نائب مدير عام مكتب السياحة في عدن:
لقاء / مواهب بامعبد :اتجهت دول العالم المتقدمة منها والنامية إلى تطوير وتنمية صناعة السياحة وتعميق مفاهيم الوعي السياحي لدى أفراد المجتمع وإعداد جيل مدرك لأهمية السياحة بأبعادها الثقافية والفكرية والاجتماعية والوطنية ولتعزيز ذلك فقد أكد المجلس الأعلى للسياحة في اجتماعه 2009/3/25م على وزارة التربية والتعليم ضرورة أدارج التوعية السياحية ضمن المناهج التعليمية خصوصامع قدوم الموسم السياحي لعام 2009م واستقبال السفن السياحية العملاقة التي تزور عدن ولتسليط الضوء على أهمية السياحة الدولية كان لنا هذا اللقاء مع الأخ/ عبد الصمد عبد المجيد القدسي نائب مدير عام مكتب السياحة في عدن.* خلال السنوات الماضية لاحظنا ازدياد عدد السفن السياحية الزائرة لعدن كيف أستعد مكتب السياحة لاستقبال الموسم السياحي لعام 2009م؟- هناك تقليد تم إرساؤه منذ ثلاث أعوام بأن يتم عقد اجتماع مشترك يضم مكتب السياحة ، مكتب الثقافة ، ومكتب الشئون الاجتماعية ، هيئة الموانئ وأجهزتها المختلفة وإدارة الأمن وأجهزتها المختلفة من الهجرة والجوازات وخفر السواحل والشرطة السياحية ومدراء الوكالات الملاحية والسياحية المعنية بالأفواج السياحية الدولية الزائرة لليمن قبل موسم سياحي وذلك لتقييم نتائج الزيارات السابقة للسواح ودراسة أوجه القصور فيها لوضع المعالجات اللازمة من قبل الأجهزة المعنية وقد تم عقد اجتماع مشترك صباح يوم الاثنين 2009/3/23م في مكتب السياحة لمناقشة جوانب التنسيق بين الأجهزة المختلفة وتهيئة المناخات لاستقبال السفن السياحية التي ستزور عدن خلال الفترة القادمة.* كم عدد السفن القامة؟- من المتوقع أن تصل ميناء عدن خلال الأيام القادمة أربع سفن سياحية من جنسيات مختلفة وسيتم إعداد برامج للأفواج السياحية القادمة على تلك السفن والمتضمنة زيارة المواقع الأثرية والتاريخية وهي الصهاريج وقلعة صيره ومتحف الآثار ومسجد العيدروس والأسواق الشعبية والأحياء القديمة في عدن.* بعد كل زيارة للسفن السياحية لعدن نقرأ بأن الزيارة كانت للصهاريج ومتحف الآثار والأسواق الشعبية وكأنه لا توجد في عدن مواقع أخرى للزيارة ؟- من المعروف أن عدن فيها عدد من المعالم التاريخية الأثرية التي لابد من زيارتها إلا أن صهاريج الطويلة تأتي في مقدمة هذه المعالم التي تعتبر مأثرة معمارية هندسية تدل على عظمة ابتكار الإنسان اليمني لاحتياجاته قديماً وهي عبارة عن مجموعة من الصهاريج موزعة بين سفوح وقمم الجبال المحيطة بالمدينة ولعبت دوراً مزدوجاً كخزانات للمياه تارة وكقنوات لتصريف المياه وحماية المدينة من أخطار السيول المنحدرة من قمم الجبال تارة أخرى ووظيفة الحماية هذه مازالت مستمرة حتى يومنا هذا ولذلك تعتبر مفخرة لعظمة الإنسان اليمني.ومن المعالم الأثرية أيضاً قلعة صير] التي يقال بأن تاريخها يعود إلى ما قبل دخول الإسلام إلى اليمن ولعبت القلعة دوراً تاريخياً في حماية المدينة من هجمات الغزاة ولا تقتصر المعالم الأثرية التي تزخر بها مدينة عدن على ذلك فحسب بل تحتضن العديد من القلاع والأسوار والأبواب القديمة وأبرزها بوابة عدن التي تعتبر تحفة هندسية ومعمارية إضافة إلى احتضانها المساجد القديمة لمختلف المذاهب الإسلامية والمعابد الفارسية والهندوسية والكنائس ، وغيرها من المعالم ، كما أنه بحكم موقعها الجغرافي المميز حازت على شهرة دولية كمركز للتجارة البحرية ومقصداً لمختلف الأعراق والعقيدة ولذلك نجد المباني القديمة فيها تعبر عن هذا التنوع الجغرافي المتعايش عبر الأجيال المتعاقبة.