في ظل الإصلاحات التي تنفذها حكومة الملك عبداللّه بن عبدالعزيز
معرض الصور للنساء في الرياض
الرياض ــ جدة / متابعات :شهدت العاصمة السعودية الرياض معرضا هو الاول من نوعه الذي يتضمن صورا لنساء سعوديات ، بحضور وزير الخارجية البريطاني جاك سترو والامير تركي الفيصل سفير السعودية في بريطانيا .وتبدو في الصور أجزاء من وجوه نساء من خلف شباك أو من خلف عجلات القيادة أو من خلف مرايا أو من وراء أقنعة غوص. وهذه الاجزاء من الوجوه هي فقط المسموح للسعوديات بكشفها بصورة عامة بمقتضى عادات اجتماعية صارمة. وقالت المصورة منال الدويان عقب افتتاح المعرض ان كل اللاتي كنّ في الصور سعوديات يعملن مهندسات للبترول وخبيرات كمبيوتر وغواصات. وقالت انها لا تعرف كيف يمكن أن يقول رجال انهن لسن سعوديات. وأشارت الى انه ربما يعتقد الرجال ان النساء لن يقفن أمام الكاميرا وانهن قد يشعرن بخجل من الكاميرا. وتابعت ان الرجال ليست لديهم فكرة عن الامر. وفي بعض الصور باللونين الابيض والاسود تبدو أعين نساء فقط. وفي صور أخرى تبدو نساء مرتديات زي ممرضات أو زي عمال بناء لكنهن يضعن الكثير من الحلي الذهبية ويرتدين الحجاب. واعربت منال الدويان وهي من المنطقة الشرقية عن تفاؤلها مشيرة الى ان ما يجري تحت حكم الملك عبد الله مدهش. وقالت ان البلاد تمر الان بمرحلة الحوار والمشاركة في الرأي وان ذلك سيؤدي فيما بعد الى تغيير. وينظر الرجال السعوديون بعين الريبة لمعرض الدويان وهو يقدم في اطار معرض أوسع ينظمه المسلمون البريطانيون لاظهار طريقة حياتهم. كما أن الرجال يتشككون في دوافعها أيضا. وتساءل أحد الرجال مشيرا الى صورة وشم على يد امرأة تمسك بعجلة قيادة سيارة "هل يعني هذا شكل صليب.." من جانبه قال صحفي سعودي ان الصور التي تبدو نصفها ظاهر ونصفها خفي بالاضافة إلى التلميح لموضوع قيادة السيارات تقدم "انطباعا مظلما" عن أنوثة السعوديات. لكن الدويان التي تعمل محللة انظمة اعمال في شركة (ارامكو) للبترول الحكومية ان مقصدها كان على العكس من ذلك.
نساء عاملات
وقالت ان البعض يقولون ان بالمعرض طابعاً من السوداوية لكنها تعتقد ان فيه تفاؤلا لانها تعرض أفكارها في الرياض في وجود العوائق التي تواجهها كامرأة. واضافت ان عشرات النساء رغبن في المشاركة في تجربتها. على صعيد متصل دعت الاعلامية السعودية سمر فطاني من القسم الانكليزي في إذاعة جدة الي ضرورة احترام الحوار والرأي الآخر، وعدم إلزام المرأة بارتداء النقاب ، وذلك في اول منتدى للاعلاميات السعوديات عقد في الرياض الاسبوع الجاري.في الوقت نفسه، منعت وزارة الاعلام السعودية التصوير الفوتوغرافي داخل القاعة الرئيسة لفندق الفورسيزون حيث يعقد المنتدى ، بحسب مسؤولة مركز المرأة السعودية الإعلامي ناهد باشطح. ووفقا لتقرير بصحيفة الحياة اللندنية تم نشره مؤخرا وكتبته الزميلة أسماء المحمد ، قالت فطاني "على الرغم من إنشاء مركز الحوار الوطني السعودي، وتشجيع المسؤولين نشاطه، إلا أن احترام الحوار والرأي الآخر لا يطبق في مجتمعنا مثل ما حدث في معرض الكتاب الدولي في الرياض، وكذلك عدم الرغبة في التغيير أو تبادل وجهات النظر، والتصدي لمن تبدي رأياً أو فكراً غير متبع، فتبدأ الأقاويل ضدها واتهامها بالعلمانية، وتعاقب بالقذف والتشهير في الصحف وعبر الانترنت".واضافت فطاني في ورقة قدمتها بالملتقي أن عداء المرأة للمرأة من القضايا الأخرى التي يجب على الإعلام أن يناقشها: "فلابد من الاعتراف بأن عداء المرأة للمرأة واقع يعاني منه مجتمع النساء، ليس فقط في المملكة السعودية ولكن في معظم البلدان العربية "، واسترسلت توضح أن المرأة في السعودية تقاوم التغيير وتتصدى لمن تطالب بالتغيير، مستشهدة بمقاومة بعض النساء استخراج بطاقة الأحوال المدنية: "ما شكل عوائق في المعاملات الرسمية سواء أكانت في البنوك أو الإدارات الحكومية الأخرى، وبالتالي اضطرت الدولة إلى إصدار قرار إجبارهن على أخذ البطاقة للمصلحة العامة".وسلطت الاعلامية فطاني الضوء على تصدي بعض النساء لمبدأ وجود الكاتبة والشاعرة والمسرح المدرسي، وقالت: " كأن الأدب والثقافة حرما على النساء، كما حدث في معرض الكتاب من اعتداء على إحدى الأديبات"، وأدانت فطاني الضغوط التي تمارس على بعض النساء لارتداء النقاب: "على رغم صعوبة التطبيق من الناحية الصحية والنفسية والأمنية في مجال العمل بالنسبة للطبيبة, الممرضة، ورفض بعض النساء أن تقود الأخريات السيارة، وعدم المطالبة بحرية التنقل، ما يؤدي إلى استمرار المعاناة لكثير من النساء".وبادرت المتداخلات المختلفات معها من الحاضرات فور انتهاء ورقتها بمطالبتها بتوضيح معنى أن يكون النقاب عائقاً للمرأة العاملة، خصوصاً الإعلامية، لترد موضحة أنها قصدت من يرتدينه من غير الراغبات فيه وغير المقتنعات به ومن يلبسنه مضطرات ومجبرات بسبب نظرة المجتمع الضيقة للإعلامية".وسلطت فطاني الأضواء على رفض بعض النساء ممارسة الرياضة في مدارس البنات، وعدم المطالبة بها أو الاحتجاج على منعها، مع أنها تمارس خلف الأسوار في مدارس البنات، ورفض تبني حقوق المرأة العربية وعدم احترام رأي المرأة في الشعوب العربية والإسلامية الأخرى. واعتبرت هذه المواقف من " التشدد والمغالاة في الدين ومقاومة مواكبة العالمين الإسلامي والعربي"، وقالت إن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى استياء الكثير من نساء العالم ، مشيرة إلى أن نموذج المرأة التي تردد ما يقوله الغرب "بغير وعي وعن جهل بقضايانا العربية والإسلامية وعدم احترامها لهوية المرأة العربية وتقاليدها الإسلامية، من عوامل الاستياء أيضاً".وخلصت إلى أن كل هذه السلبيات جعلت المجتمعات الأخرى تنظر لنا بصورة سلبية، وأصبحت المرأة السعودية هي حلقة الضعف لمسلمات العالم بدلاً من مساندتهن.