حضر ورشة صحفيات من أجل حقوق الإنسان
صنعاء / سبأ:أكد وزير الإعلام حسن اللوزي أهمية فهم واستيعاب أسس ومبادئ الدستور والقوانين النافذة والالتزام بها كونها تمثل الضمان الدائم للحقوق و الحريات وانتصارا للإنسان وحقوقه وحماية لحرياته. وأشار وزير الإعلام في الكلمة التي ألقاها أمس في اختتام ورشة العمل الخاصة بحملات المناصرة وكسب التأييد التي نفذها منتدى الإعلاميات اليمنيات في إطار مشروع صحفيات من أجل حقوق الإنسان، إلى أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات لدعم الحركة الإعلامية والانتصار لحقوق الإنسان عبر التوعية بهذه الحقوق وسبل الحصول عليها في أوساط المجتمع . ولفت إلى التحديات التي واجهت الحركة النسوية في مجتمع تسوده الثقافة التقليدية التي خفت حدتها بفضل المبادرات الشجاعة من النساء الرائدات اللائي تحملن وأسرهن نتائج المبادرة.وتطرق إلى ما تحقق للمرأة اليمنية من مكاسب وانجازات هامة في ظل عهد الوحدة اليمنية المباركة مامكنها من الوصول إلى مختلف المناصب و مواقع اتخاذ القرارات في إطار حرص القيادة السياسية والدولة على تعزيز مشاركة المرأة وتفعيل دورها في خدمة مسيرة التنمية في الوطن . للأهمية (14اكتوير) تنشر نص الكلمة :[c1]الأخت العزيزة الأستاذة/ رحمة حجيرة -رئيسة منتدى الإعلاميات اليمنياتالأخوات في قيادة هذا المنتدىالأخوات المشاركات في هذه الدورة الخاصة بالانتصار لحقوق الإنسان[/c]بدايةً أحييكن لهذا التوجه ولإصراركن على أن تأخذن مكانكن إن شاء الله في الحياة العملية.. وفي أداء الرسالة الإعلامية في المواقع التي تعملن فيها، وحقيقة لا توجد كلمة مُعدّة مسبقاً لمثل هذا اللقاء وفي مثل هذا الاختتام ولكن تركت لنفسي أن تختار الأفكار والكلمات التي يمكن تناولها في اختتام مثل هذه الدورة بالغة الأهمية في اتجاهين في اتجاه القضية نفسها وهو التحالف الإعلامي من أجل حقوق الإنسان وباتجاه العمل الإعلامي.. فهي هامة لأن قضية الانتصار لحقوق الإنسان هي الانتصار للوجود الكريم بالنسبة للرجل والمرأة في أي مكان كان ونحن نناضل من أجل أن يتحقق النصر الكامل وممارسة الحقوق والتمتع بها للرجال والنساء في مختلف المراحل والأعمار بدايةً من حقوق الطفل وانتهاءً بحقوق الشيخوخة ولا بد أن يكون للعمل الإعلامي دور مباشر ودور وطيد في خوض هذا النضال والاستمرار فيه وخاصةً ونحن ندرك إدراكاً عميقاً التحديات والمشكلات والمعوقات التي ما زالت تحول دون تمكين المرأة ودون أن تأخذ موقعها جنباً إلى جنب قرب أخيها الرجل وفي ندّية كاملة وتنافس كامل في كافة المواقع وفي تحمل المسئولية.لم يعد هناك موقع في المسئولية اليوم في ظل قيادة فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية محتكراً للرجل وقد أخذت المرأة تسير وتتقدم خطوات لكي يكون لها حضورها وتكون لها فعاليتها في كافة المواقع وفي تحمّل كافة المسئوليات.واسمحنْ لي ونحن على مقربة من السابع عشر من يوليو.. هذا اليوم التاريخي الذي هو ليس تاريخ إنسان.. أو فرد.. أوقائد.. وإنما هو تاريخ مرحلة جديدة في عمر الثورة اليمنية المباركة (سبتمبر وأكتوبر).. وتاريخ جديد في التغيير الشامل الثقافي.. والاقتصادي.. والاجتماعي الذي حدث في الشطر الشمالي من الوطن ومن ثم تواصل في ظل الوحدة ليشمل كل ربوع الوطن اليمني... فهذا اليوم ونحن في الذكرى الحادية والثلاثين لهذه المسيرة لا بد لنا أن نقول كلمة عرفانٍ ووفاء تجاه القائد الذي جعل همّه الأول من يوم أن تحمل المسئولية هو الانتصار لحقوق الإنسان التي تجسدت في الأهداف الستة السامية للثورة اليمنية.. هذه الأهداف التي ترسمت بالفعل صورة التغيير الذي يجب أن يتم في ظل الثورة.