* وأين كل ذلك من برامجكم السياحية؟- المواقع الأثرية والتاريخية والمباني القديمة التي تزخر بها عدن بحاجة إلى إعادة تأهيلها لتكون صالحة لزيارة السواح .وهناك خطة لقيادة السلطة المحلية بالمحافظة لترميم الصهاريج وقلعة صيره من خلال برنامج تطوير مدن الموانئ ونأمل أن يشمل التأهيل للأسوار والقلاع وبغدة عدن والمباني القديمة ونذكر منها مدرسة السلاطين في جبل حديد وإجراء مسح وحصر من قبل الجهات المختصة وذات العلاقة للمباني الحكومية والخاصة القديمة ليتم الحفاظ عليها وصيانتها.* يلاحظ أن الأفواج السياحية التي تأتي عبر السفن السياحية إلى عدن هي لزيارة قصيرة من الصباح وحتى المساء فقط ولماذا لا تقيم لأكثر من يوم حتى تستفيد فنادق عدن من ذلك؟- لاستقبال السياح الدوليين من البحر أو الجو أو البر لابد من الاستعداد لها بالمنشآت السياحية الراقية ولدينا في عدن فندق جولدمور وفندق مركيور الملائمان أما فندق عدن متوقف للترميم ونحن الآن في إطار استعداداتنا لاستقبال خليجي20 سوف يتم إنشاء العديد من المنشآت الراقية ذات الأربعة والخمسة نجوم إضافة إلى فنادق ذات الثلاثة نجوم بمستوى خدمات راقية وأفضل فندق بمستوى ثلاثة نجوم يمكن تأهيله هو فندق الهلال هذا الفندق القديم الذي توقف عن النشاط منذ فترة طويلة تم تشييده قبل أكثر من ثمانون عام وقد نزلت في أحد أجنحته ملكة بريطانيا الملكة اليزابيت أثناء زيارتها لعدن في عام 1954م وهذه الشهرة لهذا الفندق التاريخي تمكنه من استقبال السياح الدوليين.وسيتم ترميمه وإعادة تأهيله كما كان عليه سابقاً وتأثيثه وتجهيزه بنفس نمط الأثاث القديم.* من المعروف أن المالك لهذا الفندق هو مكتب السياحة هل وضعتم ميزانية خاصة لترميمه وإعادة تأهيله؟- هناك اتفاقية تم إبرامها بين مكتب السياحة والمستأجر للفندق يقضي بتوقيف نصف الإيجار المستحق على المستأجر من عام 2000م حتى يتم ترميم الفندق ولذلك فأن المبلغ الموقوف لدى المستأجر يبلغ أكثر من20مليون ريال حتى 2008/12/31م وهذا المبلغ يمكن الاستفادة منه لترميم الفندق بعد مصادقة قيادة السلطة المحلية كونه من موارد المجالس المحلية.* لاحظنا أن بعض السفن السياحية التي زارت عدن خلال الفترة الماضية فيها أكثر من 1200سائح هل عدد المرشدين السياحيين المؤهلين كافي لمرافقة هذا العدد؟- الوكالات السياحية التي تأتي بالسواح تستعد بالعدد الكافي من المرشدين للسواح الزائرين بشكل مجموعات وقبل وصول السفينة إلى الميناء يتم عرض البرامج التفصيلية من قبل الوكالة السياحية المعنية للسواح فهناك من يفضل الزيارة الفردية للمدينة بعيداً عن المجموعات التي تنقلهم حافلات الوكالة السياحية ويستأجرون سيارات أجرة التي دائماً ما تتواجد عند بوابة الميناء ويزورون المواقع الأثرية والأسواق الشعبية وخلال الفترة الماضية لاحظنا بان أصحاب سيارات الأجرة يقومون بتعريف السياح بالمواقع وكأنهم مرشدين سياحيين وعلمت بأن أحدهم عرف مرافقيه بأن عمر الصهاريج 500عام و حاول أخر تصحيح ذلك بأن عمره ألفين عام وبعض المصادر تقول 1500عام ولذلك طلبنا من الجامعة بتكليف المختصين لتحديد عمر وزمن أنشاء المعالم الأثرية في عدن وحتى يومنا هذا لم نستلم أي رد منهم.