بغداد / 14 اكتوبر:نظمت مجموعة من الصحفيين العراقيين والعرب منتدى انترنت استضافه مركز الحلاج للحوار ببغداد ، و شاركت فيه من اليمن صحيفة "14 اكتوبر" حول تشوهات عمليات الانتقال الى الديمقراطية التعددية في العراق بما هي احد افرازات الاحتلال الاميركي البريطاني في العراق ، وارتباطها ببرامج نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط والتي تمولها وتديرها الولايات المتحدة الاميركية ودول الاتحاد الاوروبي .ولا حظ بعض المشاركين في المنتدى ان الخطاب السياسي للمحافظين الجدد حرص منذ بدء الغزو الاميركي للعراق على الربط بين البحث عن اسلحة الدمار الشامل وبين تحويل العراق الى نموذج للديمقراطية في الشرق الاوسط من جهة ، كما حرص ايضا على ربط مكافحة الارهاب ببرنامج نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط بحجة ان غيابها في هذه المنطقة كان ولا يزال احد الاسباب الرئيسية التي جعلت من بلدان ومجتمعات هذه المنطقة مصدرا للتطرف والارهاب كرد فعل على الاستبداد والشمولية ، على الرغم من ان الوقائع اثبتت ان البيئة الرئيسية التي اسهمت في بناء و تنظيم وتصديرالجماعات والاعمال الارهابية موجودة في اوروبا والولايات المتحدة التي عاش وترعرع فيها الارهابيون الاسلاميون تحت ظل الديمقراطية الغربية .ولفتت بعض المداخلات الانتباه الى ان النماذج والمعايير التي يجري تطبيقها في العراق والترويج لها في الشرق الاوسط تنطوي على معايير وصيغ غير واقعية ، تعيد الى الاذهان نزعات حرق المراحل التي اعتمدها اليسار القومي والماركسي في مرحلة الحرب الباردة ، وما ترتب على ذلك من نتائج مدمرة الحقت اضرارا كبيرة بالشعوب والمجتمعات التي ابتليت بتلك التجارب الفاشلة ، وافرزت في النهاية مصيرا مأساويا للقوى التي سارت على تلك المناهج .ونوهت مداخلات اخرى لهيمنة العناصر الصهيونية على العديد من الهيئات واللجان غير الحكومية التي تتولى تنفيذ برامج نشر الديمقراطية وفق معايير غير واقعية تحت اشراف حكوماتها التي لا تخلو من هيمنة مباشرة وشبه مباشرة للمحافظين الجدد عموما ، وبالتيار اليميني المسيحي الصهيوني على وجه التحديد ، حيث يسعى هذا التيار الى فرض صيغ غير واقعية للاصلاحات السياسية تؤدي إلى منع او اجهاض التطور الديمقراطي الطبيعي لبلدان الشرق الاوسط ، على نحو يحول دون وجود اي نموذج ديمقراطي حقيقي ينافس النظام السياسي في اسرائيل التي تحرص الحركة الصهيونية على تقديمها للغرب كنموذج ديمقراطي وحيد قابل للبقاء في الشرق الاوسط !!!احدى المداخلات قالت ان المرحلة الماضية وأثناء مدة حكم النظام السابق في العراق كان بعضهم يرى أن الديمقراطية وصفة لا يمكن أن تصرف للعراقيين لأنها لا تصلح لشعب مثل شعب العراق ولا يمكن لها أن تنجح كطريقة حكم لأنها ستكون ديمقراطية القطيع ولأن العراقيين ايضا لم تنفع في حكمهم على مدى العصورر سوى القوة والعنف والبطش والحكم الفردي ، فيما رأى آخرون أن الديمقراطية هي الطريقة المثلي لحكم العراق مهما كانت المحاذير لأن المجتمعات التي طبقت فيها الديمقراطية ليست بأفضل من المجتمع العراقي وهذه المجتمعات لم تولد وفي فمها ملعقة الديمقراطية بل حصلت بعد مراحل من الاوقات المظلمة