إعداد / محمد أحمد الدبعيلاحاجة لمن يقل عمره عن تسعة اشهر للتحصين ضد الحصبة، فالطفل يولد ولديه مناعة مؤقتة يحصل عليها من امه تدوم معه طيلة الستة الاشهر الاولى من عمره، ثم تأخذ في التلاشي التدريجي حتى تنتهي تماما قبل انتهاء العام الاول من عمره.لكن بشاعة داء الحصبة وما يخلفه من تهديد لصحة وسلامة اطفالنا جعلت منه مرشحا للاستهداف بالاستئصال بعد شلل الاطفال اذ يبقى الاطفال البالغون من العمر تسعة اشهر فما فوق عرضة للاصابة به ولمضاعفاته الشديدة ان لم يحصنوا اساسا ضد هذا المرض البشع.فحجم مشكلة الحصبة ليست بالهينة، ومع ان اعراضه معروفة يعلمها الكثير ممن الفوا وخبروا هذا المرض لسعة انتشاره، لكن هذه الاعراض يمكن ان تشتد وتسوء لتدخل المريض في مرحلة مضاعفات تهدد صحته على نحو خطير وتشكل خطرا على حياته.بالتالي فان استكمال الطفل لجرعتي الحصبة الروتينيتين او عدم تلقيه اصلا لاي جرعة منها لاينفي عنه بأي حال اهمية وضرورة التحصين ضد الحصبة اثناء المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية نحو القضاء على الحصبة مادام عمره بين (9 اشهر و15 عاما)، بغض النظر عن التاريخ التطعيمي المسبق، والذي يشمل كل من محافظات (عدن، تعز، لحج، حضرموت الوادي، حضرموت الصحراء، ذمار، ابين، المحويت، حجة، مأرب، الجوف، الضالع، صعدة، المهرة) حيث يجري تنفيذه في الفترة من (29 ابريل - 4 مايو 2006م، ولااستثناء في هذا الامر، حتى لمن سبق وان اصيبوا اساسا بالمرض فالتحصين وحده يحمي اطفالنا جميعا ويقيهم شر داء الحصبة الفتاك.اضف الى انها تتيح الفرصة للاطفال في الفئة العمرية من (9 اشهر - 5 اعوام) لتلقي جرعة فيتامين (أ) من اجل تعزيز نموهم وبنائهم الصحي والمناعي ضد الكثير من الامراض وعلى رأسها مرض الحصبة.والغرض من اقامة هذه الحملة خفض عدد المعرضين للاصابة بمرض الحصبة عبر تحصين المستهدفين وزيادة نسبة المحميين من الاطفال المطعمين مسبقا، الى جانب وقف انتشار الفير وس في المجتمع. اما عن الخائفين من آثار التحصين ضد الحصبة على اطفالهم، فانهم لايعلمون حقيقة تلك الآثار.. من انها عادية جدا وتنتج اصلا عن تفاعل الجسم مع اللقاح المضاد للمرض، معطية دلالة ومؤشراً على انه قد ادى مفعوله ومنح الجسم مناعة من المرض.ومن هنا سنأتي الى تعريف المرض وكيف ينتقل وما يلحقه من اضرار وخطورة على الصحة ليفهم القارئ عن كثب حقيقة هذا الداء الذي يفهم الكثير من الناس اعراضه ولايحسنون التصرف لمواجهته ورعاية المصابين به ووقاية وحماية المعرضين لعدواه.[c1]تعريف المرض[/c]الحصبة داء فيروسي معد شديد الخطورة، يتمتع بسرعة عدوى فائقة وسهولة كبيرة على الانتشار والانتقال، حيث يعتبر المرض الاول من بين الامراض التي يتم التحصين ضدها احداثا للوفاة بين الاطفال دون الخمسة اعوام، وبخاصة الذين يعانون من سوء تغذية والمصابين بالتهابات رئوية.