حسام العزانيلفترة طويلة التصقت شخصية الوكيل قائد في مسرحية التركة بنورسنا القادم من أحد الأرياف اليمنية وتحديداً من مدينة مكيراس التي أبصر النور فيها في المنتصف الثاني للثلاثينات من القرن الماضي ومنها تشبع بروح وأصالة ووفاء الريف اليمني الذي أنجب الكثير من الأفذاذ على إمتداد الوطن اليمني من أقصاه الى أقصاه .أنتقل الى المدينة في بداية ريعان شبابه ملتحقا بإحدى المدارس العسكرية ومن ثم سكن وعاش تالي السنين في مدينة البريقة بحيرة النوارس بمساعدة أخيه الفنان الممثل والمؤلف والمخرج المسرحي المتميز علي مسيبلي الذي كان له سنداً قوياً وفي أوقات عصيبة في كل حين .. حيث تأثر بشخصيته وكان له فضل كبير على تحديد هوية فنه التي وجهها الى التمثيل والمسرح ووضحت بصماته على أعماله التي قدمها طوال مشواره الفني العريق .إلتحق بشركة مصافي الزيت البريطانية في فترة الخمسينات وفيها تأثر بقيام وتأسيس الفرق المسرحية التي قدمت أعمالاً جميلة كان له فيها نصيب وبدأ حب التمثيل يستولي على إحساسه وكيانه وبذل الكثير من الجهد ليستطيع حجز موقع هام في مقدمة الصفوف مع المبدعين في سماء الفن والمسرح وكان لفرقة الهيئة العربية للتمثيل وفرقة المصافي الكوميدية تأثير كبير على تاريخه الفني الطويل لما قدم من اعمال فنية معها ادخلت البسمة الى قلوب الكثير من المشاهدين بعد عمل مضني ومعاناة متواصلة حفر فيه لنفسه اسماً بارزاً في الصخر الذي كان عصيا على البعض .كانت عقبات الطريق وعثراته كثيرة إلاّ أنه بصبره وبروح الثقة التي امتلكها استطاع تجاوزها وتقديم الابداع بأجمل صوره والتحليق عالياً وبصور كثيرة أوصلته الى مراتب متقدمة نالت استحسان محبي هذا الفن الجميل .للبث التلفزيوني في عدن في منتصف الستينات أثر كبير في تقديم الاعمال التلفزيونية التي ساهمت وبدرجة سريعة في انتشار هذا الفن ووفرت الكثير من الجهد وساعدت في تعريف المشاهدين بتلك الاعمال وأثارت الاعجاب في نفوسهم بدرجات متفاوتة وكان لنورسنا مع أخيه وأخرين نصيب كبير منها وبها ومعهم بلغ مصاف النجوم .هاجر في نهاية الستينات الى أميركا ودرس الاخراج التلفزيوني الذي ساعده كثيراً في تنمية قدراته الفنية وتطويعها لصالح الاعمال المميزة التي قدمها مع فرق مسرحية مختلفة بعد عودته .. كما ساهمت دراسته للتمثيل والاخراج المسرحي في منتصف السبعينات في ألمانيا في تمتين وتطوير وتنويع قدراته الفنية وكان لتعيينه قائداً لفرقة المسرح الوطني دور كبير في منتصف السبعينات في إنجاح وتقديم الكثير من الفعاليات الفنية المختلفة والناجحة معهم من مسرح وإذاعة وتلفزيون ومهرجانات فنية عديدة وبشهادة المختصين من المعنيين بالامر وتميز بتقديم الاعمال الكوميدية والتراجيدية ممثلاً ومخرجاً والتي لا زالت تعيش مع الكثير منا حتى الآن وكان له نصيب وافر في المهرجانات الفنية والمشاركات الخارجية وأبدع في محطات في محطات كثيرة منها .بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة استطاع كسب ثقة ناخبيه والفوز بمقعد مدينته البريقة وتمثيلها في البرلمان اليمني للفترة 93-1997م قدم فيها كل ما أستطاع وفاء وعرفان بالجميل لمن أعطوه ثقتهم.