والشمولية وحكم الأقلية وحكم النخب العسكرية والحزبية وبعد سلطات دينية ودنيوية، ولكن الديمقراطية في النهاية طبقت ونجحت وانتصرت وهؤلاء هم من الطبقات التي ترى أن الديمقراطية هي السبيل الذي يقربهم من طموحهم في الوصول إلى السلطة لأنهم يرون أنفسهم أولى بالسلطة لما يتمتعون به من تراكم ثقافي وحضاري وأكاديمي وخبرة وكفاءة !! ثمة مداخلات اخرى رأت أن الديمقراطية بحاجة لأن تمر بمراحل عدة انتقالية وبنيوية ودستورية ومؤسساتية وتوعية ونشر ثقافات السلم والعدالة والانفتاح والحوار والإعداد النفسي والاجتماعي والسياسي لكي يكون الانتقال تدريجيا يسمح بحصول تغييرات تفسح المجال للتقبل وتوفر الرغبة، لأن التغيير السريع في السلوك ضد قواعد الحياة، لذلك لابد أن تكون وصفة الديمقراطية علاجا يعطى على مراحل و بجرعات متصلة ومتسلسلة للوصول إلي ذروة الاستعداد والتقبل .وبعد هذا السجال والتنظير السلبي والإيجابي برز رأي يرى ان كل الطروحات اصبحت اليوم على المحك وأصبحت التجارب في مختبر التطبيق وكان الانتقال سريعاً للغاية والانقلاب كلياً والتغيير رأساً علي عقب واجتمعت كل الآراء في عقل واحد وعلي لسان واحد ومفردات واحدة تتكرر ومصطلحات يجترها بعضهم ليل نهار وصباح مساء في كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية حتي أصابها التكرار بالملل والمج وأفقدتها معناها ومحتواها وفي ظل النهايات المفتوحة والمسالك السائبة والفراغ الشامل أصبحت الفوضي هي الصورة البارزة بدل الديمقراطية بل أصبحت الديمقراطية هي المدخل للفوضي والمسوغ لكل سلوك فوضوي حتي بلغ الظن أننا استهلكنا الديمقراطية في مدة وجيزة وطبقنا الجائز منها والذي لا يجوز في مدة قياسية واستهلكنا الفاسد منها ونفد المخزون منها حيث اضطر مروجوها ومسوقوها إلي استيرادها من كل حدب وصوب تحت واجهات اللجان والهيئات والمعاهد الاميركية والاوروبية غير الحكومية ، و التي تنفذ في واقع الحال برامج واستراتجيات حكوماتها في الشرق الاوسط، حتى نفد المصنع منها في كل الأسواق العالمية . وتصارعت الأفكار والارادات والمناهج والنظريات وكان الظن أنها صراعات إيجابية تحتاج اليها المرحلة لكي يبقي الأصلح منها ويلفظ السيء خارج المرحلة ويستمر السباق حتي يصل الي نهاية المطاف من يمتلك النفس الطويل واللياقة العالية والطاقة الكامنة .احدى المداخلات قالت اننا تصورنا وتصور الجميع أن الساحة تتسع واتسعت الساحة حتي حدث التضخم السياسي الذي أدى إلي تواضع الأداء بحكم التعود والتطبع علي نمط مكرر من البرامج والمصطلحات والطرح وزادت السياسة من عرضها لتفادي الخسارة وعرضت كل ما عندها وضعف التأثير لنفاد المكنون وانعدام التجديد لقلة الخبرة والتجربة ، وازدحمت الساحة وتراكم العرض المتشابه وساد الكساد والجمود السياسي ، مشيرة الى ان الجميع يعرض للجميع ولا أحد يطلب ، الكل يريد أن يحكم ولا أحد يقبل أن يكون محكوما، الكل يكتب ولا أحد يقرأ ، الكل يتكلم ولا أحد يسمع ، الكل ينتج بضاعة متشابهة فقدت طعمها ومذاقها وجاذبيتها ولا أحد يستهلكها ، بضاعة رديئة النوعية تتراكم وتتكدس في سوق تزدحم بمنتجين لا يعرفون الطريق إلي ذوق المستهلك ويفتقرون إلي طرق العرض الحديثة و إلي كيفية اعلان بضاعتهم وتصاب بضاعتهم بالكساد وتمضي إلي الفساد وفي طريقها إلي التلف .. الكل يبث ويرسل ولا أحد يستقبل ، الكل يدعي أنه يفكر ولا أحد يحاول التطبيق ، الكل يريد أن يصنع الحدث ولا أحد يكتب أو يدون الحدث لخلق تأريخ مهما كانت حوادثه وصفاته لكي يكون ذاكرة لمرحلة خطيرة قد تصلح محفزاً لفعل إنساني أرقي من تلك المرحلة وأفضل.