ولا شك في أن من يتابع ويطلع على تاريخ الثورة اليمنية يجد أنها مرت بمنعطفات هامة إلى درجة أننا وصلنا في مرحلة من المراحل - وأنا أتحدث في هذا الجانب بشكل شطري- في الشطر الشمالي من الوطن وصلت إلى درجة أن غُيّبت كلمة (ثورة) وكان العمل الإعلامي يتهرب منها حتى أُعيد لمعنى كلمة الثورة الحياة من جديد ونستطيع أن نقول منذ السابع عشر من يوليو 1978م عادت للثورة شعلتها الوقّادة.. وحيويتها.. وفعاليتها.. وبدأت الميادين في اليمن تشهد التغيير في اتجاه تجسيد الأهداف الستة السامية للثورة اليمنية.. وهذا التغيير شمل العديد من الخطط الخمسية وتحقيق العديد من الخطوات نحو الممارسة الديمقراطية والوصول بها من مرحلة التعيين للسلطات التشريعية إلى مرحلة الانتخاب.. إلى مرحلة التتويج العظيم والكامل لأهداف الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) بإنجاز الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م.. هذا التاريخ ماكان له أن يتحقق ويحقق اكتمال أهداف الثورة بإنجاز الوحدة وتحصينها بالديمقراطية لولا القيادة الحكيمة المقتدرة ذات الرؤية البعيدة المدى.لن أتحدث في التاريخ بشكل عام وإنما سأتحدث عن تفصيلات معينة فيما يتعلق بمسألة المرأة وحقوقها وتمكينها في ظل قيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح.. كانت أولى الخطوات في هذا الاتجاه في التعيينات الوظيفية التي كانت تواجه بتعنّت وبرفض من قوى كانت مسيطرة ومؤثرة.. قوى كانت حول الرئيس وحول المجتمع وفي كل المواقع.. وكان هذا الموضوع قد حُسم وبشكل جريء في شطرنا الجنوبي من الوطن بفضل التوجهات المبكرة للحزب الاشتراكي اليمني الذي استطاع بالفعل أن يحقق إنجازاً كبيراً في طريق المساواة بين الرجل والمرأة وتمكين المرأة.. لكن ظل ذلك أيضاً في حدود معينة سواءً في التعيينات الوظيفية أو حتى في الوصول إلى منصب الوزارة وفي قيادة التنظيم مثلاً.لكن نحن لسنا في استقصاء تاريخ السلبيات أو جوانب القصور وإنما نريد أن نرى الإيجابيات التي تحققت.. بدأت المرأة تأخذ مكانها ودورها سواءً في عدن أو في صنعاء.. لكن التحديات والمعوقات والإحباطات في صنعاء كانت أكبر إلى درجة أنه في أول انتخابات مثلاً للسلطة التشريعية كان هناك من يرفض حق المرأة في أن تذهب وتنتخب ولكن إصرار فخامة الأخ الرئيس ومجادلته بل وتقديمه إرضاءات معينة لمثل تلك القوى هو الذي سمح في أن تبدأ حركة التغيير في اتجاه أن تشارك المرأة وتنتخب.. وعندما بدأ التفكير في أن تُرشح نفسها تصدّى لهذه الأمنية قوى كانت تتسلح بفهمها الخاطئ للدين.. ولا أريد أن أقول إن تياراً من العلماء في بلادنا كان ضد أن تترشح المرأة.لكن إصرار الأخ الرئيس وإيمانه بأن للمرأة حقوقاً وقدرات لا تنقص عن حقوق وقدرات الرجل هو الذي أوصلنا إلى هذا التاريخ ولأن تأخذ المرأة دورها وأن تترشح في الانتخابات والتعيينات.. أنا أتذكر النّقد الذي حدث عندما تعينت أول وكيلة مثلاً الأخت أسماء الباشا ومع ذلك الحمد لله كانت خطوة أولى وجريئة من قيادتنا السياسية وتواصلت بعد ذلك هذه العملية.