جاد شاجرة أصبح الفساد في اليمن الشماعة التي يعلق عليها الانفصاليون مطالبهم بانفصال الشمال عن الجنوب، ولكن أرد عليهم وأقول أن دولاً أكثر من اليمن فساداً لم يطالب أهلها بالانفصال..!فهناك دراسة أكاديمية تبين أن في الأردن ما نسبته 23 %من وقت الموظفين يستنزف في أعمال لا يصح القيام بها، وان إنتاجية الموظف المصري 27دقيقة فقط يوميا.. ويبين أيضا أن منظمات الغوث الدولية تدفع رشاوى كبيرة لأجل السماح بإيصال معوناتها للفقراء في افريقيا. وهناك قضية شغلت الرأي العام الأردني العام المنصرم، حيث قامت المحكمة بحجز أموال وممتلكات مائتي شخص من رجال أعمال وضباط مخابرات ومسوؤلين كبار في قضية اختلاس بمئات الملايين.وفي السعودية يبين تقرير أن جهات الرقابة هناك استعادت بليون ريال مختلسة من المال العام خلال ثلاثة أعوام في القطاع الحكومي، فماذا عن الأعوام السابقة..!؟وفي الجزائر قدرت مصادر إعلامية بأنه في الأعوام الماضية تم اختلاس ما يقارب 26 مليار دولار!!!وفي خطاب للرئيس الجزائري قال إن «الجزائر بلد مريض بالفساد».وللعلم أيضا، الماء يصل للمواطن الجزائري بضع ساعات في الأسبوع فقط..!وفي حوار لمذيع قناة الجزيرة أحمد منصور مع د/ يحيى الجمل أستاذ القانون الدستوري في مصر، قال الدكتور يحيى «أن أقوى مؤسسة في مصر هي مؤسسة الفساد» .وفي المغرب، بلغت قضايا الرشاوى في المحاكم العام الماضي ما يقارب 5800 قضية.وأخيرا وليس آخراً ما يحدث في العراق من فساد تحت بند ما يسمى إعادة اعمار العراق..!!والأدلة كثيرة على الفساد في الوطن العربي يطول ذكرها.. أردت القول من كل ما مضى: إن الانفصال ليس هو الحل للقضاء على الفساد، وان معالجته تكون بمنهجية شاملة تستهدف محاصرته والتعامل مع أسبابه ومكوناته.. فالفساد يكمن عندما يكون الاحتكار والقدرة على التصرف، ولا تكون ثمة مساءلة.. والعلاج يقع في الشفافية والمحاسبة والمتابعة واختيار الأمناء دائما وتعديل المكافآت والحوافز والعقوبات وتطوير أنظمة المعلومات والتحري.
|
الناس
الفساد ليس في اليمن وحده !
أخبار متعلقة