تأسيسا على هذا الرأي اتفق كثير من المشاركين في هذا المنتدى على ان جميع هذه الظواهر والممارسات والافكار غير الواقعية التي تعتمد منهج حرق المراحل وتراهن على التدخلات الخارجية سواء في شكل عسكري او سياسي او اقتصادي ، جميع هذه الظواهر جعلت الوعي مثقوبا لا يمكن تعبئته نحو تغيير الواقع إلي الأفضل ، الامر الذي ادى الى انتاج شحنات متنافرة تتشتت في فضاء يضيعها ويفرغها في مجهول ، طرف يعبيء وآخر يدعو الي التريث او التراجع. طرف يعطي شحنة واخر يفرغها فكيف سيتم الاعداد والانتقال؟ احد المشاركين في المنتدى المح الى ان الكثير يرى في نفسه الاجدر للقيادة والأكفأ للمرحلة في مد كثيف وسريع لا يمكن معه الغربلة والفرز والاختيار ، كما ان هناك من يدعي ان الشرعية معه والاغلبية جاءت به وتقف خلفه وتدعمه وصناديق الاقتراع منحته الثقة واهلته لتولي القيادة، ان الكثير من الساسة العراقيين والعرب افقدهم زلزال التغيير وسرعة الانتقال بالنرجسية وحب الذات والاعجاب بالمرآة والايمان بافكارهم وتصديقها حد الثناء عليها حتي فقدوا توازنهم وفقدوا التفاعل مع الحدث واصيبوا بالعمي السياسي الذي جعلهم لا يرون سوى أنفسهم وصدقوا كذبهم حتي أصبح أمامهم الموت حياة والعذاب راحة والدم مطراً أحمر والجوع تخمة والبطالة رخاء والتدهور ازدهاراً والخراب تطوراً . بعد ذلك تركزت المناقشات حول الاوضاع المأساوية في العراق تحت مزدوج الديمقراطية والاحتلال ، وبرزت آراء ترى ان الديمقراطية في العراق كانت ستنجح حتما ُ لو صنعها أرباب حرفة وأصحاب تجارب وصناع فكر وراسمو سياسات يعرفون التركيبة النفسية للمجتمع العراقي والأطياف الاجتماعية والسياسية لهذا المجتمع ، ويدركون كيف يفكر العراقي في كل مرحلة يمر بها فهو يفكر بشكل مختلف عندما تتغير عليه الظروف ، بمعنى انه سريع التغيّر والانتقال والتأقلم عندما تتطلب الحالة ذلك ويتطبع ويكون نمطيا وذا مزاج ثابت عندما تريد حالة أخرى ذلك .في الاتجاه نفسه يرى آخرون ان الديمقراطية مهما اختلف عليها صناع الأفكار والمنظرون لا يمكن تحقيقها دفعة واحدة من خلال اعتماد سياسة حرق المراحل ونقل التجارب والمعايير الخارجية الى واقع بحاجة الى المزيد من الكشف واعادة الكشف ، مشيرين الى الانتقال الفعال الى الديمقراطية في العراق والبلدان العربية عموما ً ، يحتاج إلى مراحل متدرجة ومتتالية تستطيع أن تصل بالأغلبية إلي درجة النخبة لخلق مجتمع يمتلك وعياً سياسياً يختار بقناعة لا تغيرها الأهواء والأمزجة والمصالح المتضاربة ، وهذا الاختيار لا يدع صناديق الاقتراع تأتي بمن لا يملك الكفاءة والقدرة علي القيادة والمسؤولية و لا يستطيع صناعة القرارات التي تمنح المجتمع المناعة الكافية للثبات علي الاختيار والرغبة وعدم الانتقال من حالة إلي عكسها بسهولة وسرعة.