أريد أن أؤكد أن دور الفرد.. ودور القائد أساسي في التغييرات التي يجب تحقيقها في كل المجتمعات ليس فقط المجتمعات النامية أو المجتمعات المتخلفة وإنما أيضاً في المجتمعات الرائدة.. والمجتمعات الحضارية المتقدمة.. في المجتمعات المتقدمة التي يسهل فيها إجراء التغيير والتحوّل والتطور بصورة سريعة لأن ثمة مؤسسات قائمة تؤازر هذا التوجه فتكون خير معين للفرد القائد.. لكن في ظل غياب مثل هذه المؤسسات وعدم تمكنها من أن تلعب الدور الكبير.. والدور المؤسسي وهو أساس في بناء الحضارة يظل للقائد الدور الفاعل والمؤثر ومع ذلك حتى هذه القاعة ومن سُمّيت هذه القاعة باسمها الأخت الأستاذة أمة العليم السوسوة نتذكر أنها ناضلت مع أسرتها لكي تحقق رغبتها في أن تنتمي للعمل في الحقل الإعلامي وكان فخامة الأخ الرئيس وكان عدد من الرجال والنساء يؤمنون بهذا التوجه مؤازرين لها ومثل هذا يقال للرائدات في العمل الإعلامي في إذاعة صنعاء مثل جميلة العزب، نورية أحمد راجح، زهراء طالب... وغيرهن.. هذه الكوكبة الأولى وكُن لا يناضلن فقط في مجال العمل الإعلامي كُن يعملن في الحقول الأخرى فعندما عجزنا عن أن نقيم مسرحاً في اليمن تصدت الأخوات الإعلاميات للانخراط في هذا العمل.. هناك أعمال درامية مسرحية أنتجت بفضلهن عندما بدأ التلفزيون وأيضاً في المسرح شاركت فيه الدكتورة رؤوفة حسن والأستاذة أمة العليم السوسوة وخديجة السلامي ومثلن لكي يكن بقرب الرجل ولكي يثبتن أن المجتمع على سعته هو مكان صالح لأن تحضر فيه المرأة وتمارس دورها وتتفوق وتكون نِداً لأخيها الرجل ووراء تلك الأخوات كانت هناك أُسر قوية مؤمنة بهذا الدور.. أُسر صمدت معها وعانت وواجهت صعوبات لكنها قدرت أن تصمد وقدرت أن تتغلب وأن تنتصر..اليوم إننا نعتز بأن لدينا رائدات يُشار إليهنّ بالبنان ويستحققن التكريم بشتى أشكال التكريم سواءً في تسمية القاعات أو الشوارع أو الجامعات بأسمائهن.كُنّا في فترات معينة نتألم كثيراً عندما لا نجد في صحافتنا من يكتب من الأخوات ممن يمارسن هذه المهنة وفي هذه المرحلة كان عدد من الأخوة يحاول أن يكتب بأسماء فتيات حتى تحضر المرأة في صحافتنا سواءً في الثورة أو الجمهورية وفي 14 أكتوبر وفي 26 سبتمبر وقبلها 13 يونيو.. وكان العدد محدوداً..اليوم أنا أعتز وأفتخر أنه في دورة محدودة مثل هذه الدورة موجود هذا الجمع صرنا لا نقلق.. لانخاف بأن المرأة غائبة أو مغيبة.. اليوم المرأة حاضرة في العمل الإعلامي واليوم هناك صحافة نسائية صحافة تهتم بقضايا المرأة ورئيسات تحرير يرأسن صحفاً تصدر في البلاد.. هذا تطور إيجابي يجعل المناخ أمامكن أكثر سهولة والتحديات أقل.. لكن ليس هذا هو الجانب الذي يُمكنكُنّ أو يُشجعكُنّ لأن تواصلن نضالكن في خوض غمار خدمة بلادكن.. وإنما أن تكنّ مسلحات بالشجاعة وبالفهم.. فهم المهمة الإعلامية وتحديد الأهداف بصورة دقيقة يساعد على النجاح والانضباط للنظام الأمثل في البلاد بدايةً من الدستور والقوانين.. أعتقد أن هذا هو طريق حصانة المسئولية ستتحملن مسئوليات فردية.. ومسئوليات جماعية.. ومسئوليات في مواقع مهمة.. احترام القانون وفهم القانون واستيعاب القانون والعمل من خلال القانون هو ما يجعلكن أقوى وأقدر ولايمكن لأي قوة مهما كانت