نعمان الحكيمتفاءلنا هذا العام خيراً..وتعشمنا أن تكون العدة والعتاد قد تم تهيئتهما لصالح الأجيال في فترة مبكرة،لخلق وعي وطني بما يجري وتجنيب الشباب والطلاب الهوة التي تسعى إليها قوى ظلامية تستهدف الأخضر واليابس، بحسب الرؤية الحكومية، وتأكدنا أن النية قد صحت،وبدأت تؤتي ثمارها في واقع الممارسة التي نحن بصدد الحديث عنها..وكنا قد عولنا على البدء المبكر لتدشين هذه المراكز...والمراكز الصيفية أو المخيمات التي تعم محافظات الوطن خاصة في عدن كان لها ماض ذهبي وتاريخ أثير،وبصمات ملموسة،وكانت التربية والتعليم تقوم بأربعة أخماس المهمة،إن لم يكن أكثر من ذلك،باعتبار أن التربية هي الإطار الصحيح والوعاء الحقيقي،لتعليم وتربية وتحصين التلاميذ والطلاب الذين هم في الأخير(شباب) تم تهيئتهم على أسس وثوابت وطنية ودينية وأخلاقية،وهي حقيقة لا ينكرها أي عاقل فقد كان وما زال المعلم،حجر الزاوية المهم الذي يركن إليه وعليه في عملية التربية والتعليم وغرس القيم النبيلة السليمة التي تؤدي إلى خلق جيل متفهم لأمور بلاده وبها يكون محافظاً وأميناً وحارساً على مكاسبها باستمرار لأن المنبع هو الأساس القيمي والأخلاقي وما الجهات الأخرى إلا عامل مساعد.اليوم وبعد ر صد ظواهر مقلقة ومخيفة يتطلب التصدي لها ليس بالسياسة والهنجمة والعنف،بل باللين والتربية السليمة والسلوك القويم والتأثير الخلاق..وهي سلوكات تتوافر في القائد التربوي والمعلم الميداني والموجه الممتاز وهم موطنهم التربية ومجال أعمالهم هي المدارس والمعاهد والمنشآت الأخرى..ولذلك نستغرب أن تحيد التربية في أهم مناشطها التي كانت هي الفرس والميدان معاً وتخوض غمار التجارب والنجاحات..حتى تغيرت الحال وصارت إلى هذا المآل..فيوم أن كانت التربية بعافية حقة..كانت تختار معلميها بامتحانات كفاءة وحسن إرادة وقوة شخصية وفراسة في التجربة والتعامل..حتى جاءت فكرة الاختيار عبر الخدمة المدنية برؤية وظيفية ليس غير وفقدت التربية أهم مرتكز تستند عليه في الرهان على مستقبل الوطن والأجيال،لكن نقول ما زال الخير وفيراً وأهله كثيرين.واليوم توفر التربية المعلم والمدرسة والإمكانيات كافة في سبيل إنجاح المراكز الصيفية بحسب تصريحات معالي الوزير د.عبد السلام الجوفي،لكن المراكز تقاد بغير التربية أهل (الحل والعقد) كما يقال..وتعددت جهات الإشراف والقيادة والتصرفات المالية(!!)وأصبحت التربية مجرد طرف من الأطراف ولا يمكن أن تسير هكذا مراكز وأن تحقق نجاحات في ظل تواجد قيادات من (الجامعة والمحليات وغيرها) وتكون هي الفيصل ولا نعلم من أين أتت هذه الأفكار،بعد أكثر من ربع قرن على نجاح التربية في قيادتها لهذه المناشط،وهي أفكار قد تم فيها إلغاء حاجة اسمها (الإعلام التربوي) الذي يقوم بدوره المهم طيلة هذه الفترة سنوياً ويقوم بالإعداد للقاءات والأخبار ويوثق اللقاءات والزيارات والمحاضرات في أفلام وثائقية فوتوغرافية (وسينمائية) فيديو،ويتم خلالها تزويد الجهات المعنية بنسخ من ذلك النشاط السنوي لغرض الاطلاع والملاحظة والتقييم وتلافي السلب وخلق الإيجاب الذي نسعى إليه جميعنا..لكننا نقول..حسبنا الله ونعم الوكيل في هكذا تصرفات..فالمراكز اليوم دشنت وكأنها في مأتم،ولا حس ولا خبر،واللهث يتم وراء المادة والورق الأخضر الذي يلعب بالعقول يومياً (القات) وأنى لنشاطات يكون فيها الطمع والجشع أن تحقق نجاحات البتة؟!صحيح أنه لدينا ملاحظات على هذه القيادات اليوم،لكننا نقول إن التربية هي المجال السليم والصحيح لقيادة هذه المراكز..وإن الآخرين يكون لهم الدور المساعد والمساند والمقيم للأعمال لا العكس..وهو ما أردنا أن نقوله..وأما الإعلام الرسمي مشكوراً،فهو يؤدي دوره،والعتاب على من غيب التربية وإعلامها وقياداتها التي لها نجاحات على الأقل هنا في عدن ثغر اليمن الباسم على الدوام!الكرة تتدحرج وليس لها مستقر..فهل نبحث عما يفيد قبل فوات الأوان؟وأخيراً..كنا نطمح إلى وضع النقاط على الحروف لترسيخ عملية مفيدة للوطن والأجيال..لكننا نترك التشاؤم الى أن يحين وقته وستكون لنا وقفات تبين ما ذهبنا إليه..ونحن على ثقة أن إقدام التربية اليوم على اقتصار تصحيح دفاتر امتحانات هذا العام على معلمي المراحل نفسها وعلى الموجهين الملتحقين بها،يكون له بالغ الأثر..وهو الطموح الذي كنا نتوخاه في قيادة فعاليات هذه المراكز والمخيمات..والمثل صحيح وأكيد في فحواه(أهل مكة أدرى بشعابها)..فهل اتعظنا وفهمنا؟!نأمل والأمل حياة،يا أولي الألباب.
المراكز الصيفية .. التربية هي المستبعد؟!
أخبار متعلقة