العلامات .. وطرائق العدوىيبدأ المرض عادة بعلامات اشبه بعلامات الرشح تتميز بارتفاع في درجة الحرارة مع نزلة انفية واحتقان العينين واحمرارهما، وظهور احتقان في الغشاء المخاطي المبطن للمسالك التنفسية العليا. واول اعراض المرض، تدمع العينان وافراز مائي من الانف مع عطس متكرر وبعض السعال، وبعد يوم او يومين تظهر داخل الفم بقع بيضاء اشبه بحبات الملح، يليها بعد يوم او يومين ظهور طفح خلف الاذنين وعلى الجبهة ثم على الخدين، ثم يمتد الى الرقبة، فالصدر، فبقية سطح الجسم شاملا الايدي والارجل، ويكون هذا الطفح على هيئة حبوب صغيرة حمراء اللون.وتتحسن حالة الطفل بعد ظهور هذا الطفح بما يقارب ثلاثة الى خمسة ايام، حيث يختفي الطفح تاركا قشورا خفيفة على جسم المريض.اما مدة حضانة هذا المرض فتمتد في العادة ما بين ثمانية ايام الى اثني عشر يوما.فيما يتم انتقال العدوى بالحصبة عادة بواسطة الرذاذ المتناثر من فم او انف المريض اثناء العطس او السعال لاحتوائهما على الفيروس الممرض.والمصدر الوحيد للعدوى هو المريض بالحصبة خصوصا في الطور الرشحي الذي يعتبر اخطر الاطوار واهمها في نشر العدوى.[c1]مضاعفات المرض[/c]يبقى المريض بالحصبة عرضة لالتهابات بكتيرية ثانوية في الجهاز التنفسي، كالتهاب الرئة البكتيري وكذا التهاب الاذن الوسطى والتهاب انسجة المخ وانسجة الحبل الشوكي، وهي بحد ذاتها خطيرة تفضي الى اعاقات وعاهات، كالصمم والعمى والاعاقة الحركية، ومن شأن الالتهابات التنفسية الخطيرة ان تؤدي الى توقف التنفس ومن ثم وفاة المريض.كذلك يمكن للحصبة التسبب بالتهاب الجهاز الهضمي والاسهال الشديد والجفاف وسوء التغذية، وغالبا ماتقود هذه الاصابة الى الوفاة.علاوة على تسبب الحصبة في نفاد مخزون فيتامين (أ) في الجسم، وهذا بدوره يساعد على ظهور بعض المضاعفات السابق ذكرها.واذا كان الطفل اساسا يعاني من نقص مسبق لهذا الفيتامين واصيب بالحصبة، فذلك يجعله عرضة للاصابة بالعمى.وبالنسبة للاطفال الذين يعانون من سؤء تغذية فبالامكان اصابتهم بحصبة شديدة والتهاب بفيروس ( هيربس سيمبلكس ) الذي يسبب تقرحات في الفم او الانف.كما تؤدي الاصابة بالحصبة اثناء الحمل الى الاجهاض او الولادة المبكرة.بالتالي يتعين بالضرورة اعطاء المريض بالحصبة فيتامين (أ) في كل الاحوال لتعويض ما فقده الجسم منه كي يساعد على زيادة المناعة ومقاومة المرض وعلى الحد من مضاعفاته الخطرة.[c1]خرافات لا صحة لها[/c]البعض يحيط مرض الحصبة بخرافات كثيرة لدرجة انه يظل من الصعب اقناع العديد منهم ببطلانها وعدم صحتها والعدول عن العمل بمقتضاها، وهذا الامر اكثر شيوعا بين النساء.فهناك من ذهب الى الاعتقاد بأن من الضروري إلباس الطفل المريض بالحصبة ملابس حمراء وابقاءه في غرفة مغلقة النوافذ، سيئة التهوية ومعتمة لحجب الضوء عن المريض خشية عليه، ظناً من عند انفسهم ان الضوء يؤذي عيني المصاب بالحصبة، فتزداد بذلك الحالة سوءاً على سوء.