* كيف يتم تجنب إيصال المعلومات الخاطئة للسواح مستقبلاً ؟- بعد أن يتم إعادة تأهيل المعهد الفندقي يجب أن تعطى دورات قصيرة للمرشدين السياحيين وسائقي الحافلات وسيارات الأجرة لتعريفهم بمعالم عدن التاريخية إضافة إلى ما سوف يقوم به المعهد من تأهيل لعمال الفنادق استعداداً لخليجي20.* ما هو أثر السياحة الدولية على اقتصاد البلد؟- هناك بلدان كثيرة لا توجد لديها ثروات طبيعيةو تعتمد على السياحة كمورد أساسي لاقتصادها ونحن لو أحُسن استغلال منتجاتنا السياحية المتنوعة لأمكننا من الاستفادة من موارد السياحة التي لا تنضب.خلال الفترة الماضية بدأنا بتجربة مع بعض الجمعيات الحرفية لعرض منتجاتهم الحرفية على الأفواج السياحية ولأول مرة بيعت منتجاتها بالعملة الصعبة كما أن سائقي سيارات الأجرة والحافلات وأصحاب المحلات في الأسواق الشعبية والمطاعم استفادوا من العملة الصعبة وفي حالة تطوير العمل السياحي ليشمل الإيواء فأن الفنادق وقوارب الصيد وأصحاب الألعاب البحرية جميعهم سيستفيدون لان عدن تمتلك ثروة من الأحياء البحرية المتنوعة تجمع بين مياه البحر الأحمر والبحر العربي وسوف تكون مركزاً للسياحة البحرية وسياحة الغوص ، كما أن السياحة تمثل مصدراً غير ناضب لدخول العملة الصعبة للبلد ومن الموارد المتجددة التي تساهم في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية و خلق فرص عمل متنوعة.* ماهو دور مكتب السياحة في الترويج للمنتج السياحي في عدن؟- ازدياد عدد السفن السياحية الزائرة لعدن خلال السنوات الأخيرة هو نتاج لعمل وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي في تسويق المنتج السياحي اليمني المتعدد والمتنوع في البلدان المصدرة للسياح وضمن برنامج وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي الرامية لتحديث وتطوير أساليب الترويج والتعريف بالمقومات السياحية اليمنية ومميزاتها جرى خلال الأسبوع الماضي تدشين المرحلة الأولى من الدليل السياحي الالكتروني لعشر محافظات ومنها محافظة عدن ويحتوي السيدي على نصوص ومعلومات سياحية مفصلة عن كل محافظة و14 فيلماً تلفزيونياً تمكن المستعرض من التنقل في كافة مديريات المحافظة والتعرف على معالمها السياحية والتاريخية وما تتميز به من خصوصيات ثقافية وفولكلورية متنوعة وخارطة سياحية تفصيلية لكل محافظة وعدد من الصور ودليل هاتف وغيرها من الخدمات التي يتطلبها السائح وباللغات الثلاث ومحتوياتها قابلة للتحديث والإضافة مستقبلاً ونحن في مكتب عدن في إطار الاستعداد لخليجي20 سيتم إعداد بروشورات سياحية لإبراز ما تكتنزه عدن من أثار ومبان تاريخية وفولكلور ومواقع طبيعية سياحية متنوعة. وأخيراً : نأمل أن تبادر صحيفة 14أكتوبر بتخصيص صفحة أسبوعية تعرف القارئ بما تكتنزه عدن من أثار ومبان قديمة وتاريخية وموروث شعبي ومنها الأمثال الشعبية وألعاب الأطفال القديمة.