مع انطلاقة ثورة الاتصالات الالكترونية في تسعينيات القرن الماضي التي شملت عالم الانترنت والهواتف النقالة بدأت الشركات العالمية المصنعة للاجهزة الالكترونية سباقا محموما او ما يعرف باسم (سباق اللانهاية) في جذب اكبر عدد من المستهلكين لمنتجاتها التي تتميز بها عن نظيراتها الاخرى ، ونجحت تلك الشركات في جعل المستهلك يدمن على اقتناء كل ما هو حديث بمواصفات ووظائف لم تكن متوفرة في تلك التي تملكها قبل بضعة شهور الا ان ثمة تساؤلا قد لا يخطر على بال احد منا حول مصير الاجهزة الالكترونية القديمة او المتهالكة وكيفية التخلص منها.فقد اشار تقرير صادر عن منظمة برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة الى ان معظم الشركات المنتجة للاجهزة الالكترونية تقوم بالتخلص من نفاياتها مثل أجهزة الكمبيوتر ومستلزماته واجهزة التلفاز والرقائق المدمجة في دول افريقية موضحا ان زهاء 50 مليون طن من القمامة الناتجة عن بضائع إلكترونية مهملة يتم التخلص منها سنويا في تلك البقعة من الارض.واضاف التقرير ان اختيار القارة السمراء كمردم لتلك النفايات جاء بعد ان قامت دول اسيوية مثل الصين والهند بفرض قيود مشددة على دخول تلك الأجهزة المتقادمة اليها بعد ان عانت من ويلات تلك النفايات والاضرار الناتجة عنها. وتتلخص مخاطر تلك النفايات بالابخرة السامة والمواد الكيميائية مثل الباريوم والزئبق التي تنتج عن احراق تلك الاجهزة المتهالكة فضلا عن مواد ثقيلة يصعب على الدورة البيئية التعامل معها وخطرها على حياة الانسان.وتعود أسباب هذه المشكلة الى عوامل عدة منها ارتفاع تكاليف استبدال أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة والى سرعة التقدم التقني بحيث يجعل أنواعا كثيرة من الأجهزة تتقادم بسرعة.ولهذا عقد مؤتمر دولي تحت مظلة ورعاية منظمة برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي لبحث سبل معالجة المشكلة التي تتفاقم مع مرور الوقت ، وكان نحو 50 شخصا لقوا حتفهم واصيب أكثر من 70 ألف بامراض مزمنة بسبب تصاعد ابخرة سامة من اكوام لتجميع الاجهزة الالكترونية المتهالكة في مدينة أبيدجان عاصمة ساحل العاج ، وفي دراسة أجرتها هيئة تسمى (شبكة بازل للعمل) تعنى بشؤون النفايات الالكترونية اظهرت ان ما لا يقل عن 100 ألف جهاز حاسوب يتم ادخالها شهريا عبر ميناء لاجوس النيجيري اضافة الى أجهزة تلفاز وحواسيب وهواتف محمولة قديمة أو تالفة.يذكر ان دولا عدة صادقت على اتفاقية بازل التي تعنى بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة والمشعة والتخلص منها عبر الحدود بطرق لا تشكل خطرا على الانسان او البيئة على حد سواء.
النفايات الالكترونية الخطر القادم على البيئة وحياة الانسان
أخبار متعلقة