هو علي حسين عبد الجليل الوردي ، ولد في مدينة الكاظمية في عام 1913م، وكان أبوه يعمل عطارا في سوق الكاظمية، عمل علي مع أبيه في العطاره بعد أن أتم الدراسة في الكتاب وفي جوامع الكاظمية حين كان العراق وقتها تحت حكم السلطنة العثمانية. وبعد انهيار العثمانيين دخل الوردي المدرسة الابتدائية حيث كان انهيار حكم الدولة العثمانية في العراق يشكل أفقا وفتحا جديدا أدخل معه الكثير من الحضارة إلى العراق ومنها انتشار التعليم الحديث، الذي لولاه لعاش ومات الوردي عطارا في سوق الكاظميه مثل أبيه. عمل معلما لمدة سنتين بعد تخرجه من الدراسة الإعدادية، سافر بعدها ليدرس في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم جامعة تكساس في أميركا حيث نال شهادة الماجستير في عام 1947 في علم الاجتماع، ثم تحصل في عام 1950 على الدكتوراه من نفس الجامعة ونال تكريم حاكم الولاية شخصيا بعد أن تفوق بامتياز. عاد إلى العراق بعد تخرجه وعمل بقسم علم الاجتماع في جامعة بغداد وكان من رواد القسم ورواد علم الاجتماع في العراق. تدرج في وظيفة التدريس حتى منح لقب أستاذ متمرس في جامعة بغداد وهو لقب يمنح للمتفردين في تخصصاتهم وطول مدة خدمتهم. تقاعد عن التدريس في عام 1972، وهو في أوج عطائه العلمي، وتفرغ للتأليف وإلقاء المحاضرات في بعض المؤسسات العلمية الجامعية العراقية والعربية. كان حراً في طرحه متحرراً في تفكيره وعطائه في الكتب والمحاضرات مما أزعج السلطة الحاكمة في بغداد، وعملت سلطة البعث على التضييق عليه تدريجيا و سحب معظم كتبه من المكتبات وحضرها على القراء بداعي «السلامة الفكرية» ،وعمل البعثيون على تهميشه وإفقاره ماديا وهو ما آل إليه حاله. حيث مات في شهر تموز عام 1995م، بسبب المرض رغم العلاج الذي تلقاه في المستشفيات الأردنية وعلى نفقة أصحاب الخير. اعتمد الوردي كثيراً على نظرية ابن خلدون الواردة بمقدمته المعروفه واعتبره المنظر الحقيقي ودارساً متمعناً للمجتمع العربي في تلك الفترة ، وكان ابن خلدون موضوع أطروحته للدكتوراه. وقد كان الوردي أول من دعا إلى علم اجتماع عربي يدرس المجتمع العربي في ضوء خصوصياته الجغرا- ثقافية، وانطلاقا من أفكار ابن خلدون حيث ركز الوردي على عامل البداوة وقيمه وأثرها في تكوين الشخصية العربية. أهم أعمال الدكتور علي الوردي: كتابه القيم (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ستة أجزاء) و ( دراسة في طبيعة المجتمع العراقي). و( شخصية الفرد العراقي: بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم الاجتماع الحديث) و(وعاظ السلاطين) و (مهزلة العقل البشري) و (منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته) و (أسطورة الأدب الرفيع.) و ( الأحلام بين العقيدة والعلم) و(خوارق اللاشعور أوأسرار الشخصية الناجحة).و(هكذا قتلوا قرة العين) وآلاف المخطوطات والمنشورات والمحاضرات المسجلة صوتياً أو فيدوي.
من رواد علم الاجتماع العراقيين
أخبار متعلقة