هناك بعض القضايا المتعلقة بالتعليم ربما لا تلقى الاهتمام الكافي، من قبل الجهات المعنية أو أنها تكتفي بلائحة ضوابط لاتتناسب وطبيعة رسالة المعلم التي ينبغي الأخذ فيها بمبادئ عديدة. قبل أيام استوقفني أحد المعلمين ممن قضى عمراً في مهنة التدريس الرسالة التربوية شديدة الأهمية في حياة المجتمع.الأستاذ الفاضل قال: ماذا ينبغي أن يفعل المعلم تجاه طالب مشاغب مستهتر ينفش ريشه ويبرز عضلاته تجاه المعلم بكل استهتار من شعوره أن العقاب ممنوع وفق التوجيهات التربوية التي تمنع العقاب الجسدي.. مشيراً إلى إثارة مثل هذا الموضوع لأتفه سبب أحياناً أو من باب إن الطالب يود إن يجابه بمثل هذه التهمة أي تهمه المعاقبة جسدياً .. وهي القضية التي تسارع الجهات المعنية للتعاطف مع طرفها الآخر .. دون الإحساس والحسبان بشعور المعلم هذا المعلم الذي يواجه الأمرين من سلوك بعض الطلاب المستهترين. وأضاف المعلم بالقول: قبل أيام واجهت تعنت وصلف أحد الطلاب المعروفين في مدرستنا بكثرة مشاكله وإهماله دروسه وحين هممت بمعاقبته .. انتفخت أوداجه وقال بنبرة تحد أتحداك إن تفعل ذلك إذ يمكنني إن أرد لك الصاع صاعين حدث هذا أمام طلاب الصف.. وحين حاولت عرض موضوع من هذا النوع على التوجيه التربوي قيل لي عليك إن تختار نمطاً آخر من العقاب أي إن أجعل مثل هذا الطالب يكتب الدرس بصورة مكررة لمدة عشر مرات.. معتبراً إن هذا عقاباً غير جسدي وبدوري أسأل كيف يمكن لطالب مستهتر يرفض إن يكتب في حصة الدرس لمرة واحدة كيف يمكنه إن .. يكرر كتابه الدرس لعشر مرات..؟!قضية ربما تمثل محور معاناة عند المعلم الطرف الأهم في العملية التعليمية الذي ينبغي إن تكون مبادئ هيبته وتقديره وإقدامه من الأسس التي يرتكز عليها الأداء بين طرفي العملية التعليمية، ونحن بالطبع لا ندعو لنمط من العقاب القاسي بأي حال ، ولكن إن تترك التقديرات في مثل هذه الحالات للمدرسة والمعلم.. خصوصاً وقد بلغ حد التمادي إن بعض الآباء يبرزون فتوة متناهية حين يجابه أبناؤهم مثل هذه القضايا ويستدعي حضورهم إلى المدارس فيكون حضور ولي الأمر وجه آخر للسلوك المستفز بوجه المعلم أعني المعلم الذي لايمتلك وسيلة ردع صارمة تجاه مثل هذا النمط المشاغب المستهتر من الطلاب وما أريد الوصول إليه هنا أهمية الأخذ بمبدأ أفضل وأنجح التجارب لدى الغير في مجال التربية والتعليم وتطبيق ذلك على صعيد الواقع وإعطاء هيبة للمعلم .. فهذا المحارب النبيل يستحق تقدير المجتمع.
