الخرطوم /14 أكتوبر/ من اوفيرا مكدوم:تعهدت إثيوبيا أمس الخميس بإرسال خمسة آلاف جندي لبعثة قوات حفظ السلام المؤلفة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في إقليم دارفور الذي تمزقه الحرب بغرب السودان.ومن المقرر أن تحل البعثة المشتركة المؤلفة من 26 ألف جندي محل قوة الاتحاد الإفريقي التي تفتقر للخبرة والعتاد والأموال والتي لم تتمكن من وقف الصراع الذي يقدر أن 200 ألف شخص قتلوا فيه وتسبب في أزمة إنسانية.وقتل 10 من جنود حفظ السلام التابعين للاتحاد الإفريقي يوم السبت الماضي وأصيب سبعة آخرون بجروح خطيرة مما دفع دول غربية إلى الدعوة من جديد للتعهد بإرسال جنود ومعدات إلى القوة المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي المقرر أن تبدأ عملها في أول يناير.وقال رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في أديس أبابا "أثيوبيا مستعدة والقوات مجهزة وننتظر طلبا من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لإرسال القوات إلى دارفور."وفي الوقت الذي تعهدت فيه دول افريقية بإرسال جنود مشاة أكثر من المطلوب للقوة المشتركة فان قائدها القادم قائد قوة الاتحاد الإفريقي مارتن لوثر اجواي أن القليل من الجيوش الإفريقية لديه قوات كافية يتفق مستواها مع معايير الأمم المتحدة.وقال اجواي وهو نيجيري انه لا توجد دول افريقية كثيرة يمكن ان تقدم قوات قادرة على أن توفر ذاتيا مقومات البقاء لمدة ستة أشهر.وقال: "لا يوجد بلد إفريقي لديه العتاد الذي نحتاجه وعلى سبيل المثال العتاد الجوي." مضيفا أن نيجيريا التي تملك واحدا من أفضل الجيوش في إفريقيا لم تستطع عمل ذلك وان هناك حاجة لمساندة دول غربية وغير افريقية.وقال إن قوة الاتحاد الإفريقي المؤلفة من سبعة آلاف جندي "يتفوق عليها في العتاد والعدد" أطراف كثيرة في صراع دارفور.وقال مسؤولون بالأمم المتحدة أن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الفا عمر كوناري رفض القوات غير الإفريقية متفقا مع الخرطوم في تفضيل قوات مشاة افريقية فقط.لكن وسيط السلام المخضرم الأخضر الإبراهيمي قال في السودان قبل اجتماع يعقد اليوم إن كوناري سيغير وجهة نظره.وقال إن كوناري يود أن تكون لديه قوة افريقية خالصة مبديا اعتقاده أن رئيس المفوضية واقعي بما يكفي ليدرك أن هذا ليس ممكنا.وفي نفس الوقت وصل فريق من الجيش النيجيري إلى دارفور لاستعادة جثث الجنود النيجيريين الذين قتلوا في أسوأ هجوم على قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي يوم السبت الماضي.ومن المقرر أيضاً إعادة جثث ثلاثة جنود آخرين من مالي وبوتسوانا والسنغال إلى بلادهم وأصبحت الحالة الصحية لسبعة جنود أصيبوا بجروح خطيرة في الهجوم مستقرة بعد نقلهم إلى مستشفى في الخرطوم. وقال وفد من كبار رجال السياسة والشخصيات الدولية منهم اثنان حاصلان على جائزة نوبل للسلام بعد عودته من زيارة لدارفور أن العنف والانقسامات متفشية في الإقليم.وقال الوفد الذي يضم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وديزموند توتو أسقف جنوب إفريقيا إن حالات الاغتصاب منتشرة وان السلطات السودانية تتجاهلها.وحث الخرطوم على تسليم مشتبه في ارتكابهم جرائم حرب لمحاكمتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية.ودمر هجوم السبت الذي شنته فصائل متمردة قاعدة الاتحاد الإفريقي في جنوب شرق دارفور. وتم إحراق مسجد ونهب عربات وأسلحة.وفي البداية كان هناك نحو 60 جنديا في عداد المفقودين لكن المتحدث باسم الاتحاد الإفريقي نور الدين مازني قال انه تم معرفة أماكنهم جميعا باستثناء جندي واحد.وقال القائد الجديد لقوة الاتحاد الإفريقي مارتن لوثر اجواي انه انتهى تقريبا من إعداد خطة لتحسين السيطرة المباشرة على المواقع النائية التابعة لقوات الاتحاد الإفريقي لتوفير حماية أفضل لها.وقال مبعوث الأمم المتحدة للسودان يان الياسون لوكالة "رويترز" في ستوكهولم انه لم يتضح حتى الآن من وراء الهجوم. وقال "هناك بعض المصادر التي تقول إنها فصائل صغيرة أو مرتدة عن جماعة ولا تعمل بأوامر القيادة."وقال: "لاحظنا أن الزعماء المهمين لحركات متمردة مختلفة أدانوا هذا العمل المروع وألزموا أنفسهم بالمحادثات وعملية إيجاد حل سياسي."ومعظم جنود المشاة في قوة الاتحاد الإفريقي من نيجيريا والسنغال ورواندا مع وحدة صغيرة من جنوب إفريقيا. وقالت السنغال انها ربما تسحب جنودها إذا وجدت أن الاتحاد الإفريقي لا يستطيع الدفاع عن نفسه.لكن رواندا ونيجيريا وافقتا على البقاء.وقال جيل روتاريمارا المتحدث باسم جيش رواندا "إن قتل جنود يفترض أنهم يجلبون السلام عمل وحشي وجبان. سنبقى ثابتين على الأرض وننجز المهمة التي ذهبنا إلى دارفور من اجلها."وفقدت رواندا ستة جنود في دارفور منذ بدء المهمة.وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر بالقبض على وزير دولة وزعيم ميليشيات متحالفة اتهما بالتواطؤ في ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وترفض الخرطوم تسليمهما.