( 14أكتوبر ) تستطلع آراء المشاركين في معرض عدن الدولي للكتاب
استطلاع/بديع سلطان:شهدت مدينة عدن في الفترة 27 مارس -7 أبريل 2007م معرضاً للكتاب والاتصالات وتقنية المعلومات،ويعد هذا المعرض الرابع في سلسلة معارض للكتاب التينظمها القائمون على هذه المعارض في السنوات الماضية.إلا أن هذا المعرض- وبشهادة المشاركين فيه- يعتبر أسوأ المعارض التي شاركت فيها دور النشر العربية واليمنية في مدينة عدن،ولمعرفة أسباب هذه الإساءة التي لا تمس أصحاب المعرض والمنظمين له بقدر ما تمس سمعة ومكانة مدينة عدن،كانت لنا هذه اللقاءات القصيرة مع مندوبي المكتبات ودور النشر اليمنية والعربية المشاركة في هذا المعرض...كان يتوسط كتبه وأقراصه المدمجة عندما توجهت إليه،وهو جالس وكأن الهم يشغله،فتقدمت نحوه،وعرفته بنفسي،فرحب بي،ثم سألته عن رأيه بالمعرض،وبالخدمات المقدمة،وبإقبال الناس على الشراء،فأجابني قائلاً:((...ألم ترني جالساً بنظرك؟كان يجب علي أن أكون واقفاً أبيع بضاعتي من الكتب والوسائل التعليمية طيلة العشرة الأيام التي هي عمر هذا المعرض،إلا أنني جالس منذ الصباح،ولم أبع أي شيء،لا يوجد زبائن بالأصح حتى أبيع لهم)).وعن سبب عدم وجود الزبائن،أجاب ((لا توجد إعلانات مسبقة والناس مش عارفين إن فيه معرض،الآن الإعلانات هي التي تدفع الناس للحضور ومن ثم إلى الشراء،وسبب ذلك هو التقصير من منظمي المعرض في عدم الترويج له على أكمل وجه)).كان ذلك رأيه الذي أبداه بكل سرعة وحدة دون أن نعرف هويته،وهوية الدار التي يمثلها،لكنه سرعان ما تمالك نفسه،وأعتذر عن حدته،وعصبيته،وعرف نفسه قائلاًً))أسمي عماد شريف،مندوب شركة ماس للإنتاج التعليمي بمصر)) وأبدى عماد عدم رضاه من تنظيم المعرض بقوله:((الشيء المهم الذي كنا بانتظاره،يومياً نتطلع إليه،هو عدم حضور طلبة المدارس،وبحكم أننا- وغيرنا كثير- أصحاب دور النشر التعليمية التي تستهدف أطفال المدارس،كان الأجدر بالقائمين على المعرض العمل على التنسيق مع مدارس الأطفال،وعمل رحلات مدرسية لزيارة المعرض،شيء آخر يجب الحديث عنه،وهو سوء المكان،وعدم تواجد التكييف،والإهمال الواضح في نظافة المكان)).وعن ما يخص مقارنة المعرض الحالي بالمعارض الأخرى التي شاركت فيها الشركة التعليمية يقول))شاركت الشركة(تبعنا) في أكثر من معرض في عدن وصنعاء وتعز،وقد كان المعرض السابق الذي أفتتح في عدن العام الماضي،هو الأفضل،أفضل من الحالي بكثير)).من جانبه عبر رياض حسن باحكيم- من مدينة صنعاء للكمبيوتر،عن حنقه وعدم رضاه عن الأساليب التنظيمية المتبعة في المعرض،كما اتهم الجهات الخاصة التي نظمت المعرض بعدم توفير كل ماهو أساسي له ((قائلاً معرض عدن الحالي له سلبيات عديدة من ضمنها عدم وجود فواتير للمشترين،وهذا قد يعرض دو النشر المشاركة للسرقة نظراً لأن الكتب وغيرها في متناول الزائرين،هذا الأمر يسمح للمستهلكين بالخروج من المعرض وهم محملون بالكتب دون أن يعرض ما أشتراه على الحراسة أو ما شابه،كما أن عدم استقرار المنظمين على موعد محدود لافتتاح المعرض كان وراء تأخير الإعلانات المروجة للمعرض مما سبب عدم إقبال الزبائن)).كما علمنا من الأخ رياض باحكيم أن بعضاً من أصحاب دور النشر تعرضوا للاختناق بسبب عدم تواجد تكييف في صالة المعرض.وقع نظري عليه،وهو يتصبب عرقاً،وكأنه خرج من حمام لتوه،فعرفت أن المكيفات وغيابها هي السبب في ذلك،فطلبت منه رأيه بالمعرض وبالأمور التنظيمية،فعرف نفسه قائلاً:((أنا تهامة عبد العظيم،من شركة "داتا أوشن" بمصر،ثم أندفع في حديثه...((نشعر بالحر الشديد،ولا نطيق أن نبيع للناس لعدم توافر تكييف في الصالة،كما أن هناك أمراً خطيراً لا بد من الحديث عنه،وهو الحقوق الفكرية والأدبية للمصنفات والكتب والأقراص المدمجة،ففي مصر مثلاً،توجد مثل هذه الحقوق،وهناك قانون ينظم العمل في هذا الجانب،ولا يستطيع شخص آخر،غير شركتي،أن يبيع ما تنتجه شركتي،ويحاسب أي شخص قام بنسخ أو طباعة أعمال الشركة الأصلية بأسعار رخيصة جداً بـ100ريال،أو 150ريالاً لأنها غير مكلفة،وهذا يؤثر على بضاعتنا الأصلية ذات الجودة ما قد يؤثر علينا مادياً)).ويضيف الأخ تهامة: "وهناك دليل على عدم التنسيق الجيد،وعدم التنظيم الجيد للمعرض،وهو أننا علمنا أن المعرض سيفتتح يوم 25 مارس،إلا أنه تأجل إلى 27،كما أن عدم وجود فواتير،وأكياس دعاية،وانعدام التكييف،وقلة الإعلانات،وبالتالي ضعف إقبال الناس،كل ذلك سيؤدي حتماً إلى فشل المعرض".آراء أبداها أصحاب الشأن من وحي معرض عدن الدولي للكتاب ما يطرح أمام المسؤوليين والمنظمين لمثل هذه الفعاليات الهامة التي تعطي صورة جيدة عن عدن واليمن بصورة عامة مسؤولية كبيرة يجب عليهم تحملها،كما أن على الجهات المعنية الاهتمام بالجوانب الفكرية والأدبية المصاحبة لمثل هذه الفعاليات...,وما هذا الموضوع إلا بداية الغيث لمواضيع أخرى نناقش فيها بإذن الله مع الجهات المختصة،قوانين المطبوعات والحقوق الفكرية والجوانب التنظيمية للمعارض وبخاصة مع منظمي معرض عدن الدولي للكتاب،الذين يجب أخذ ردود فعلهم عن الصورة السيئة التي خرج بها زوار المعرض.