أن تؤثر على دور المرأة كفرد أو دور المرأة كجماعة أو كمنتدى مثل منتدى الإعلاميات إذا كانت تسير في خط الالتزام بالثوابت الوطنية وبدايةً الالتزام بالقيم وبالأسس الدستورية.. ونحن في اليمن نفخر أننا نملك دستوراً هو من أنضج وأفضل الدساتير في كثيرٍ من البلدان النامية وفي البلدان العربية.. صحيح أننا نتحدث عن التعديلات في الدستور والتنقيح للدستور لكي يتغير إلى صورة أفضل.. لكن لو تأملنا الأسس السياسية.. والأسس الاقتصادية.. والأسس الاجتماعية سنجد أنها احتوت على كافة الأسس التي تتضمنها أرقى الدساتير.. الخلاف هو في تكوين السلطات وفي علاقات السلطات مع بعضها وفي المسئوليات التي يمكن أن تعطى للسلطات.. أما في الأسس التي يقوم عليها المجتمع والتي تسير عليها حياة الناس تحت مظلة الحقوق المتساوية هذه الأسس السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية صيغت على أفضل وأروع ما يكون.لذا تجدون أن الحديث عن التعديلات يتناول الأبواب الأخرى ليس في الباب الأول بل في الأبواب التي تخص السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والرئاسة،البرلمان الواحد أو ثنائية السلطة التشريعية.. قضايا كثيرة تناقش وأنتن على إلمام بهذه القضايا.. الوعي بالأسس في الدستور هو سبيلنا للانتصار لحقوق الإنسان... حقوقنا واضحة بينة في هذه الأسس.. حقوق المواطنة المتساوية.. حقوق حرية التعبير.. حقوق تكوين التنظيمات السياسية والتجمعات هذه كلها تضمنتها الأسس السياسية في دستورنا وبالتالي استحضار هذه الأسس دائماً في عملنا ومراعاتها والنضال من أجل أن تتحول دائماً حقيقة معاشة في حياتنا أعتقد أنه أمر مهم أبعد ما يكون أهمية خاصة في دورة كرّست أعمالها في التدريب المهني على موضوع الانتصار لحقوق الإنسان.. لا أدري هل وقفتن بتأمل وبفهم عميق للأسس الدستورية التي تمنح وتحدد الحقوق المتساوية داخل المجتمع اليمني.. أعتقد أنه تم أو يتم.. حرصت على أن أنبه إلى هذا الأمر وحرصت على أن أقول لكن بأن الحياة السياسية اليوم أمام تحد حقيقي في أن تسير في اتجاه تمكين المرأة أكثر فأكثر.. وتمكين المرأة يبدأ من الجهد الذي تبذله المرأة لاتنتظر أن يعطيها الرجل يجب أن تنتزع حقوقها انتزاعاً سواءً من السلطة أو المجتمع وفي داخل البيت من أخيها وبأدبٍ جمٍّ من أبيها وبكفاح نِدّي داخل المجتمع.عفواً أنا أطلت وربما هذه الإطالة نتيجة أنني تركت لنفسي حرية أن أتحدث في مثل هذا اللقاء الذي أنا سعيد به غاية السعادة ولابد لي أن أتمنى لهذا المنتدى ولرئيسته المزيد من النجاح وبخاصة التطور الذي صار يطل عليه هذا المنتدى من خلال الدخول في مجال الإنتاج الإعلامي الإذاعي أولاً وربما في المستقبل التلفزيوني وعندما يصدر بإذن الله قريباً قانون الإعلام السمعي والبصري سيكون هذا المنتدى رائداً في مجال الإنتاج الأوسع للبرامج الإذاعية.. كل تغيير أو إنجاز عظيم في الحياة يبدأ بخطوة وأنا أعتقد بأن حياتنا التي بدأت بالتغيير الحقيقي منذ فجر سبتمبر العظيم وتعززت في السابع عشر من يوليو واكتملت في الثاني والعشرين من مايو.. تُقدم لنا المناخ الأفضل لذلك وترسُم لنا الطريق الأسلم لذلك.. لنُحافظ على هذه الدلالات.. لنعمق إيماننا بها ولنواصل المسيرة وأشكركُنّ على حسن استماعكن..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.