توالت الايام وتراكمت السنون على كاهله الضعيف وذبل الجسد المنهك واحتلت الامراض التي تعاقبت عليه كل أجزائه واقعدته طريحاً في فراشه الى أن تولاه الرحمن الى جواره في 25 يناير 2002م بعد مسيرة حافلة وأمجاد متوالية وتاريخ عريق في سماء الفن الجميل والذي ستتوارثه الاجيال الجديدة لتتعلم أن الفن رسالة في الحياة يجب إيصالها الى أصحابها من الشعوب التي أختارت التطور والتقدم والرقي لأوطانها والنوارس هي ذلك الوصل وعماد تلك الرسالة التي لأجلها أهتمت ورعت الامم المتحضرة حياة الكثير منها للوصول الى ماهي فيه وهي تذكرة لمن فاته ذلك .طوال رحلتها الطويلة الطويلة سطرت النوارس مواقف مشرفة وصفحات ناصعة من الوفاء لطابور طويل من الذين غادروا سر بها الى العالم الآخر بعد تحليق متواصل استحقت عليه العلامة الكاملة وما زال ظل الوكيل قائد وذكرى روحه السامية تحلق معها الى خلف الشمس عند غروبها وتنتظر دوماً عودتها عند شروقها لتواصل معها رحلة الحب والحنين الى ذلك الزمن الجميل .الى روح الفنان الفقيد عبدالله مسيبلي أهدي هذه الحكاية وأرسل تحايا النوارس التي احبته لعله يخفف من وطأة الحزن عليها ويوقظ ضمير من اختلفت معه الرأي يوماً ما لتتسامح القلوب التي وحدتها رسالة الفن والابداع الذي لا توقف طريقه أي حدود وندعو له بالرحمة والمغفرة والى اسرته الصبر والسلوان " إنا لله وإنا إليه راجعون" ( صدق الله العظيم).حكاية الفنان الراحل الذي أمتعنا كل تلك السنين وصلت الى نقطة اللاعودة وحتى حكاية أخرى نقدم البطاقة التعريفية والاعمال الفنية للفقيد الذي تألق فيها مع سرية كل تلك السنين .[c1]الأعمال الفنية [/c]- شارك في تأسيس الهيئة العربية للتمثيل في نهاية الخمسينات .- مثل في أول عمل مسرحي (ست البيت) مع أول بث تلفزيوني عام 1964م.- في الذكرى الاولى للاستقلال عام 1968م أخرج أول عمل مسرحي (شهيد الاستقلال) .- في عام 1973م مثل في مسرحية الارض .- أخرج العديد من الأعمال المسرحية مثل : عائلة / فتاتنا اليوم / أبو الويل .- أشرف على أول دورة في مجال المسرح (76-1975م) التي أقامتها وزارة الثقافة.- عام 1976م عين قائداً لفرقة المسرح الوطني .- مثل في عدد من المسرحيات : ذي زرعتموه احصدوه / التركة الجزء الأول والجزء الثاني / الفردية القاتلة / القوي والأقوى / طرفوف / العاشق والسنبلة .- شارك في مهرجان دمشق للمسرح العربي عام 1979م العاشر بمسرحية ( العاشق والسنبلة) عام 1988م .- له الكثير من الاعمال الاذاعية والتلفزيونية تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً منها : (ثلاثية الأيام والسنين).- كرم من قبل الدولة ووزير ثقافتها السابق الرويشان مع كوكبة كبيرة من الرعيل الاول في المسرح بعد وفاته في العام السابق اعترافاً ووفاء بما قدمه لوطنه .- انتقل الى رحمة الله في 25 يناير 2002م . [c1]البطاقة التعريفية [/c]الاسم : عبدالله صالح مسيبلي الميلاد: 1935م / مكيراس م/ البيضاء ممثل ومخرج مسرحي وتلفزيوني متقاعد في شركة مصافي عدنعضو مجلس النواب (سابقاً) متزوج وأنجب خمسة ثلاثة ذكور وبنتانأنتقل الى رحمة الله في 25 يناير 2002م
|
ثقافة
الفقيد عبدالله مسيبلي / الفنان المتميز
أخبار متعلقة