واكدت بعض المداخلات على ان الانتقال الواقعي الى الديمقراطية بعيدا عن سياسة حرق المراحل يوفر المناعة من الإصابة بأمراض السلطة المزمنة التي لا يعالجها سوى الكي .وذهبت آراء اخرى الى ان الديمقراطية في العراق والبلدان العربية عموما ًبحاجة إلي واقعية تنقلها من الورق إلي الحقيقة العملية ، وتنقلها من مجرد صحف وشعارات يتستر بها السياسيون وهم يعلمون أن المسافة بينهم وبين الديمقراطية بعيدة والمسافة بين أقوالهم وما يؤمنون بعيدة والمسافة بين عيونهم والواقع المأساوي بعيدة جداً ، فمن يؤمن بالديمقراطية يجب أن يعرف مدى قدرته في نقد تجربته التاريخية ومنطلقاته الفكرية والفقهية قبل أن يعرّف الآخرين مستوى أدائه ونجاحه وقربه من الإحساس بالمسؤولية والاعتراف بعدم القدرة علي تحقيق الخطوات الأولي والمهمة في الطريق إلى الديمقراطية .. بمعنى انه يعرف قبل أن يذكره أحد أو يطلب منه أحد أن خطواته تقود من حوله نحو الهاوية .احدى الصحفيات العراقيات شددت على ضرورة ان يكون الصحفيون عمليين لا أكاديميين ومنظرين فالوضع في العراق يحتاج إلي معجزة والمعجزة لا تحققها الكلمات والشعارات والخطب بل تحققها الخطوات العملية التي تزرع الإحساس بالانتقال إلي المرحلة الأخرى المهمة وتزرع الإحساس بالأمان وتؤسس بيئة إجتماعية متفهمة لأن الحقيقة أصبحت واقعا ملموسا وأن البلد بدأ بالخروج من المتاهة وأن ما يكتب علي الورق ويقال ويطرح بدأ يطبق وينفذ وتخلق هذه الحالة المصداقية التي تزيل الإحباط وعدم الثقة ، فالعراقيون يتساءلون من يطبق ما يشرع ويكتب ؟ فقد وضعت مواقف بعضهم في دائرة الحيرة وجعلتهم يرددون تساؤلات وشكوكا ومخاوف .وتساءلت صحافية عراقية اخرى قائلة : (( لماذا قاطع طرف مهم الانتخابات الأولى وهو يعلم أن أول جمعية وطنية منتخبة ستكتب الدستور ؟ والدستور يعلم الجميع حتى من قاطع الانتخابات الأولي أنه يكتب للجميع وهو استحقاق وطني وعقد اجتماعي بين الجميع وللجميع فكيف يكتب من قبل طرف بغياب الطرف الآخر ؟ وهذا أدخلنا في متاهة احتاجت لجهد ووقت لكي نجد منفذا للخروج منها وزادت من صعوبة المرحلة وأضافت مرحلة إضافية للمراحل الأخري ، لذلك كتب الدستور وكان من كتبه تحت طائلة الشعور بالزهو والانفراد والتفوق بإعطائه صلاحيات ليست من حقه حيث حول الدستور من استحقاق وطني إلي استحقاق انتخابي نحن بحاجة إلي مسؤول وصانع قرار يصنع الأفكار ويرسم السياسات ويشرع القوانين وينظم الحياة وهو تحت إحساس مواطن فلا يرسم السياسات ويصنع الأفكار ويشرع لنفسه وكأنه باق في مكانه إلي الأبد أو يشرع لتطويع القوانين لكي تخدم حالة استمرار بقائه في منصبه ونحن بحاجة إلي مشرع ومفكر سياسي يمتلك طموح مواطن وأن يتصور المواطن أمامه في كل كلمة وتشريع لكي لا يضع آليات معقدة يصطدم بها المواطن وهو في طريقه إلي تطبيقها بحثاً عن حقوقه للحصول عليها أو لتنفيذ واجباته ولا يصطدم المشرع بها غداً عندما يكون في موقع خارج المسؤولية في مكانه كمواطن )) .احد الصحفيين العرب المشاركين في المنتدى تساءل ايضا : (( لماذا يضع السياسي وهو في موقع المسؤولية آليات معقدة لا يستطيع تطبيقها ؟ لماذا يخلقون أزمات وهم في موقع المسؤولية الحزبية وهم غير قادرين على إدارتها أو إيجاد الحلول لها ؟ لماذا يفتحون المنافذ لخلق المآسي ويدخلونا في متاهة تلو الأخري ؟ )).احدى المداخلات حاولت الرد على بعض هذه التساؤلات بالفول : (( إن قادة الأحزاب والكتل السياسية في العراق يستطيعون أن يخططوا لأنفسهم فقط ويضعوا القرارات ويرسموا السياسات والأفكار ويضعوا الاستراتيجيات لأنفسهم فقط ولكنهم يتصورون أنهم يضعونها للجميع لأنهم خدعوا أنفسهم قبل أن يخدعوا الآخرين بأنهم الجميع لأنهم منتخبون ، فعندما يعيشون فقد عاش الجميع وعندما تزدهر حياتهم فالازدهار قد عم حياة الجميع وعندما ينعمون بالأمان والاستقرار في ظل الاحتلال، فالجميع قد تمتع بكل تلك النعم حتى عندما وضعوا البلد في محنة وحاولوا قيادته نحو الهاوية واوصلوه الى أزمة تشكيل الحكومة وجلسوا في حلبة صراع الإرادات فهم يتصورون أنهم ينتصرون لطوائفهم وأحزابهم ومن انتخبهم ولم يعلموا أنهم ينتصرون لعقدهم ولمصالحهم الضيقة وللأفكار التي يعبدونها.. وأن الشعب قال كلمته بهم ولكنهم لا يحسنون الإصغاء حتى عندما جاء معلموهم وزيرة الخارجية الاميركية ووزير الدفاع الأمريكي والسفيرالاميركي ظلوا لا يحسنون الإصغاء ، ولم يعلموا أن معلميهم سيقولون كلمتهم ويمضون ولا ينتظرون ردة فعلهم فهم يعاملونهم كما يعاملون شعبهم وهكذا احتاج سياسيو العراق إلى من يذكرهم أن لهم شعبا ضاق ذرعاً بهم وبسياستهم ونفد صبره وهم لا يشعرون لأنهم تصوروا أن للشعب صبرا لا ينفد فهو من أشد صفاته الشعب الصابر وكأنهم متعجبون كيف لصابر أن ينفذ صبره )) .آخر المداخلات توجهت بصيغة خطابية وقالت (( ليعلم الماضين في طريق السياسة إلي حيث لا يعلمون أن شعب العراق شعب سريع الولاء وأسرع في التخلي، سريع التصديق وسريع التكذيب، سريع الفرح وسريع الحزن، سريع التقرب وسريع النفور، سريع القبول وسريع الرفض، سريع التحمل وبسرعة أقوى منها ينتفض .. شعب يراقب وينتظر ويحلل ويتخذ القرار في الوقت المناسب ، شعب انتظر قرنا من الزمان الازدهار والرخاء والتطور والحرية والديمقراطية وفك الحزام الذي يربطه وينتظر ولكن القيادات التي توالت عليه تدخله في مآزق ومحن ومتاهات ومآس يري أن انتفاضته تضره وتضر الوطن وهو لذلك أنتظر واليوم فاض به الصبر والانتظار لأنه يعلم أن المحنة مصطنعة والمأساة مستوردة والفتنة تدفع نحوه دفعاً والاحتراب الطائفي محاولة قسرية لدفعه نحو الصبر والانتظار وهو يعلم أن الذي يريد منه الانتظار والصبر ليس هو صاحب القرار ولا يحق له طلب ذلك بل واجبه التنفيذ ، فلماذا الصبر والانتظار والمهمة ووسائلها ليست بيد من يطلب ذلك ؟ فأما أن يطبق وينفذ أو يعترف وينسحب )) .ثم اضافت المداخلة قائلة : (( لقد جعل السياسيون من العملية السياسية لعبة ذات قطبين لكي لا يكون ثالث لهما .. لكي لا ينتظر الشعب غيرهم فهو لم يختر غيرهم ولكنه لن يبقي في انتظار الذي لن يأتي ، والثالث والمنتظر هو الوسط ولن يطول انتظار الوسط طالما لم يحقق القطبان ماهو مطلوب ، فالشعب بانتظار الوسط ، لا تسخنوا الموقف أكثر من سخونة المحنة فهو ليس في صالحكم وصالح البلد والشعب ، لا تقربوا الشعب من النار فقد ينفجر وأول ضحايا انفجاره أنتم فاحذروا أيها السادة السياســـــــــــيون )) .
الديمقراطية جرعات للعلاج أم للفوضى ؟
أخبار متعلقة