي حافتنا يلبس ثيابه ويتعطر ماشي معه في الكمر عانة [/c]وكانت هذه الأغنية هي محور الأغنيات التي يغنيها الفنان محمد علي الدباشي عند كل سهرة زواج وفي كل مخدرة يرى فيها الفنان محمد علي الدباشي هذا العاشق الزري في المخدرة . ومثلت هذه الأغنية اكبر درس للعاشق الزري الذي كان اول ما يسمع تباشير أغنية ( عاشق زري ) يقوم من مكانه ويغادر الموقع في المخدرة . وبهذا انتهى العاشق الزري وانتهت قصته في مضايقة جيرانه ومعاكسه نساء حافته .