الحزب الإسلامي العراقي يقول إن الخروج من الأزمة ليس باستقطابات جديدة
بغداد/14 أكتوبر/وكالات/رويترز:أعلن الجيش الأميركي أمس الجمعة مقتل ثلاثة من جنوده ضمنهم اثنان توفيا لأسباب لا تتعلق بعمليات قتالية الخميس.وجاء في بيان للجيش ان “جنديا توفي بعد إصابته بجروح سببتها نيران معادية في بغداد الخميس”.، كما أعلن بيان أخر “وفاة جنديين لأسباب لا علاقة لها بعمليات قتالية الخميس” وفتح تحقيق لمعرفة أسباب الوفاة.وبذلك يرتفع إلى 3699 عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا منذ اجتياح العراق في مارس 2003 وفقا لحصيلة استنادا إلى أرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).قال الجيش الامريكي ان مقاتلاته وقناصته قتلوا 13 مسلحا شمالي بغداد يوم الجمعة في قتال عنيف نشب بينما كانت القوات تضيق الخناق على زعيم خلية لتنظيم القاعدة.في غضون ذلك أعلن الجيش الأمريكي هذا الأسبوع شن هجوم كبير جديد يستهدف القاعدة وجماعات مسلحة شيعية تحسبا لقيامها بتصعيد الهجمات قبل صدور تقرير مهم بشأن حرب العراق من المقرر عرضه على الكونجرس الأمريكي في سبتمبر.وشن الجيش عملية شرقي بلدة الطارمية يوم أمس الجمعة مستهدفا زعيما للقاعدة “يقدم المشورة إلى قادة كبار للإرهابيين.”وقال الجيش الأمريكي ان القوات طلبات شن ضربات جوية بعد تعرضها لإطلاق نار من عدة بنايات مما أجبر أربعة مسلحين على الخروج منهم امرأة كانت تضع قناع تزلج قبل أن ترديهم نيران المقاتلات والقناصة. وقتل تسعة مسلحين آخرين في القتال.وقال بيان للجيش “رغم مناشدات قوات التحالف للإرهابيين بإخراج النساء والأطفال لنقلهم إلى مكان امن فقد قتل ولد صغير في بناية مع إرهابي مسلح اشتبك مع قوات المشاة.”وهاجمت القوات الأمريكية في الطارمية الخميس مسجدا سنيا في البلدة بعد تعرض موقعها القتالي لنيران أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية مما أدى إلى مقتل جندي. ولقي أكثر من 3700 جندي أمريكي حتفهم منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.وأرسل الرئيس الأمريكي جورج بوش 30 ألف جندي إضافي إلى العراق للمساعدة على كبح جماح العنف الطائفي بين الشيعة والسنة ومنح قادة العراق المنقسمين مهلة للتوصل إلى توافق سياسي.وشكلت كتل كردية وشيعية معتدلة تحالفا جديدا الخميس لدعم حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي في محاولة لكسر جمود سياسي يشل صناعة القرار ويعطل الاتفاق على مشروع قانون مهم.ويضم التحالف الحزبين الكرديين الرئيسيين في الحكومة والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي الشيعي وحزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه المالكي لكنه لا يشمل الحزب الإسلامي العراقي أكبر أحزاب السنة العرب.
والحزب جزء من جبهة التوافق الكتلة السياسية للسنة العرب التي انسحبت من الحكومة في وقت سابق هذا الشهر احتجاجا على عدم استجابة المالكي لآي من مطالبها لنيل دور أكبر في الحكومة.وقال الحزب الإسلامي العراقي في بيان يوم الجمعة ان حل الأزمة السياسية في العراق ليس عن طريق عقد تحالفات جديدة بل بتحقيق الوفاق تجاه قضايا مازال العراقيون منقسمون إزاءها.وأوقدت تلك الانقسامات العميقة شرارة العنف الذي قتل عشرات الآلاف وأجبر مليوني شخص على النزوح عن البلاد وشرد مئات الآلاف في الداخل.وهدمت هجمات انتحارية بشاحنات ملغومة عشرات المنازل في قريتين في شمال غرب العراق تقطنهما الأقلية من الطائفة اليزيدية.ولا تتوافر بعد حصيلة نهائية لعدد القتلى بعد يومين من الهجوم ومع استمرار رفع أنقاض المنازل المهدمة. وصدرت أرقام شديدة التباين عن مسؤولين عراقيين وأمريكيين.لكن حتى أقل التقديرات تجعله الهجوم الأسوأ في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.وقال اللفتنانت كولونيل مايكل دونيلي المتحدث باسم القوات الأمريكية في شمال العراق ان جنودا أمريكيين في موقع الهجوم أفادوا بمقتل 212 وتشريد المئات.وقال “الأرقام لن تتحدد قبل أيام ان لم يكن أسابيع. لكن الأرقام ليست الشيء المهم. الشيء المهم أن نساعد اليزيديين على النهوض مجددا وإظهار بعض التضامن” مضيفا أن الجيش يقوم بنقل المواد الغذائية والماء والأغطية إلى المنطقة.وقدر دريد كشموله محافظ نينوى عدد القتلى بنحو 200. وصرح بأنه لا تتوافر لديه حصيلة نهائية للقتلى لكن الكثيرين مازالوا مفقودين.وقال زريان عثمان وزير الصحة في كردستان المجاورة ان 250 شخصا قتلوا وأصيب 250. وقال الطبيب كفاح محمد مدير مستشفى سنجار ان عدد القتلى 344.سياسياً قال الحزب الإسلامي العراق (سني) احد ابرز الغائبين عن التحالف الرباعي الجديد ان المخرج من الأزمة التي تعصف بالبلاد حاليا لن يكون من خلال إنشاء تحالفات جديدة بل في تحقيق الوفاق تجاه قضايا مازال العراقيون منقسمون إزاءها.وقال بيان صدر عن الحزب الإسلامي مساء الخميس ان الحزب “مقتنع تماما بأن المخرج للازمة الراهنة لن يكون في عقد تحالفات أو استقطابات سياسية جديدة بل في تحقيق الوفاق الوطني على مسائل مركزية ما زال العراقيون منقسمين إزاءها انقساما حادا.”وأضاف بيان الحزب ان الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد الآن تحتاج إلى “توحيد الرؤى في الكليات وهو ما سينشط به الحزب الإسلامي في المستقبل.”وكانت أربعة أحزاب اثنان منها الحزبان الكرديان اللذان يشكلان القائمة البرلمانية الكردية وحزب الدعوة والمجلس الأعلى ابرز حزبين في الائتلاف البرلماني العراقي الشيعي وقعا يوم الخميس على وثيقة لتحالف جديد يهدف إلى إنجاح الحكومة وإعطاء دفعة للعملية السياسية التي أصيب بالشلل نتيجة انسحاب عدد من الكتل البرلمانية من الحكومة مؤخرا من بينها قائمة جبهة التوافق السنية.وقال البيان ان الحزب الذي اعتذر عن المشاركة بهذا الحلف يتمنى “ للأحزاب التي انضوت تحت هذا التحالف كل الموفقية في المساهمة الجادة لإخراج البلد من المحنة التي هو فيها.”وأضاف البيان “ ومن جانبنا نؤكد موقفنا الداعم للمساعي النبيلة والهادفة التي تصب في هذا الاتجاه رغم التحفظات الموضوعية التي بسببها اعتذر الحزب الإسلامي عن المشاركة والتي أبدى قادة الحزبين الكرديين تفهماً لها.”