ومما يثير الاستغراب حقاً ان من الناس من يظن بأن الماء فيه مضرة شديدة اذا ما وقع منه شيء على جسم المريض بالحصبة او اذا اغتسل به، ولايدركون ان التصرف على هذا النحو له مردود عكسي يؤثر سلبا على صحة الطفل، فنظافة الطفل مقرونة بالماء، ولابد من تبليل خرقة نظيفة بالماء لمسح عينيه برفق واذنيه باستمرار، كذلك اعطاءه السوائل بكثرة ضرورة من ضرورات العلاج.اضف الى ان الكمادات اللازمة لخفض حدة الحمى تبلل بالماء البارد وتمثل خطوة هامة في العلاج وعودة درجة الحرارة الى مستواها الطبيعي.اما بالنسبة لتغطية الطفل بلباس ثقيل وبأغطية كثيرة - مما يرى بعض الناس فيه امراً ضرورياً - نجدها على العكس تزيد من حدة الحمى بدلا من خفضها، وتؤدي ايضا الى تفاقم اعراض الحصبة والى اضعاف التهوية اللازمة. والواجب الا يغطى بأغطية ثقيلة وان تكون ملابسه خفيفة لتساعد على تخفيف الحمى.[c1]التطعيم .. والعناية بالمرضى[/c]الوقاية خير سبيل لتجنب المرض وتقترن باتخاذ بعض التدابير، اهمها اعطاء الطفل لقاح الحصبة في الشهر التاسع من عمره كجرعة اولى واعطائه ايضا الجرعة الثانية عندبلوغه من العمر عاماً ونصف بالالتزام بالتحصين الروتيني واتباع مواعيده الصحيحة المدونة في كرت التحصين.هذا الى جانب تفاعل الآباء والامهات واولياء الامور بتطعيم اطفالهم خلال المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة على النحو الذي ذكرناه سابقا.علاوة على اهمية منع الاطفال غير المصابين من الاختلاط بالاطفال المرضى، ووجوب العزوف عن العادات السيئة المتبعة عند ا صابة الطفل بالحصبة، كوضع الكحل في عيني المريض، وابقاءه في حجرة مظلمة تفتقر الى التهوية الجيدة، فكل هذه المعتقدات خاطئة من شأنها ان تؤدي الى ردود عكسية تزيد من [c1]خطورة المرض.[/c]كما ان الباس المريض ملابس حمراء محض خرافة لاتفيده او تضره علي الاطلاق.بالتالي يجب العناية بنظافة فم وانف وعيني الطفل المصاب وذلك وقاية له من المضاعفات.كما ان تقديم الرعاية الطبية الداعمة، كخافضات الحرارة، والكمادات الباردة والتغذية الجيدة يؤديان الى خفض حدة المضافعات وتلافي تدهور حالة المريض.ولابد ان نشير هنا الى ضرورة استبدال الاغطية والبطانيات الثقيلة وكذلك الملابس الثقيلةأباغطية وملابس خفيفة كي تساعد على خفض درجة حرارة جسم المريض ومن ثم الحفاظ عليها الى حد ما عند المستوى الطبيعي.ونؤكد في الختام علي ضرورة اعطاء الطفل المريض مزيدا من السوائل ، كالماء والحليب والعصائر الطبيعية الطازجة كي يعوض الجسم مافقده من سوائل اثناء الحمى.وفي حال بقاء حرارة الجسم مرتفعة بعد ظهور الطفح الجلدي واختفاءه او اذا ماشكى الطفل من وجع في اذنه او عانى من صعوبة في التنفس، او ظهرت لديه تشنجات لزم استشارة الطبيب تلافيا لوقوع انتكاسة او اي ضرر لاقدر الله.المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكانبوزارة الصحة العامة والسكان
الحصبة داء فتاك .. والتطعيم خير واقٍ
أخبار متعلقة