مشعل: المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" وصلت إلى طريق مسدود
الأراضي المحتلة / وكالات :استبعدت حركة (حماس) إمكانية إجراء حوار مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) قائلة إنه وصل إلى طريق مسدود, متهمة الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف عائقا أمام إجراء المصالحة بين الطرفين.وقال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إن "الطرف الآخر أوصد كل الأبواب ورفض كل الوساطات الفلسطينية والعربية بما فيها تحركات بعض قيادات فتح".واتهم مشعل في لقاء مع وكالة الصحافة الفرنسية كلا من واشنطن وتل أبيب بممارسة ضغوط مباشرة على كل الأطراف في المنطقة، وتهديد الرئيس محمود عباس لمنع أي محاولة لجمع حماس وفتح.وفي تعليقه على شرط الرئيس عباس إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل سيطرة حماس على غزة لإجراء أي حوار, قال رئيس مكتب حماس السياسي "غزة لم نأخذها حتى نعيدها".وبرر مشعل ما قامت به حماس بأنه دفاع عن الشرعية "أمام الفريق الانقلابي الذي استعان بالأميركيين والإسرائيليين بمالهم وسلاحهم وتدريبهم وتحريضهم للانقلاب".كما نفى الرجل سعي حماس للاستفراد بغزة قائلا "لا أحد يريد أن ينفرد بغزة، ومن يريد أن يعيد الفاسدين ويعيد الأوضاع السابقة الفاسدة التي كانت مرتبطة بأجندة أميركية وإسرائيلية فهذا معناه أنه يريد أن يبقي الفاسدين على ظهور الشعب الفلسطيني ويريد أن يرهن القرار الفلسطيني للأجندة الأميركية والإسرائيلية".وكان موفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط مايكل وليامز حث إسرائيل على اتخاذ تدابير جديدة من شأنها دعم الرئيس الفلسطيني وجهود السلام.وتابع وليامز الذي ينهي مهمته في سبتمبرعلى أن يصبح مستشارا لرئيس الوزراء البريطاني غوردون براون لشؤون الشرق الأوسط "كنت آمل أن تفرج الحكومة الإسرائيلية عن مزيد من المعتقلين الفلسطينيين وأن يتم القيام بخطوات في شأن المستوطنات العشوائية في الضفة الغربية".وصرح الموفد الأممي للصحفيين إثر محادثات أجراها مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين في القدس ورام الله بالضفة الغربية أمس "لم نر إجراءات جديدة وهذا الأمر يثير قلقي".ودعا وليامز تل أبيب للوفاء بوعدها لجهة إزالة قسم من نحو خمسمائة حاجز للجيش الإسرائيلي بالضفة تعرقل تنقل الفلسطينيين، وتؤثر سلبا على معيشتهم.كما حث الإسرائيليين على فتح المعابر مع قطاع غزة لمنع حصول أزمة إنسانية بهذه المنطقة التي تخضع لحصار دولي منذ سيطرت حماس عليها. وركز وليامز على إعادة فتح معبر كارني "الشريان الحيوي لنقل البضائع" إلى القطاع.ميدانياً أصيب ثلاثة من جنود الاحتلال بجروح في اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين في الضفة الغربية، بعد وقت من شن القوات الإسرائيلية لغارة جوية أسفرت عن إصابة خمسة بجروح بينهم ثلاثة من عناصر حركة (حماس).وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن مقاومين أطلقوا النار على جنود الاحتلال في مخيم بين عين الماء في مدينة نابلس بالضفة. وأضافت أن الجنود نقلوا إلى المستشفى.وعلى الفور تبنت كتائب أبو علي مصطفى- الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكتائب القسام- الجناح العسكري لحركة حماس وكتائب الأقصى- الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني (فتح) مسؤوليتها عن الهجوم خلال اشتباكات عنيفة بين الجانبين وتفجير عدد من العبوات الناسفة.كما اعتقل الجيش الإسرائيلي سبعة نشطاء فلسطينيين بالضفة بدعوى أنهم مطلوبون. وقالت الجيش إن الاعتقالات جرت في رام الله والخليل وإن الناشطين أحيلوا على الجهات المختصة للتحقيق معهم.وفي وقت سابق قالت مصادر طبية إن خمسة فلسطينيين أصيبوا أثناء عملية توغل لجيش الاحتلال ببلدة خزاعة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.وذكرت الأنباء أن الناشطين كانوا يتخذون مواقع لهم قرب الحدود تحسبا لتوغل جديد لقوات الاحتلال.كما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية أن المصابين وصلوا إلى المستشفى جراء إصابتهم بشظايا صاروخ أطلقته طائرة للاحتلال صوب تجمع للمواطنين بالبلدة. ووصفت المصادر الإصابات بالمتوسطة.وفي سياق أزمة الكهرباء بغزة رفضت حركة الجهاد الإسلامي تهديدات تل أبيب بقطع التيار عن القطاع في حال استمرت الهجمات الصاروخية على الأهداف الإسرائيلية.وقال القيادي بالجهاد نافذ عزام إن قوى الشعب الفلسطيني “تؤكد رفضها لمقايضة الكهرباء والماء والخبز بالموقف السياسي وحق المقاومة”.وشدد عزام على أن المقاومة ضد إسرائيل حق مشروع للشعب الفلسطيني ولا يجوز المقايضة عليه تحت أي ظرف من الظروف”.وكان وزير البنى التحتية بنيامين بن إليعازر قال إن إسرائيل ستقطع الكهرباء عن محطة عسقلان -التي تؤمن %70 من التيار الكهربائي لقطاع غزة بموجب اتفاقات السلام المؤقتة مع الفلسطينيين- إذا استمر إطلاق الصواريخ على الأهداف الإسرائيلية.وبشأن نفس الأزمة، قال ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان إن حكومة الرئيس محمود عباس تقدمت بطلب رسمي إلى الاتحاد الأوروبي لوقف تمويل وقود الكهرباء بغزة.واتهم حمدان الرئيس الفلسطيني بمعاقبة شعبه في الضفة الغربية وقطاع غزة, والمساهمة في فرض الحصار على الفلسطينيين، والدعوة إلى استقدام ما قال إنه احتلال جديد للأراضي الفلسطينية.وتأتي هذه التطورات بينما أنهى القطاع أياما من الظلام وحرارة الصيف الخانقة، بعودة التيار الكهربائي إلى أجزاء واسعة منه بعد إعادة تشغيل محطة كهرباء غزة أمس الأول إثر استئناف الاتحاد الأوروبي إمداد القطاع بالوقود لأول مرة منذ الأحد الماضي.