أضواء
تحدثنا أمس .. أو أمس الأول .. كلاهما صحيح عن جمعية «فضيلة» وهي جمعية تحت التأسيس تدعو بالطبع إلى الفضيلة ... مادام هذا اسمها .. وهي دعوة نبيلة .. ولكن كما يقولون إن الطريق إلى جهنم مرصوف بالنوايا الحسنة.. فالجمعية كما قالت في بيانها التأسيسي ( المنافستو) إنها لن تسمح ـ بعد اليوم ـ للفضائيات التجارية بإذاعة الأفلام والمسلسلات والبرامج والحوارت إلا بضوابط وحدود وقيود حددتها الجمعية.وقلنا إن هذه الجمعية .. ومؤسساتها الفضليات .. لا تملك سلطة السماح من عدمه في هذه القضية التي أدواتها الأقمار الصناعية .. والمحطات الفضائية .. والشركات والمؤسسات المالية الضخمة التي تقف خلفها.. وشركات إنتاج الأفلام والبرامج والحوارات والأغاني .. فكيف تقوم هذه الجمعية مهما كانت قوتها بمنع هذه المؤسسات المالية الضخمة من إنتاج ما تشاء وإذاعة ما تشاء في أي وقت تشاء إذا كان السماح وعدم السماح سيتم بالقوة الجبرية فما هذه القوة .. هل هي صواريخ عابرة للقارات لإسقاط الأقمار.. والمحطات الفضائية؟! هل هي شرطة مسلحة تمنع الممولين والمنتجين والممثلين والمطربين والمطربات من العمل؟!فلتكن قوة معنوية.. كيف؟!بالدعوة الحسنة .. أوافق ولكن بالحسنى .. وليس( لن نسمح ).. فهذا تعبير عنيف ومنذر بالعقاب! وبعد هذا كله .. لماذا هذا كله؟..يقولون .. ويقول معهم زميلنا العزيز «داود الشريان» إن وراء هذا كله صراعا في الكواليس يدور بين الفضائيات .. صراعا على «الفلوس» .. أي الإعلانات التي هي الممول الحقيقي للفضائيات .. الشركات التي خسرت سباق الإعلانات دارت حول نفسها واخترعت حكاية الفضيلة.. ووراء الدعوة النسوية شوارب ولحى قطعة من كعكة الإعلانات. ويا أيتها الفضيلة كم من الدعاوى ترتكب باسمك.إن الولاية أو الوصاية تفرض على المجانين والقصر والأطفال ولا تفرض على البالغين والعقلاء .. ثم إذا كانت هذه الفضائيات تعتدي على الفضيلة فهناك فضائيات أخرى تدعو إليها ليل نهار و24 ساعة في اليوم والحكاية كلها أن على المشاهد الذي يحرص على فضيلته أن يضغط على زر صغير فيتحول من الرذيلة إلى الفضيلة.ولكن من وراء هذه الحكاية ؟.. هذا ما نتناوله في مقال قادم . [c1]*عن / جريدة «الاقتصادية» السعودية[/c]